العدد 5146 - السبت 08 أكتوبر 2016م الموافق 07 محرم 1438هـ

غداً الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار "الإسعافات الأولية النفسية"

الجفير - وزارة الصحة 

تحديث: 12 مايو 2017

حددت منظمة الصحة العالمية الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية 2016 هذا العام تحت شعار "الإسعافات الأولية النفسية" والذي يصادف يوم غداً الاثنين (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، حيث يكرس هذا اليوم في بلدان العالم لنشر الوعي الصحي بين الناس وتعريفهم بمخاطر التوتر النفسي وعلاقته بالأمراض الأخرى، بعد أن تم التأكيد أن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الحالة الصحية للإنسان، وتخصص جميع هذه الفعاليات للتقليل من انتشار الاضطرابات النفسية لأسباب عدة من شأنها تؤثر على الصحة العامة.

وفي هذا العام، تم اختيار موضوع الإسعاف النفسي الأولي كشعار له، وتعتبر الإسعافات الأولية للصحة النفسية امتداداً لمفهوم الإسعافات الأولية المألوفة مع أزمات الصحة البدنية وذلك لتغطية حالات الصحة النفسية. وقد يستغرب العديد من الأفراد لشعار هذا العام، فقد اعتاد الجميع أن تكون الإسعافات الأولية لصحة الجسم وإنقاذه من الحوادث والكوارث، إلا أنه وكما هو معروف فإن الصحة الآن لم تعد تقتصر على الجسد بل هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز.

وهذا يوضح أهمية الصحة النفسية حيث لم تعد من الكماليات في صحة الفرد بل هي جزء أساسي من صحته العامة، ويعد الإسعاف النفسي الأولي من الأولويات في وقتنا الحالي ففي حياتنا اليومية كل منا معرض بأن يمر بتجربة مريرة، وخارجة عن سيطرتنا. فقد نجد أنفسنا في حادث سيارة مثلاً، أو ضحية اعتداء، أو نشاهد حادث مروع أو نكتشف إصابة عزيز بمرض خطير أو حتى وفاته، حتى المتخصصون في بعض المجالات كرجال الشرطة والإسعاف والإطفاء والممرضون المختصون معرضون لمثل هذه المواقف.

وتعرف الإسعافات الأولية للصحة النفسية بأنها هي "المساعدة المقدمة للشخص المصاب بمشكلة في الصحة النفسية أو الذي يعاني من أزمة في الصحة النفسية، ويتم توفير الإسعافات الأولية حتى يتم تلقي العلاج المهني المناسب أو حتى تُحل الأزمة". ويشير المختصون في هذا المجال إلى أن التوسع في مجال التدريب على الإسعافات الأولية لتغطية مشاكل وأزمات الصحة النفسية يعتبر تطور حديث للغاية. حيث تم تنظيم أول دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية للصحة النفسية في أستراليا من خلال بيتي كيتشنر (Betty Kitchener) وأنتوني غورم (Anthony Jorm) في العام 2001. وتلقى هذه الدورة التدريبية حتى الآن ما يزيد على 1 في المئة من السكان البالغين في أستراليا. وانتشر هذا النوع من التدريب الآن في عدد من البلدان الأخرى مثل (برمودا، وكمبوديا، وكندا، والصين، وإنجلترا، وفنلندا، وهونغ كونغ، واليابان، ونيبال، ونيوزيلندا، وايرلندا الشمالية، والبرتغال، والمملكة العربية السعودية، وسريلانكا، وسنغافورة، واسكتلندا، وجنوب أفريقيا، والسويد، والولايات المتحدة، وويلز).

وتتلخص مبادئ الإسعافات النفسية الأولية في تقديم الرعاية والمساندة العمليتين من دون تطفل، وتقدير الاحتياجات والمخاوف، إلى جانب مساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية "مثل الغذاء والماء"، إضافة إلى الإصغاء إلى الناس من دون الضغط عليهم للتكلم، وتوفير الراحة للناس ومساعدتهم على الشعور بالهدوء، ومساعدتهم في الوصول إلى المعلومات والخدمات والدعم الاجتماعي، وحمايتهم من التعرض لمزيد من الأذى.

يذكر أنه يتم تدريب المتطوعين وبعض مقدمي الخدمات على بعض الاستراتيجيات المساعدة مثل التواصل الفعال، والتعاطف المثمر، واستراتيجيات التأقلم الإيجابية، وتكييف مبادئ عمل الإسعافات الأولية النفسية لسياق الثقافة المحلية، وحتى طريقة حماية أنفسهم وفرقهم التطوعية.

ويأتي الاهتمام بموضوع الصحة النفسية بسبب ازدياد عدد المصابين بالاضطرابات النفسية وما تشكله من عبء على الموارد حيث تمثل الاضطرابات النفسية بحسب منظمة الصحة العالمية 14 في المئة من العبء العالمي للمراضة، فالجانب النفسي ذو أهمية ويعتبر أحد أركان صحة الإنسان، بما للحالة النفسية من ارتباط بالجسد. ولاتزال الاضطرابات النفسية مسألة صحية خطيرة ومكلفة، تصيب الأشخاص من كل الفئات العمرية ومن مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويعاني 450 مليون شخص في العالم من مختلف الأمراض النفسية، وللأسف يحصل نصف هؤلاء على الرعاية النفسية. ولقد نص دستور منظمة الصحة العالمية على أن "الصحة حق أصيل من حقوق الإنسان"، كما أكد النص عأن" الصحة النفسية مكوِّن أساسي فلا صحة بدون صحة نفسية".

وفي هذا الإطار، قالت وزارة الصحة إنها تتطلع إلى تسلط الضوء على هذا الجانب لتحقيق مفهوم الصحة كاملاً باكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، ورسم السياسات والخطط بما يصب في صالح المصابين بالاضطرابات النفسية بحيث تمكنهم من الحصول على رعاية صحية شاملة وخدمات عالية الجودة. ونؤكد التزام وزارة الصحة بتوجيهات القيادة في تقديم أقصى درجات الرعاية الصحية والعلاجية لكل المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وبذل المزيد من الجهود من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، ولنشر الوعي الصحي والنفسي والاجتماعي مع المتعايشين مع الاضطرابات النفسية.

ويقدم مستشفى الطب النفسي خدماته إلى المراجعين من خلال أقسامه ووحداته المختلفة بطاقة استيعابية للمستشفى تبلغ 241 سريراً، ويبلغ عدد المترددين سنويا على العيادات الين تتم معاينتهم بالمستشفى سنويا 38.675 متردداً. كما يقدم خدماته إلى جهات خارجية تشمل أمراض الدم الوراثية، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، ومركز كانوا لتأهيل، ومراكز كبار السن التابعة لوزارة الصحة ووزارة التنمية، وزارة الداخلية، والنيابة العامة وجميع مراكز الشرطة، ومراكز الطفولة وغيرها، وتدار هذه الخدمات بكوادر صحية مؤهلة، حيث بلغ العدد الكلي للعاملين في مستشفى الطب النفسي 526 موظفاً بحسب إحصائيات 2015 في مختلف التخصصات وتقدر بـ 60 طبيباً وطبيبة، منهم 17 استشارياً، واستشاري باطني واحد، 14 طبيباً مسئولي النواب، 9 نواب، 18 طبيب خدمات ومتدربين. و6 أخصائيين نفسيين، و342 ممرضاً وممرضة، وصيدلانياً، و3 فنيي صيدلة ومساعد خدمات، و13 باحثاً اجتماعياً. وتشمل تخصصات العيادات النفسية، الطب النفسي العام للبالغين، والطب النفسي للأطفال والناشئ، ووحدة المؤيد للعلاج والتأهيل للإدمان، والطب النفسي الشرعي، والإعاقة الذهنية، والطب النفسي لكبار السن، والطب النفسي الوصلي، وعلم النفسي السريري، والطب النفسي في المجتمع، والتأهيل والإقامة الطويلة.

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً