العدد 5139 - السبت 01 أكتوبر 2016م الموافق 29 ذي الحجة 1437هـ

نخي وباجلّة وحلوى ومتّاي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

شاهدنا في التلفاز العربي دعاية مدّتها ثوانٍ عن السياحة في البحرين، وتعرض هذه الدعاية أصدقاء يتواصلون عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من أجل القدوم إلى البحرين وأكل البيتزا! وسواء كان أكل البيتزا عن طريق البر أو البحر، فلدى السيّاح طرق عدّة لدخول البحرين! ومن ثمّ تنتهي الدعاية بلقاء الأصحاب في أحد المحلاّت لتناول البيتزا!

إلى هنا والأمر عادي جدّاً، ولكن ما هو مضمون الرسالة الموجّهة من قبل هذه الدعاية؟! وممّن صدرت هذه الدعاية؟! أتصدّقون لو قلنا لكم بأنّها من هيئة السياحة؟! هذه الهيئة التي كان من المتوقّع أن تنشر تراثنا ومعالمنا لا معالم غيرنا، وأن تروّج للأماكن السياحية في البحرين، لا لترويج البيتزا الإيطالية! فالبيتزا الإيطالية هي دعاية مجّانية لزيارة إيطاليا للتمتّع بمختلف البيتزا، لأنّها وبشكل بسيط جدّاً تمثّل هويّتهم وتراثهم (بشتّى أنواع البيتزا)!

أمّا نحن ولمن لا يعلم، فهويّتنا التراث الوطني القديم المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحراء والبحر، علماً بأنّ البحرين جزيرة، ولكن سكّانها خليط بين البدو والحضر، ولا نستطيع أن نروّج للبحرين بثقافة غيرنا، فكيف يُعقل لهيئة السياحة الترويج عن البحرين بهذه الطريقة المسيئة لتاريخ السياحة في البحرين؟!

جدير بالذّكر أنّ جسر الملك فهد قد وفّر على طبق من ذهب ملايين الزوّار من المملكة العربية السعودية ومن الخليج والأخوة العرب المقيمين في الخليج، وما على السياحة إلَّا توجيه وإرشاد هؤلاء الى الأماكن السياحية للترفيه أو المجمّعات التجارية للتسوّق، لدعم الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، ولتتماشى مع توجيهات ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

بيتزا! كم كلّفت هذه الدعاية يا تُرى؟! هل هي من ميزانية الدولة؟! وهل تستحق هذه التكلفة؟! العبرة في المعنى من أجل الترويج للسياحة، وليس في أخذ هويّة الآخرين وزجّها عندنا! فالبيتزا موجودة في دول الخليج كلّها، ولكن (النخّي والباجلة والمهياوة والحلوى البحرينية الأصيلة والمتّاي) هي تراثنا وما يعرفه ويطلبه أهل الخليج عند زيارتهم لنا!

لا نريد دعاية بيتزا، فهي تقليل من الكم الهائل الذي لدينا من سياحة، ولا نريد (سياكل) أمام قلاعنا، بل نريد عملاً احترافيّاً في السياحة، فهذه السياحة ملفّ خطير وله أبعاد، ذلك أنّها قد تكون مصدرنا الوحيد كمدخول للدولة، يدر الكثير من المال، واللّعب به بهذه الطريقة لن يؤدي بنّا إلّا إلى هروب السيّاح.

أيضاً لماذا الصرف على شركات العلاقات العامّة البريطانية ونحن لدينا شركات علاقات عامّة في البحرين تستطيع الترويج لها وفق هويّتها وتراثها؟! هذا تقليل من شأن المواطن البحريني الذي يسعى من أجل وطنه، ولا يخفى على أحد بأنّ شركة علاقات عامّة بريطانية لن يكون سعرها كسعر شركة بحرينية، وبذلك سنوّفر من أموال الدولة الكثير.

لا تعبثوا في ملف السياحة كثيراً، وانتبهوا ممّا تروّجونه يا هيئة السياحة، فاليوم قد يتغاضى البعض عن دعاياتكم ويضحك على بيتزتكم، ولكن في الغد صدّقونا لن يتجاهل أحد الأموال المبعثرة والتي قد نبني فيها الكثير! لابد أن نروّج للسياحة بطريقة صحيحة. ننتظر ذلك على أحر من الجمر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5139 - السبت 01 أكتوبر 2016م الموافق 29 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 41 | 4:14 م

      المشكلة الخبراء والمستشارين أجانب وقد تكون متجنسة ولكن ما تعرف ولا تعي ولا يربطها بالتراث شيء. هذا دمار للبلد. ليكون عمل وتصرفك واختيار من أجل البحرين

    • زائر 35 | 9:57 ص

      يا جماعة السؤال لماذا فصلوا الثقافة عن السياحة ؟ و لماذا أبعدوا الوزيرة مي الخليفة عن السياحة ؟ دوما الناجح في هذا الوطن خسران خسران!!!!!!!!

    • زائر 34 | 8:33 ص

      المتَاي اصله هندي و المهياوه إيراني و يش بقى ؟ المفروض تذكرون الحلوى و الخنفروش و خبز الرقاق

    • زائر 33 | 7:39 ص

      معروفة البحرين

    • زائر 32 | 6:46 ص

      الهوية الضائعة تلك هي البحرين للاسف ... وابحريناه

    • زائر 31 | 5:28 ص

      يمكن الشروقي تستنكر على السياحة

    • زائر 30 | 4:31 ص

      الله على أيام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ، هي كانت نعم القائد ، تذكرون إغلاقها لفنادق البوتيك و النجمتين ونجمة ، نظفت البحرين ، وأيضا تذكرون بيوتها التراثية ، و هي أول من فكّرت في المطاعم الشعبية ، بعدها انتشرت الفكرة في كل مكان .. ننتظر رجوع السياحة لها ...

    • زائر 29 | 4:29 ص

      موفقة يا مريم

    • زائر 27 | 4:01 ص

      كل شى تراث للبحرين تحطم المشتكى لله

    • زائر 25 | 3:23 ص

      مقال جميل جدا وتنطبق الملاحظة الرئيسية على العديد من المجالات. كالإعلام والفندقة والمطار وسوق المنامة وسوق المحرق ... وغيرها من ما يمثل واجهة للبلد.
      وللأسف البحرينين ما عندهم بديل إلا الأسواق المتنقلة!! يمكن لازم ينعمل برنامج سياحي للأسواق المتنقلة علشان السائح يشوف له كم بحريني على الأقل وياكله نخج وباقله.
      ملاحظة على النخج والباقلة والمهياوة، كأنه أصلهم مو بحريني!! يمكن ذكر الصافي والهامور بكون أفضل للمقال.

    • زائر 22 | 2:23 ص

      الاستاذة لا تتكلم عن الاكل بقدر توجيه السياح التوجيه الصحيح

    • زائر 20 | 1:45 ص

      الى زائر (1) للعلم فان الشيخة مي ليس لها علاقة بموضوع الدعاية عن السياحة للبحرين بأكل " البتزا"

    • زائر 17 | 1:06 ص

      رسالتك مهمة حول الالتفات إلى أهم المأكولات الشعبية شهرة في البحرين وهي النخج والباقلة أو النخي والباجلة واصلهما نخو و باقلا وهما يعادلان الفول والفلافل شهرة في مصر وكم سيسعد السواح لو تم تعريفهم بهذين الطبقين اللذيذين مع الخبز الساخن المقرمش .

    • زائر 16 | 12:53 ص

      يراد للبحرين ان يكون البدو مقدمين فيها على الحضر ولكن ثنائية بدو وحضر لم تكن مثار جديل او حتى حديث في البحرين ... البحرين جزيرة يالشيخة فيها قبلئل قليلة وعروفة نعم لكن لم تسكل القائلية ظاهرة فيها ... صح لولاه يا ست مريم

    • زائر 23 زائر 16 | 2:43 ص

      اختي الكريمة مريم الشروقي
      لك الف تحية وتقدير يا بنت بلادي
      مع شديد الاعجاب باطروحاتك المنصفة والحيوية الا انه قد خانك التعبير في جزئية صغيرة ولكنها مهمة جدا لمن يعرف اصل وتاريخ البحرين
      وهي البدو التي سبقت الحضر
      تاريخ البحرين لم يكن فيه بداوة
      بل اشتهرت بالزارعة والصيد وقبلها البحرين مرتعا تاريخيا للعلم والعلماء على مستوى الجزيرة العربية
      كان الاجدر الاشارة لبعض العوائل البحرينية من اصول بدوية
      لا ان تسبق البداوة حضارة واصل تاريخ البحرين
      فشكرا لك يا بنت بلادي

    • زائر 15 | 12:50 ص

      النخي والباجلة مو مختص بالبحرين ... وحتى الحلوى ... ما سمعتي عن الحلوى البحرينية ... ....

    • زائر 14 | 12:45 ص

      يعني الحين السواح بيون ياكلون نخي وباجلا او حتى بيتزا ... لو بيةن حق اشياء ثانية؟!

    • زائر 13 | 12:38 ص

      السبب في ذلك يا اخت مريم ان من اسند اليه تنفيذ تلك الدعاية هي شركه غير بحرينيه او ان القايمين على تنفيذ الفكره لا ينتمون لهذا البلد ولا تربطهم به تلك النفحات التي يشعر بها المواطن ونرى ذلك في كل مكان فالبحرين اصبحت لا هوية ولا طعم لها ونتفاخر بكل غباء باننا مجتمع متنوع

    • زائر 12 | 12:32 ص

      سلخ البلد من كل ما يمتّ لتاريخه وعراقته

    • زائر 9 | 12:28 ص

      الماء اللقاح بانواعه هو من تراث و صنع أهل البحرين بالإضافة طيبة وكرم أهل البحرين

    • زائر 7 | 11:56 م

      حلوة بدو وحضر ' والاحلى التقديم والتاخير ' بس يبي له احد ينتبه !

    • زائر 11 زائر 7 | 12:32 ص

      فعلا أني انتبهت لهالنقطة في المقال ،، طول عمرنا ماسمعنا ولا شفنا ... في البحرين .أهل البحرين من الحضر المتمدنين وكان عملهم يتركز في الزراعة والصيد والغوص والحرف اليدوية وجميع الشواهد في البيئة البحرينية لاتدل على وجود البدو

    • زائر 6 | 11:46 م

      إي والله صدق ! أنا عندي نخج وآلو بشير أحسن من هالبيتزا

    • زائر 26 زائر 6 | 3:47 ص

      قواك الله يا وليدي بس أقول لك ومن متى الو بشير صار بحريني؟ ولعلمك ألحين بعد البنقالية قاعدين يسوون دعاية الى أكلاتهم - تعال لهم أيام رمضان في شوارع المنامة وشوفهم - ما بقى شي بحريني لا أكل ولا عادات يا ولدي كله صار بتاع بره على قولة اخوانا المصاروه وربما القادم أدهى وأمر وسامحنا وشكراً لك.

    • زائر 5 | 11:29 م

      المفروض من بدل الپيزا يقولون الهريسة و الخبيصة و المضروبة و بي بي دارمندر

    • زائر 4 | 11:01 م

      شرحك يا سيدتي حول الدعاية للبيتزا نابع من اللاوعي الاجتماعي الذي من ظواهره تقدير الغريب و تحقير القريب. هذا يحصل كل يوم و في كل أمر. مثلا يدعون الغريب و في الحفلا ت الرسمية بقدمون لهم وجبات بلدهم و ليس بلدنا. يتناسون الخبرات المحلية و يوظفون الأجانب لتنفيذ الاعمال و البلد فيها الخبرات. سؤالي: إلي أين تقترحين ان اتوجه؟ أو أية صخرة أخبطها برأسي؟

    • زائر 3 | 10:58 م

      من لا يقدر ذاك الزمن لا يفهمه

    • زائر 2 | 10:45 م

      تذكرت زميلة لي في العمل حصلت على وظيفة بنظام جزئي الى جانب وظيفتها الاساسية و كانت الوظيفة مرشد سياحي في البحرين مع العلم انها لم تكمل عدة اشهر في البحرين و قد استغربت كثيرا إذ أن من المفروض ان يعكس المرشد السياحي هوية البلد و ان يكون لديه كما هائلا من المعلومات التي توارثها و عايشها في البلد و ان لا تقتصر معلوماته على كم بسيط قرأه من احد الكتيبات !!!!!

    • زائر 8 زائر 2 | 12:02 ص

      أنت غلطان اللي استغربت ! ما كان عليك أن تستغرب. بل تتغرب. لربما البلد الذي تذهب اليه يقدرك أكثر من بلدك مثل زميلتك يا فهيم!!!!! علي الأقل إستفد من تجارب و خبرات الذين يجلبونهم للبلد بدل الإستغراب.

    • زائر 10 زائر 2 | 12:29 ص

      عزيز الغريب يبحث ويتعلم ويكتشف اكثر من يا مواطن لأنك مشغول بهم الرزق وتواصل الأسره ومسؤليت ومطالب العائله اما الغريب ليس همه الا وضيفته ويستمتع في البلد الي يعمل به مثلك لما تسافر سياحه بس الغريب سياحه طويلته الامد

    • زائر 1 | 10:29 م

      صح كلامك يا اختنا الكاتبة مريم بنت الشروقي.. و ان الشيخة مي ال خليفة تأيد كلامك ومعك ولم ترى و تشاهد و اكيد ستوقف هذا الشيء نروج تراث ايطاليا لطعام بلاش ... و ان الشيخة مي كانت تدعم فتح مقاهي شعبيه تبيع النخي و الباجله و خبز مهياوه و امور شعبيه حتى بيع خبز البحريني للغربين و خبز الرقاق و على طاري خبز البحريني الولايات المتحده الامريكية تستورد خبز البحريني اطنان الى امريكا هذا كله عشق من الشعب الامريكي لخبز البحرين وتراثه و ثقافتة ..اكيد الوطن تبنى بنقد جميل بقلمكم الطيب و الشيخة مي ترحب بكم ..

    • زائر 19 زائر 1 | 1:13 ص

      تراث البحرين أكبر وأعظم من النخي والباجله والمتاي يا أعزائي، تراثها العلمي والأدبي والإنساني والأخلاقي والمهني والثقافي زاخر بالعطاء، ولا يمكن أن يختزل في الحلوى والمتاي،هاهي المكتبات العالمية تزخر بمخطوطات ومؤلفات رجالات البحرين منذ قرون بعيدة

    • زائر 36 زائر 19 | 11:25 ص

      انا بجوف البيتزا هينه اما المصيبه وين ما تلفت هنود مبو بحرينه ولا عربية تتمنى تجوف عربي في بقاله لو بحريني وفي ناس كثر بلا وظيفة

    • زائر 40 زائر 19 | 12:11 م

      شعر الاستاذ عبدالحمن رفيع موجود بمكتبة الكونجرس الامريكي وايضاً ديوان الاستاذ علي الشرقاوي

اقرأ ايضاً