العدد 5141 - الإثنين 03 أكتوبر 2016م الموافق 02 محرم 1438هـ

(رسالة مواطن)... إدارة المؤسسة الدينية عمل تطوعي لوجه الله أم محل للتباهي ونشب الخلافات وفرض الرأي؟

ونحن نقترب من شهر محرم الحرام دعونا نتكاشف فيما بيننا ونتحاور بصدق دون تجريح، فاليوم ما يخاف على مؤسساتنا الدينية هو تدحرج كرة الثلج الأسود؛ وأقصد بها السلبيات والإخقاقات التي تصاحب العمل التطوعي الخدمي في هذه المؤسسات، حينما تدب "الخلافات" في أوساطها، لتنخر في هياكلها وأعمدتها الإدارية لتصل إلى البنية التحتية، كما يعبر عنه "بالساس"؛ أي في القلب، أي في قلوب العاملين الإداريين أو القائمين، لتحدِث فيه حفراً ومتعرجات ومطبات، فيضعف القلب والفؤاد، فلا تتلاقى الآراء ولا تتصافى، وتتحول إلى اتجاهات معاكسة كل يفضل رأيه على الآخرين، بل وقد تخبث فيها النيات، وتتشابك الألسن، وتصطدم يوماً ما بعضها ببعض، تهيئة لانهيار ذاك الصرح الجميل، أي المؤسسة الدينية التي كانت ظلاً موروثاً ومرفقاً خدمياً وبيتاً لكل المؤمنين. وإذا لم تنهر وكثرت فيها الخلافات فذاك أصعب، حيث تتضخم إلى درجة يصل بهذه المؤسسة يوماً إلى الفوضى؛ أي كل يصبح رئيساً يصدر أوامره ونواهيه... لكن السؤال متى تبدأ الخلافات ومماذا؟

لكن قبل أن ألج في الحديث عن الأسباب، أفضل التحدث أولاً عن بعض القائمين او المتطوعين، فبعضهم عادةً ما يكونون هم السبب من حيث لا يشعرون، حينما يكونون "أميين" في العمل الإداري، أو لا يستوعبون العمل التطوعي أو الديني، ولا متطلبات كل الظروف السياسية والاقتصادية، ولكنهم مخلصون في عملهم، أو ربما قد يكونون متعلمين ومثقفين، ولكنهم متشددون في آرائهم وخصوصاً عندما يجدون لهم مؤيدين، لتبدأ هذه الفئة المعنية بدحرجة كرة الثلج الأسود بين الأعضاء، مسببين فتناً. وأما الأسباب فهي كثيرة ومتنوعة، فمنها التصلب في الآراء والمقترحات، وبدلاً من التقيد بشعار أن المؤسسة تجمع أصبحت تفرق.

أعزائي القراء، رسالتي أوجهها لكل محب ومنتسب لمؤسسته الدينية؛ أن يعمل بروح الفريق الواحد وليس بالتفرد. التصرفات السيئة في المؤسسة الدينية تؤدي إلى الكثير من المتاعب والمشاكل وتنتهى بالسقوط الاجتماعي، وهو ما يجرنا إلى بقاء وتفشي الثلج الأسود في بعض مؤسساتنا الدينية التي تعيش الشعارات دون الأهداف، وتعيش الذكرى دون الرسالة... فرسالة الإمام الحسين واضحة؛ "إنني لم أخرج أشراً ولا بطراً"؛ أي الإصلاح وليس الخراب.

مؤسساتنا الدينية تغص بالكفاءات، إلا أن صوتها إما مغيب، أو إنها يئست من تموضع القرارات أو حصرها في يد شخص واحد وجمودها عنده! فلا مكان للفريق الواحد كي تتلاقى وتتصافى القلوب للعمل معاً من أجل الجميع وبعيداً عن السلبيات.

مهدي خليل





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:32 ص

      حق لمفوشر واظهار امام الناس بالتقي والخوف من الله

    • زائر 10 | 2:00 ص

      تباااهي
      واحتكار
      وكأنهم ملكوا
      واستعبدو الاخرين
      اتقوا الله
      رسالة للبعض وليس الكل

    • زائر 9 | 1:53 ص

      عفيه
      أنخلي عملنا لله ولرسوله ...نترك التفاخر الاستعراض والتباهي هذه كلها أعمال يدلنا عليها الشيطان .خلونا نقيم تعزيه نظيفه كلنايدواحده لوجه الله .وخدمة لمحمد وآل محمد.

    • زائر 8 | 1:35 ص

      قبل ٢٥ سنه وقع خلاف بين أفراد عائلة واحده بسبب إدارة المآتم وبعد ربع قرن من الخلاف لازلت اتذكر ذلك اليوم كان ماساة على أبناء المنطقة حيث تحول النقاش على شي بسيط الى مشاجرة و ضرب و عراك بين العائله الواحدة في عشرة محرم و في داخل المآتم و امام الجميع ومن حضر ذلك اليوم من خارج المنطقه استغرب ما حدث هل يعقل ان الرغبه بالسيطره على إدارة المآتم دفع عائله للخصام
      لم يتدخل احد للصلح بينهم مرت سنوات و توفي كبير العائله رحمه الله وعاد الخلاف من جديد
      وبادر رجل دين وطرح فكرة انتخاب انتخاب رئيس المآتم

    • زائر 7 | 1:31 ص

      ضدهم
      الله يهديهم

    • زائر 6 | 1:04 ص

      أنما الاعمال بالنيات . وبالاخلاص ترفع الاعمال .

    • زائر 5 | 1:02 ص

      جميع أعمالنا يجب أن تكون لوجه الله , التطوعية وخدمة المجتمع وحتى المرأة ف منزلها كل عمل تفعله لأولادها لوجه الله . أهم شيء النية .

    • زائر 4 | 12:11 ص

      مافي افضل من العمل الجماعي والمتغير بنتخابات من المجتمع وتحت مظلة دستور يحفظ حقوق الاعضاء الاحتكار يولد التفرقه وتشتت والاحتقان والمشاكل

    • زائر 3 | 11:25 م

      البعض للتباهي والبعض تطوعا وخدمة لدين الله

    • زائر 2 | 10:58 م

      المفروض لوجه الله بس اللي صاير الحين الاغلبيه وليس الكل للتباهي وفرض الراي وحب السلطه والبعض للاستفادة الماديه من مصار المؤسسه

    • زائر 1 | 10:51 م

      الله يعطيك العافيه وانا اضم صوتي معك وأقول خففو البهرجة وكما لو يكون كرنفال واحترمو حرمته وروحانيته عاشوراء وارجعوه الي داخل المواتم الأنشطة بدل الشوارع واجعلو من أموال البهرجة للفقراء ومحتاجين والله ورسول الله وأهل بيته بيتقبلو طاعاتكم

اقرأ ايضاً