العدد 5145 - الجمعة 07 أكتوبر 2016م الموافق 06 محرم 1438هـ

بالفيديو ... دخان تحضير الطعام يتعالى في سماء المالكية...والأهالي يتهافتون على التطوع طمعاً في الثواب

غداء مُحضّر على الطريقة التقليدية يجمع كبار وصغار المالكية...

علوي السيد حبيب متحدثاً لـ «الوسط»
علوي السيد حبيب متحدثاً لـ «الوسط»

تمشي في أزقتها تبحث عن دخان يتعالى في سماء المنطقة ليعلن عن بدء خدمة أهالي المنطقة للمعزين والمستمعين في المآتم، تصل سيراً إلى زقاق ضيق تنبعث منه رائحة الطعام ورائحة الدخان الذي يصدر من الحطب والسعف، ما إن تدخل إلى المكان الواسع حتى ترى رجالا ونساء كباراً وصغاراً اجتمعوا في خدمة الإمام الحسين (ع) طمعا في الأجر والثواب في هذه الأيام.


في أحد أزقة قرية المالكية يجتمع الأهالي على مدار اليوم وحتى يوم الـ 13 من شهر محرم، يبدأون منذ ساعات الصباح الأولى ويستمر عملهم حتى نهاية اليوم.


رجال القرية يجتمعون على «قدور» الطباخ، والنساء يجتمعن في إعداد وتحضير مستلزمات الطعام.


يعرف مكان اجتماعهم بمضيف الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، بدأت فكرته منذ ما يقارب 14 عاماً، عندما طرح الفكرة المواطن علوي السيدحبيب؛ وذلك بهدف خدمة الإمام الحسين (ع)، إضافة إلى التقليل من الإسراف الذي كان يحدث في ذلك الوقت من وجود طعام فائض.


تحدث المواطن علوي السيدحبيب لـ»الوسط» قائلاً: «إن الفكرة بدأت قبل أعوام عديدة فقبل ذلك كانت أغلب المنازل في القرية تقوم بإعداد الطعام حباً في الحسين وتقوم بتوزيعه على القرية، وكان في ذلك الوقت نرى فائضاً من الطعام؛ بسبب وجود العديد ممن يقوم بالطبخ طوال العشرة الأيام الأولى من شهر محرم».


وأضاف «طرأت فكرة أن أقوم بجمع هذه المنازل تحت مضيف واحد، وذلك بالمساهمة بمبلغ على قدر استطاعتهم، على أن يترك إعداده وتحضيره إلى أهالي المنطقة المتطوعين، وبالفعل لاقت الفكرة رواجاً، ومنذ ذلك العام نقوم بطبخ الطعام من الليلة الأولى من محرم حتى يوم الـ13 من محرم».


وتابع «يشترك أهالي القرية ومن يرغب في خدمة الإمام الحسين عليه السلام في إعداد وتحضير الطعام وكل من يرغب في تقديم المساعدة فالباب مفتوح أمامه، لدينا عدد كبير من النساء اللواتي يقمن بتحضير الطعام من خلال تقطيع الخضراوات وغيرها، في الوقت الذي تقوم فيه 4 نساء بطهي الطعام وإعداده، وذلك لأنه يتم تحضيره بطريقة تقليدية، وهي الحطب والفحم بدلاً من الغاز، وذلك لنعطي الطعام المحضر رائحة مميزة ومذاقاً طيبا، فهذه طريقة أجدادنا ونحن مستمرون عليها».


وأضاف «هذا العام افتقدنا أختي بين النساء اللواتي يقمن بتحضير الطعام على الطريقة التقليديه بعد أن فارقت الحياة مؤخراً، إلا أنه مازلنا نقوم بطهي الطعام بطريقة تقليدية وسنستمر فيها، فما إن ينطلق الدخان من تحت أواني الطبخ حتى عرف أهالي القرية عن بدء تحضير الطعام».


وذكر بأن بعد تحضير الطعام يأخذ من يرغب في الغداء بأخذ طعامه من المضيف، في حين أن الباقي يؤخذ إلى مأتم السادة للرجال، وذلك ليتمكن مستمعو المأتم من الحصول على وجبة غداء، لافتاً إلى أن هناك يوما واحدا يخصص الغداء إلى النساء فيتم جمعهن في مأتم واحد ويتم تقديم الطعام لهن، إذ إن جميع أهالي القرية يساهمون شهريا بمبلغ رمزي يجمع لهذه المناسبة الدينية.


وأشار إلى أنهم لا يكتفون بتقديم وجبة الغداء فقط، فبعد الانتهاء من تحضير الغداء يبدأ المتطوعون من أبناء القرية في إعداد وتحضير وجبة العشاء أيضاً إلى أهالي المنطقة والمعزين، مبيناً أن عملية الطبخ عملية مستمرة، مؤكداً أن الهدف من وراء ذلك هو كسب الأجر من جهة واجتماع أحباب القرية من جهة أخرى، لافتاً إلى أن هذه الفكرة كانت ذات مردود إيجابي حتى على أهالي القرى المجاورة، فالمالكية تستضيف في صباح اليوم التاسع من محرم عزاء صدد، في حين أن عصر اليوم التاسع يخصص لعزاء كرزكان، ويتم خدمة المعزين أيضا في هذا اليوم.


وذكر بأن عمل المضيف يستمر إلى يوم الـ13 من محرم، ويتوقف بعدها ليعاد الطبخ حتى في أيام الوفيات الأخرى، مشيراً إلى أن عمل المضيف لا يقتصر على شهري محرم وصفر وإنما حتى في المناسبات الدينية وحتى في أفراح أهالي المنطقة.


وأوضح أنه في الأيام الأولى يتم إعداد ما يقارب 15 «قدرا»، إلا أن العدد بعد ذلك يزداد إلى 25 بعد الخمسة الأيام الأولى من عشرة محرم.


أما النساء فقد اجتمعن في مكان واحد بعضهن كان هذا العام الأول في ضيافة مضيف الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، وبعضهن مضى على تطوعهن في خدمة المعزين أكثر من 14 عاماً في المكان نفسه، وتحرص هؤلاء النساء على التواجد منذ الصباح الباكر وبعضهن يتناوبن على العمل، مؤكدات بأنه لا تعب في هذا العمل فهو ممزوج بحلاوة وطمع في الأجر والثواب، في الوقت الذي تتهافت فيه صغار فتيات القرية خلال المساء للعمل في المضيف وخدمة المعزين والمستمعين.


النساء يشاركن في التجهيز لعملية الطباخ في المالكية - تصوير : محمد المخرق
النساء يشاركن في التجهيز لعملية الطباخ في المالكية - تصوير : محمد المخرق

العدد 5145 - الجمعة 07 أكتوبر 2016م الموافق 06 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 39 | 4:42 م

      زائر 37 معنى شيعه ( اتباع ) الامام الحسين قال ياشيعه وليس ياشيعتنا هي ليس مذكورة كما تفضلت ، الامام (ع) قال مخاطب الأعداء ياشيعه آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونو أحرار في دنياكم ، شلون تصير كما تفضلت ياشيعتنا آل أبي سفيان

    • زائر 35 | 10:49 ص

      رد على زائر٣٢ يبه روح أقرأ عدل التاريخ وبعدين تعال تكلم الحسين (ع) قال للأعداء مخاطبهم ياشيعه بني سفيان وانته تعرف من يزيد بن معاويه بن أبي ( سفيان) من هم وجماعته أنصار الحسين الذين خرجو معه وأستشهدو هم شيعته

    • زائر 37 زائر 35 | 1:53 م

      كلامك غير صحيح، لفظ الشيعه في كلام أبي عبدالله واضح وقال شيعتنا .

    • زائر 30 | 8:17 ص

      ناس تتمنى لقمة بركة وشفاء الامام الحسين وأوادم يتحرطمون !! إذا موعارفين قدر هاللقمة وبركاتها في الجسم والعقل والروح لا تاكلون وكفوا شر لسانكم
      ماشوف جاب احد طاري عن بوفيهات اعراسكم الي تنقط خسارة فشار بس قدام الناس
      أو فلوسكم الي تقطونها على مظاهر وكوفيشوبات و و و
      تسوون نفس الوهابية ليييش تذهبون قبب أئمتكم أولى تعطونهم الفقارة !! عيونكم بس على لقمة الحسين
      راجعوا كلام المراجع بخصوص سهم الإمام الحسين وفي رواية عن الإمام الصادق بهالخصوص
      والله العظيم جهل منتشر في الناس وكلمن يفتي على كيفه

    • زائر 29 | 7:22 ص

      قتلونا بقتل الحسين و قتلناهم بحب الحسين و الله لن يمحو دكرنا

    • زائر 32 زائر 29 | 8:39 ص

      محد يرضى على الحسين لا سني ولا شيعي بلا طفانه
      ومحد دبحه غير شيعته

    • زائر 27 | 7:14 ص

      الله يعودكم جميعاً
      ياحسين

    • زائر 26 | 6:20 ص

      بارك الله فيهم وتسلم اياديهم
      والله يعودهم في خدمة الحسين عليه السلام

    • زائر 25 | 5:01 ص

      الله يعودهم

    • زائر 24 | 4:45 ص

      خدمة الحسين تاتي بالطعام الحين حنا جايين نعزي لو ناكل صراحة ماليه داعي كل هالاسراف في اسر متعففه اولى بهالمبالغ اللي تصرف كان الافضل لو كل واحد ياكل في بيتهم بعدين يجي الموتم واجد مصاريف صراحه

    • زائر 21 | 3:22 ص

      ان خدمة الحسين شرف وخدمة ضيوف الحسين شرف على شرف فلا تذهبو اعمالكم بالمن على الناس والرد يجب ان يكون بشكل لائق يناسب الخدمة الجليلة التي انتم فيها ولكم الشكر الكبير على جهودكم الكبيرة فأنتم كما انصار الحسين يوم كربلا .

    • زائر 20 | 3:14 ص

      الحسين ع
      مايرضى بسفتكم
      أهم شي بطونكم ولو بلوووش

    • زائر 19 | 3:14 ص

      اني استغرب من هالاكل المفلوت بكل مكااان
      يعني لازم عيوش ودجاج ولحم
      وكل ما تكلمنا عن هالاسراف قالوا بركه بركه وش بركته ماني فاهمه وش هالمخوخ
      البركه اللي تجمع هالفلوس نقدر نجمعهاونوزعها على هالفقارى مو أكل مرمي ومفلت بكل مكان واحد لي ياخد ياكله كله

    • زائر 16 | 2:44 ص

      مأجورين

      الله يعطيكم الصحة والقوة

    • زائر 15 | 2:30 ص

      السلام على الحسين

    • زائر 12 | 1:57 ص

      عساكم على القوة وأحسن شيء في الموضوع التقليل من الإسراف وعدم وجود فائض من الطعام مما يدل على حسن التنظيم .. فأمر غير محمود أن نشاهد مخلفات من الطعام الفائض هنا وهناك .
      مأجورين

    • زائر 11 | 1:48 ص

      ماجوريين سلام الله على الحسين

    • زائر 10 | 1:45 ص

      عافاكم الله

      ماجورين.....تقبل الله اعمالكم
      بس انا إلى الحين أفكر: الطباخ ما يصير إلا بالحطب والدخان مع وجود وسائل اسرع وانظف وأسهل وأكثر راحة من هذه الطريقة ولا تحتاج إلى جهد. ولا أعتقد بأنها تقلل من الأجر والثواب

    • زائر 22 زائر 10 | 3:35 ص

      الطبخ على الحطب شي ثاني ، ليه طعمه الخاص ????

    • زائر 23 زائر 10 | 4:03 ص

      مأجورين
      طبعا موجود طرق اسهل و اسرع لكن الجودة تختلف
      عادة الاكلات المحضرة بالطريقة التقليدية تكون الذ
      مثلا في السوبرماركت الكبيرة تحصل كيس صغير رقائق بطاطس ( شيبس ) سعره في حدود الدينار بينما نوعيات اخرى نفس الحجم يكون السعر 100 فلس فقط والسبب ان النوع الاول محضر بصورة يدوية بالطرق التقليدية فيكون لذيذا وصحيا اكثر

    • زائر 9 | 1:33 ص

      سلمتم , بارك الله فيكم ومأجورين مثابين . ياحسين . اللهم صل على محمد وآل محمد .

    • زائر 8 | 1:01 ص

      احلى ذكريات الطفولة رؤيتي لطريقة الطهي التقليدية.

    • زائر 2 | 11:35 م

      الله يعطيكم العافية والصحة ، مأجورين والله يعودكم

    • زائر 3 زائر 2 | 11:58 م

      الكمية غير كافية

      أولاً وأخيراً شكراً على المجهود الكبير ولكن في تقصير في وجبه الغذاء الكمية قليلة وبعض الناس لا يحصلون على وجبة الغداء عيش بدون لحم أو بدون دجاج وخاصة أصحاب القدور الخاصة أو الأواني الخاصة بعضهم من نفس القرية وبعضهم من المناطق المجاورة وهذا يضعك فى موضع المسؤوليه

    • زائر 4 زائر 3 | 12:20 ص

      عزيزي هذي بركة الامام لو تحصل منها لقمة وحدة احمد ربك, شنو الكمية غير كافية ارتق بمستوى فهمك لثواب الاطعام وليس الاشباع.. الحسين عِبرة

    • زائر 5 زائر 3 | 12:38 ص

      مضحك مبكي، الله يساعدك . الإطعام أمر محبذ للثواب و البركة مو يعني يوعانين ياخوك...

    • زائر 6 زائر 3 | 12:43 ص

      بالعكس الخير موجود ولكن الطمع ينافس الخير فمثلا الشخص لايرضی باستلام طبق بارسل لشخص وانما يريد غذاء لاهل بيته بالكامل وهنا يقع الحرج للمنظمين فالأولوية للحضور ومن ثم توزيع الطلبات .. فشكرا لأهل قرية المالكية علی هذا الكرم..

    • زائر 7 زائر 3 | 12:52 ص

      عزيزي هذي بركه مو شبعه
      واذا على قولتك الكميه غير كافيه ,, ساهم بمبلغ لو بمستلزمات الطباخ حق يزيدون الكميه ,, ذبحتكم مال بلاش

    • زائر 13 زائر 7 | 2:13 ص

      الله يعطيهم الصحة و العافية خدام الامام الحسين عليه السلام --ما تكفي الكمية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ جيه هي شبعة هاذي بركة يعني احمد ربك اتحصل لقمة غيرك يتمناها

    • زائر 17 زائر 3 | 2:54 ص

      الحمد لله والشكر بتموت يعني اذا ما شبعت سيل لك قدر وروح اي قريه بيعطونك وزود الخير كثير في عاشوراء

    • زائر 18 زائر 2 | 3:06 ص

      ولد زويد
      أخي المسلم عظم الله أجوركم وأحسن الله لكم العزاء
      الأكل والشرب الذي يتم توزيعة على من يحضر ويبكي ويواسي فاطمة الزهراء عليها السلام بمصاب أبنها الحسين عليه السلام بالحضور المباشر إلى المآتم مو أنتظر الشيخ أو الملا يخلص واجيب لي قدر من البيت واتفلسف الكمية قليلة

شاهد أيضا