العدد 2495 - الأحد 05 يوليو 2009م الموافق 12 رجب 1430هـ

الأزمة المالية العالمية تثقل كاهل الصحافيين في الشرق الأوسط

دبي - ميديا سورس، إنسايت ميدل إيست 

05 يوليو 2009

تمخضت نتائج استطلاع لآراء الصحافيين عن أن الأزمة المالية العالمية أثقلت بشكل كبير الأعباء الملقاة على كاهل مجتمع الصحافيين في الشرق الأوسط.

وبيَّنت نتائج الاستطلاع، الذي نشرته «ميديا سورس» و «إنسايت ميدل إيست» أمس، أن الانهيار الحاد في إيرادات الإعلانات، أدى إلى إغلاق مؤسسات إعلامية وتسريح عشرات الإعلاميين وتجميد التعيينات الجديدة، ما نجم عنه تنامي شعور الصحافيين والإعلاميين في المنطقة بضغوط متزايدة، على رغم أن «التشريعات والقوانين الحكومية» برزت كأهم التحديات التي تعوق الصحافيين في مسعاهم إلى إعداد قصصهم وتقاريرهم الصحافية بالطريقة الأمثل.

وشارك في الاستطلاع 219 صحافيا وإعلاميا يعملون في وسائل إعلام عربية وإنجليزية (مطبوعة ومسموعة ومرئية) في 13 دولة عربية، في محاولة لاستقراء آرائهم وتعليقاتهم على بنود وقضايا تشمل البيان الصحافي، والمؤتمرات الصحافية وشركات العلاقات العامة وممارساتها، ومصادر الأخبار ومستوى الصحافة بشكل عام.

وبيَّن الشريك الإداري في «إنسايت ميدل إيست»، وهي مؤسسة استشارية متخصصة في التدريب الإعلامي، جيمس مولان، أن المبررات وراء تنظيم الاستطلاع تكمن في استيضاح التطورات التي شهدها المشهد الصحافي والإعلامي خلال العامين الماضيين.

وقال مولان: «قمنا بتنظيم استطلاع مماثل في العام 2007، ونود أن نقف على ما تغير في مجتمع الصحافيين في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين».

وتابع بالقول إن «من أهم ما تمخضت عنه نتائج الاستطلاع الحالي هو أن مجمل الصحافيين باتوا يتلقون ويستخدمون بيانات صحافية أكثر مقارنة بما كان عليه الحال في العام 2007. ويكشف ما سبق أن عددا متزايدا من الشركات والمؤسسات الشرق أوسطية باتت تلجأ إلى استراتيجية (العلاقات العامة) بشكل متزايد كإحدى استراتيجيات التسويق، فيما أضحت المنطقة تظهر تقبلا متزايدا للعلاقات العامة».

إلى ذلك، لم يخفِ كثير من الصحافيين المشاركين في الاستطلاع امتعاضهم من جودة، ومحتوى وتوقيت إصدار المعلومات؛ سواء التي ترسلها شركات العلاقات العامة المستقلة أم أقسام وفرق الاتصال المؤسسي في الشركات والمؤسسات.

وعلى ذلك، علق المدير الإداري لشركة «ميديا سورس»، الناشر لدليل المؤسسات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والممثل لشركة «ميديا ديسك» في المنطقة، بن سمالي: «ظل بند (إرسال بيانات صحافية غير مهمة) يتبوأ صدارة الممارسات التي تشكل إزعاجا كبيرا لمجتمع الصحافيين بشقيها العربية والانجليزية».

ومن بين الأمور التي اجتمعت عليها آراء غالبية المشاركين؛ ضعف احترام شركات العلاقات العامة لمواعيد النشر التي يلتزم بها الصحافيون، بالإضافة إلى تقاعسهم عن تزويد الصحافيين بمعلومات إضافية عند أو حين طلبها. كما اتفق 81 في المئة من الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام العربية و90 في المئة في الانجليزية أن شركات العلاقات العامة والمؤسسات التي يمثلونها يعقدون «غالبا» و/أو «أحيانا» مؤتمرات صحافية غير ضرورية.

واختلطت مشاعر الصحافيين في وسائل الإعلام التقليدية في أثر «الصحافة المجتمعية» مثل المدونات، والمنتديات الالكترونية ومواقع مثل «فايس بوك» أو «تويتر». فقد رأى 62 في المئة من الصحافيين في وسائل الإعلام العربية و74 في المئة في الانجليزية أن الصحافة المجتمعية تعتبر مصدرا إخباريا «محايدا» أو «ضعيفا». ومع هذا فإنهم يشعرون بأنها تلعب دورا مهما في إشراك الجمهور وتفاعلهم بشكل كبير.

بعض المؤسسات الإعلامية في المنطقة تسخِّر وسائل «الصحافة المجتمعية» لتفعيل المشاركة والتفاعل مع الجمهور، وقال 55 في المئة من «العربية» و37 في المئة من «الانجليزية»، إن مؤسساتهم لم تلجأ إليها بعد إلا أنها تشعر بأهمية ذلك. وعلى النقيض، شعر 7 في المئة من «العربية» و13 في المئة من «الانجليزية» أن الصحافة المجتمعية هي مضيعة للوقت.

وبشأن تقييم الصحافيين لمهنتهم، قال 47 في المئة من الصحافيين في المؤسسات الصحافية العربية، أن مستوى الصحافة بشكل عام بين «جيد» إلى «جيد إلى حد ما»، مقابل 22 في المئة فقط من الصحافيين في المؤسسات الانجليزية الذين يتفقون على الأمر ذاته. وتشعر غالبية في وسائل الإعلام التي تصدر باللغة الانجليزية (63 في المئة) أن هناك تحسنا في مستوى الصحافة في المنطقة (انخفاض مقارنة بـ 80 في المئة في 2007)، لكن 44 في المئة فقط من العاملين في وسائل الإعلام باللغة العربية يرون الأمر ذاته، فيما يشعر 28 في المئة أن مستوى مهنة الصحافة «مستقر» في حين أن نسبة مماثلة (28 في المئة) ترى أنها في تراجع. وأجمع الصحافيون في وسائل الإعلام العربية والانجليزية، على أن «التشريعات والقوانين الحكومية» هي المعوِّق الأكبر أمام إعداد القصص والتقارير الإخبارية بالطريقة التي يودون، وعليه تقدمت «التشريعات والقوانين الحكومية» إلى المعوِّق الأول خلال الاستطلاع الحالي مقارنة بالمركز الثاني الذي احتلته قبل عامين. وأوضح صحافيون (العربية والانجليزية) أنهم باتوا يشعرون بضغوط متزايدة من المعلنين على المحتوى التحريري مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في 2007، في حين أن الأثر الأكبر للأزمة المالية العالمية كان في انهيار كبير في الإيرادات من وراء الإعلانات.

العدد 2495 - الأحد 05 يوليو 2009م الموافق 12 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً