العدد 5135 - الثلثاء 27 سبتمبر 2016م الموافق 25 ذي الحجة 1437هـ

كيري يهدد موسكو بتعليق التعاون حول سوريا والامم المتحدة تندد بـ"جرائم حرب" في حلب

هددت واشنطن موسكو الأربعاء (28 سبتمبر/ أيلول 2016) بتعليق التعاون معها حول سوريا فيما ندد الامين العام للأمم المتحدة بتعرض اثنين من المستشفيات الرئيسية في الجزء الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب للقصف مشيرا الى "جرائم حرب".

وتعتبر منظمات غير حكومية وسكان ان هذه الهجمات المتعمدة من النظام السوري وحليفه الروسي هدفها القضاء على البنية التحتية التي لا تزال قيد الاستخدام في المناطق المحاصرة التي تفتقد الى كل شيء.

وخلال محادثة هاتفية جديدة، ابلغ وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف أن "الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سوريا، وخصوصا اقامة مركز مشترك" للتنسيق العسكري بحسب ما ينص عليه الاتفاق الروسي الاميركي الموقع في جنيف في التاسع من ايلول/سبتمبر قبل ان ينهار بعد عشرة ايام.

وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين "كلف وزارتي الخارجية والدفاع بأن تكونا مستعدتين لمواصلة العمل المشترك مع شركائنا الأميركيين حول الملف السوري".

وهذا التعاون بين موسكو وواشنطن الذي سعى اليه جون كيري حتى النهاية طوال أشهر، سيتوقف الا إذا "اتخذت روسيا تدابير فورية لوضع حد للهجوم على حلب واعادة العمل بوقف الاعمال القتالية" الذي "انتهى" في 19 ايلول/سبتمبر مع قرار الجيش السوري بدء الهجوم على حلب تزامنا مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

"قصف متعمد"

واصيب أكبر مستشفيين فجرا بضربات جوية، فيما تستمر المعارك في المدينة حيث اعلنت قوات النظام تحقيق تقدم على الارض خلال الساعات الاخيرة.

وقال أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية الاميركية، مقرها في الولايات المتحدة، لوكالة فرانس برس "وقع الهجوم عند الساعة الرابعة صباحا (1,00 ت غ) عندما استهدفت طائرة عسكرية المستشفيين بشكل مباشر".

وقتل مريضان على الاقل واصيب اثنان من طاقم المعالجين في الضربات، وفق منظمة اطباء بلا حدود.

في نيويورك، اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان الهجمات على مستشفيات في حلب تشكل "جريمة حرب"، وقال امام مجلس الامن ان "الامر اسوأ من مسلخ"، لافتا الى "اشخاص فقدوا اعضاءهم" و"معاناة رهيبة مستمرة لدى اطفال".

وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت الاربعاء ان بلاده ستطرح قرارا في الامم المتحدة لوقف إطلاق النار في حلب والذين سيمتنعون عن التصويت لصالحه "يجازفون بتحمل مسؤولية المشاركة في جرائم حرب".

من جهتها، قالت ديانا سمعان من منظمة العفو الدولية ان مثل هذه الضربات تهدف الى اجبار 250 ألف نسمة في مناطق الفصائل على الفرار الى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

وقال نائب رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض موفق نيربية في بيان ان "الحل السياسي لم يعد مطروحا على الطاولة في ظل الظروف السائدة الآن".

وتتعرض الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ اسبوع لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي اوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى ودمرت مباني سكنية.

ولم يعرف ما إذا كان المستشفيان تعرضا لغارات شنتها طائرات تابعة للجيش السوري ام لحليفه الروسي.

والغارات مستمرة منذ أعلن الجيش السوري في 22 ايلول/سبتمبر البدء بحملة واسعة لاستعادة كامل مدينة حلب المنقسمة منذ عام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية تسيطر عليها قوات النظام.

وقتل خلال الغارات أكثر من 165 شخصا اغلبهم من المدنيين منذ بدء الحملة على الاحياء الشرقية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكان الجيش السوري استعاد السيطرة الثلثاء على أحد احياء المعارضة في وسط حلب بعد ايام من القصف الجوي الكثيف.

الى ذلك، دان البابا فرنسيس الاربعاء في روما تصاعد اعمال العنف في سوريا ودعا المسؤولين عنها الى "مراجعة ضمائرهم"، مؤكدا ان "الله سيحاسبهم".

وطالبت منظمة اطباء بلا حدود في تغريدة على تويتر "بإجلاء الجرحى والمرضى في حالة حرجة من حلب الشرقية" مضيفة "انهم الان واقعون في الفخ وقد يموتون".

بدورها، نبهت منظمة الصحة العالمية الى ان الاجهزة الطبية في شرق حلب على وشك "التدمير الكامل"، مطالبة "بإقامة ممرات انسانية من اجل اجلاء المرضى والجرحى".

وكان الجيش السوري طلب بعد اعلانه بدء الهجوم من سكان حلب الشرقية المغادرة باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، الا ان اغلب السكان يخشون توقيفهم لدى عبورهم الى حلب الغربية.

شهر لا أكثر

وقتل الاربعاء 12 مدنيا على الاقل بينهم طفل وامرأة في غارات جوية على حيي باب الحديد وقاضي عسكر بمدينة حلب وفي قصف مدفعي قرب مخبز في حلب الشرقية، بحسب المرصد السوري ومسعفين.

ويستهدف الجيش السوري حي المعادي بشكل خاص انطلاقا من قلعة حلب التاريخية في المدينة القديمة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وافاد المرصد ان هذه المنطقة تشهد منذ الثلاثاء معارك عنيفة.

وكان رئيس "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني في مناطق المعارضة) رائد الصالح قال الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان القسم الشرقي من حلب لن يصمد "لأكثر من شهر" بسبب استمرار تدمير ما تبقى من الخدمات العامة.

وقال الصالح "لن يكون هناك مياه او كهرباء او وقود ولن تتمكن المستشفيات من مواصلة عملها".

وفي حي العزيزية الخاضع لسيطرة القوات النظامية، قتل مدنيان الاربعاء واصيب عشرة اخرون بسقوط قذائف أطلقها مقاتلو الفصائل، بحسب مصدر طبي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:06 م

      اكبر مجرم في العالم هيا المم المتحده يغظون العين الجرائم في اليمن وفي العراق وسوريا من الي يدعم الدواعش امريكا وبترودولار من الي دمر وحتال العراق ونهب خيرات العراق وخيرات الشعوب وتغض الطرف بيمايحصل بي بلدان كثيره وهذا مرتشيه

اقرأ ايضاً