العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ

بالفيديو... نهاد صوقار: لن يطور كرة القدم العربية إلا أبناؤها

التخطيط طويل الأمد والعمل من القاعدة هما الأساس

غادر بلدته العدنانية في الجولان السوري المحتل وعمره 10 سنوات في العام 1967 عندما احتل العدو الإسرائيلي الجولان، استقر في دمشق حتى بلغ 23 عاماً ولعب في نادي الجيش السوري، ليحترف بعدها في الأردن بدءاً من العام 1987 والتي استقر فيها بشكل نهائي ودرب فرقها ومنتخباتها.

هو المدرب والمحاضر الآسيوي والدولي في كرة القدم نهاد صوقار الذي يزور البحرين في الوقت الحالي لتقديم دورة تدريبية تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تعنى بمدارس كرة القدم وبفرق البراعم (Grassroots) بمشاركة عدد كبير من مدربي فرق البراعم في البحرين.

«الوسط الرياضي» حرص على الالتقاء بالمدرب والمحاضر الدولي نهاد صوقار للوقوف على انطباعاته عن كرة القدم البحرينية وعلاقته بالبحرين وكذلك التعرف على الاتجاهات الحديثة في التدريب وفي تطوير فرق الفئات العمرية، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بكرة القدم في منطقة غرب آسيا التي يتولى مسئوليتها الفنية في الاتحاد الآسيوي.

اللقاء كان شيقاً وممتعاً مع شخصية قضت كل عمرها في مجال كرة القدم، وتعرفت على الكثير من التجارب في الأردن والبحرين وقطر والكثير من الدول الآسيوية، وتمتلك خبرات كبيرة وواسعة في مجال اللعبة وتطوير الصغار.

وأوضح صوقار أنه بحكم عمله في الاتحاد الدولي (الفيفا) فإنه يتابع شئون كرة القدم في منطقة غرب آسيا التي تضم 12 بلداً عربيّاً إلى جانب إيران، مبيناً أن البحرين من الدول التي حققت نجاحات على مستوى تطوير اللعبة وهي من الأرضيات المهمة بالنسبة للفيفا وللاتحاد الآسيوي لتطوير اللعبة ونشرها.

الاحتراف في الأردن

صوقار الذي غادر سورية للاحتراف في الأردن مع فرق الجيل الجديد والأهلي وأخيراً مع الفيصلي الأردني الذي قضى في صفوفه الفترة الأطول له كلاعب في الأردن، بدأ حياته التدريبية كمساعد مدرب العام 1991 مع أستاذه المدرب مظهر السعيد في تدريب الفريق الأول وكذلك مدرباً للفريق تحت 15 عاماً.

وانتقل صوقار في العام 1998 للعمل مع منتخبات الفئات العمرية في الأردن وصولاً لتدريب المنتخب الأولمبي إلى جانب عمله مساعداً في المنتخب الأول، كما درب الفريق الأول في عدة فرق بينها الأهلي والفيصلي وشباب الحسين، وعمل كذلك مشرفاً فنياً على قطاع البراعم في دولة قطر.

وانتقل صوقار للعمل كمحاضر في العام 2004 عندما أقام دورة (C) لأول مرة ليتميز بها في تقديم المحاضرات ويتم اختياره محاضراً آسيويّاً ودوليّاً.

كرة القدم في البحرين

وعن رأيه في كرة القدم البحرينية، أوضح صوقار أننا مازلنا في العالم العربي بعيدين عن الاحتراف بمفهومه الكامل، مبيناً أن هناك تراجعاً للكرة الآسيوية عموماً والكرة العربية وخصوصاً.

وقال: «أسباب تراجع الكرة العربية كثيرة بينها أسباب إدارية وأسباب فنية وأخرى مالية، إلى جانب الظروف السياسية الصعبة في بعض الدول العربية والتي تجعل الرياضة وكرة القدم حالة ثانوية».

وأضاف «تطوير كرة القدم يحتاج إلى أسس أهمها قاعدة قوية بمشاريع مستقبلية حقيقية وجدية، تتضمن تطويراً كاملاً لمسابقات الفئات العمرية وبرامج على المدى الطويل وتطويراً للمدربين المشرفين على هذه الفئات».

وتابع «في البحرين نحتاج إلى اختيار قاعدة للاعبي النخبة في كل فئة عمرية، تتراوح بين 50 و60 لاعباً ويكونون تحت إشراف مدربين مؤهلين بحيث يخضعون لتدريبات خاصة ومتطورة تسهم في تطويرهم بما يخلق جيلاً من اللاعبين النخبة في المستقبل».

وواصل «نحن دائماً ما نبدأ من القمة وهذا أمر خاطئ إذ لابد أن نعمل من القاعدة وبخطط طويلة الأمد إذا ما أردنا تحقيق النجاح وهو ما يشجع عليه الفيفا».

وأشار صوقار إلى انه على مستوى البحرين فإن لها مكانة خاصة في قلبه ويحرص على زيارتها كل ما سنحت له الفرصة، مبيناً أنه يحب البحرين ويحب طبيعة شعب البحرين، وقال: «أجد أن مستقبل كرة القدم في البحرين أفضل بكثير من المستوى الحالي».

وأضاف «علاقتي باللجنة الفنية في الاتحاد وبالمدربين قوية وأرى أن نشاط اللجنة الفنية كبير جدا في تطوير المدرب البحريني وسيؤتي ثماراً أكبر في المستقبل».

تطوير المدربين

وأكد صوقار أن من مهماته العمل على تطوير المدربين ومنهم المدربون البحرينيون، مبيناً أن المدرب البحريني زاوية مهمة من زوايا تطوير اللعبة إلى جانب الإداريين والجماهير والحكام والإعلام الرياضي.

وقال: «عندما تريد أي بلد أن ترتقي بكرة القدم لديها فإن أبناءها هم القادرون على تطوير اللعبة».

وأضاف «هناك ضرورة لتطوير المدرب البحريني وتأهيله وأنا هنا أتكلم بشفافية ومن دون مجاملات».

وتابع «حسب المناطق التي زرتها فإني أجد أن المدرب العربي موهوب مثل اللاعب العربي ولكن للأسف هو ظالم لنفسه ومظلوم في الوقت نفسه، فهو ظالم نتيجة كسله وعدم جديته وتحضيره، ومظلوم لعدم حصوله على الفرصة الكافية».

وواصل «على المدربين الزملاء في البحرين أن يكونون جديين أكثر ومنظمين بشكل أكبر على الورق».

التجارب الموجودة

وأشار صوقار إلى أهمية خروج الكرة العربية من وهم النتائج السريعة وضرورة العمل بخطط طويلة الأمد لتحقيق الإنجازات، وقال: «اليابان لديها خطة 50 سنة، وألمانيا عملت على خطة لمدة 20 عاماً، ونحن لدينا استعجال في تحقيق النتائج ونتعاقد مع مدربين للمنتخب الأول نطالبهم من أول بطولة بتحقيقها وهذه نقطة ضعف في الإدارة الرياضية في الدول العربية».

وأضاف «كما أننا نعتمد كثيراً على الأجانب الذين يأتون بمشاريع لا تنفذ نتيجة فسخ التعاقد فينتهي المشروع ويبدأ بمشروع جديد، وحقيقة لن يطور كرة القدم العربية باعتقادي إلا أبناؤها».

تجربة التحليل التلفزيوني

وعن تجربته في التحليل التلفزيوني من خلال ظهوره في قناة بي إن سبورت، أوضح صوقار أن وظيفة المحلل التلفزيوني وظيفة خطيرة لأنها تخاطب ملايين الناس في الوقت نفسه والكلمة التي تخرج لا يمكن استرجاعها.

وقال: «ابني الأكبر وفاء يعمل مراسلاً لشبكة بي إن سبورت في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان هو المذيع الذي نقل تتويج الأردني أحمد أبو الغوش بالميدالية الذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو الأخير».

الكلمة الأخيرة

وفي ختام اللقاء، أكد صوقار على أمنياته في أن يجد المنتخبات العربية في أفضل حال في المستقبل، وأن يكون البناء في كرة القدم العربية من القاعدة إلى القمة وليس العكس.

صوقار خلال حديثه مع «الوسط الرياضي» - تصوير أحمد آل حيدر
صوقار خلال حديثه مع «الوسط الرياضي» - تصوير أحمد آل حيدر

العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا