العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ

عالم مناخي يدعو إلى التحرك سريعا لانقاذ مستقبل الأجيال المقبلة

يتخوف خبراء في علوم المناخ من أن تكون الآليات المتبعة لتقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة غير كافية لتجنب الآثار الاسوأ لظاهرة الاحترار المناخي، ولحماية مستقبل الاجيال المقبلة، على غرار جيمس هانسن الذي شغل منصب مدير شئون المناخ في وكالة ناسا.
وقال جيمس هانسن في مؤتمر صحافي عبر الفيديو قدم فيه خلاصات ابحاثه الجديدة "العلوم واضحة، علينا أن نخفض انبعاثات الغازات الكربونية على مدى العقود المقبلة... إن المهمة الثقيلة التي ستكون ملقاة على عاتق الأجيال الجديدة هي الحد من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون".
ويرى هذا العالم الذي يدير حالياً برنامج الابحاث المناخية في جامعة كولومبيا في نيويورك، إن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الاميركية حالياً "غير ملائمة".
فمن دون تغيير في الواقع، لكن يكون أمام الأجيال المقبلة حل آخر سوى سحب غازات ثاني اكسيد الكربون من الجو.
وهو يتحدث عن تقنيات ما زالت في مراحل التجريب تقضي بسحب غاز ثاني اكسيد الكربون من الجو وتخزينه في الأرض.
وتشير التقديرات الحالية إلى أن هذه التقنيات ستكلف 104 مليارات دولار إلى 570 الف مليار، وهي كلفة باهظة على الأجيال المقبلة من البشر.
ازاء هذه التوقعات القاتمة، يقدم جيمس هانسن نفسه كمدافع عن حياة الأجيال المقبلة ومصالحها، وهو رفع شكوى إلى القضاء في العام 2015 ضد الحكومة الفدرالية، بالاشتراك مع 21 أميركيا تراوح أعمارهم بين ثماني سنوات و19 سنة، من بينهم حفيدته.
واتهمت الدعوى القضائية المسئولين الأميركيين بعدم التحرك بما فيه للكفاية لمواجهة آثار الاحترار المناخي، والفشل في حماية الموارد العامة مثل الماء والهواء.
ويرى هانسن إن هذا التقصير الحكومي يؤدي إلى انتهاك الحقوق الدستورية للأجيال المقبلة في الحياة والحرية والملكية.
وقالت حفيدته صوفي كيفليهان في رسالة مصورة "هذا ظلم، الكبار يستفيدون اليوم من الطاقة الاحفورية ويتركون النفايات ليزيلها من بعدهم الصغار".

ضريبة على الكربون

يقول جيمس هانسن إن "دراسته تهدف إلى إظهار الواقع المناخي، والطريق الذي نسلكه"، معتبراً انه من الضروري أن يتدخل القضاء في هذه المسألة، وأن يكون القضاة "أقل تأثراً بضغط جماعات النفط والفحم".
ويقول "لم يعد لدينا الكثير من الوقت للتحرك"، فقد ارتفعت حرارة الأرض 1.3 درجة عما كانت عليه بين العامين 1880 و1920، وفي السنوات الخمس والاربعين الماضية سجل ارتفاع بمعدل 0.18 درجة في كل عشر سنوات.
واذا بقيت الأمور على ما هي عليه، سيصل الإرتفاع في العام 2040 إلى 1.5 درجة مقارنة مع زمن ما قبل الثورة الصناعية، وإلى درجتين في أوآخر الستينات من القرن الحالي.
في ديسمبر/كانون الأول 2015، توصل المؤتمر العالمي للمناخ الذي عقد في باريس إلى اتفاق من شأنه أن يحد الأرتفاع في حرارة الأرض عند مستوى درجتين فقط، لتجنب الكوارث التي يمكنها أن يسببها ارتفاع أكبر من ذلك.
لكن هانسن يرى إنه رغم الاقرار الدولي بالمخاطر الناجمة عن الاحترار المناخي، فان إنبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون ما زالت في مستويات عالية، وخصوصاً في الاقتصادات الناشئة، مستبعداً بالتالي ان تحقق الأهداف العالمية المعلنة.
ومن آثار الاحترار المناخي ذوبان الجليد في القطب الشمالي وإرتفاع منسوب المحيطات الذي يهدد باغراق مدن ساحلية وجزر في بقاع مختلفة من العالم.
يشدد هانسن على انه "ما زال من الممكن تقنياً" تجنب اسوأ ما قد يسببه الاحترار المناخي، وذلك من خلال التقليص السريع لإنبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون.
وللتوصل إلى ذلك، ينبغي رفع الضريبة على الكربون وتقليص الاعانات الحكومية للوقود الاحفوري، لتشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً