العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ

انتحرت سعاد حسني..لم تنتحر سعاد حسني..!!

تمر علينا الذكرى الأولى على غياب السندريلا... تمر لنعيشها بشعور عميق شديد التأثر بافتقادها، على رغم اعتزالها التمثيل والمجتمع كله قبل سنوات طويلة من رحيلها.. على اعتبار أن جيل الستينات والسبعينات والثمانينات عاش في حضرة فنها الجميل.. رحلت وتركت إرثا زاخرا بالإنجازات الفنية.. رحلت لتولّد فينا عشقا لذكريات الفن الجميل.. رحلت لتترك الجميع في حيرة وجدل حول سر رحيلها، والصحافة كل يوم تطالعنا بجديد من أسرار حياتها، لتجعل من السندريلا مارلين مونرو جديدة. رحلت لنرى السينما المصرية والعربية بشكل عام، تفتقد فنانة نادرة لم ولن تتكرر.

فسعاد حسني، فنانة ولدت معها النجومية.. طفولتها خلت من الراحة، مما أنتج شخصية ذات تركيبة شديدة الخصوصية، تملك قدرة على الإضحاك على رغم أنها أقرب الى الحزن.. يفرحنا ويبكينا عطاؤها الصادق المتدفق، تألقت خلال 50 عاما من تاريخ السينما المصرية. سعاد حسني علامة فنية أخرى تصاحب فاتن حمامة على الشاشة المصرية.

مشوار سعاد حسني، مشوّق وله سحر خاص.. حيث هذا الوجود الفني الطاغي والأداء المذهل والخاص لكل فيلم، يجعل منها ممثلة موهوبة خارقة في كل مرحلة.. مشوار طويل ومليء بالحواجز والآمال الكبيرة والأحلام المجمدة، وكأنها تسير مغمضة العينين على أرض كلها ألغام.. ومع ذلك كانت خطواتها الجادة وحسها السليم ونظرتها الثاقبة والنابعة من الأعماق، تمهد لها طريقا سلسا وواقيا يحميها من كل الثغرات.

الراحلة سعاد حسني، أو سندريلا الشاشة المصرية.. فنانة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. ممثلة رائعة وغير عادية، تعطي في كل الأدوارمن دون افتعال، تصل إلى القلوب بسرعة ملفتة.. تتمتع بعبقرية حقيقية في الوصول إلى أعمق الأعماق من المعاني.. هذه هي سعـاد حســني التي لن تــتكرر أبدا في تـاريخ السينما المصرية

العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً