العدد 5151 - الخميس 13 أكتوبر 2016م الموافق 12 محرم 1438هـ

تقدم للجيش السوري في شرق حلب.. وغارات عنيفة عشية محادثات دولية

حقق الجيش السوري اليوم الجمعة (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) تقدماً في الأحياء الشرقية في مدينة حلب وسط غارات جوية عنيفة عشية محادثات أميركية - روسية في لوزان بحضور قوى إقليمية في مسعى جديد لإنهاء النزاع.

وتتعرض الأحياء الشرقية في مدينة حلب منذ ثلاثة اسابيع لهجوم من قوات النظام بدعم جوي روسي، كما تشن الطائرات الحربية السورية والروسية منذ اربعة ايام غارات عنيفة عليها استهدفت مناطق سكنية واوقعت عشرات الضحايا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام حققت تقدما جديدا في الاطراف الشمالية للاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة. واصبحت احياء عدة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية تحت مرمى نيرانها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "ان هذا التقدم هو الاهم منذ اسبوع، والهدف منه فتح طريق جديد الى المطار في شرق المدينة".

وترافقت الاشتباكات مع قصف جوي روسي وسوري طوال يوم الجمعة على الاحياء الشرقية، وفق المرصد.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني او "الخوذ البيضاء" ابراهيم ابو الليث لوكالة فرانس برس "التصعيد قوي جدا وكان لدينا عمل كثير خلال هذه الفترة. لم تنم فرق الدفاع المدني منذ اربعة أيام بسبب القصف على الأحياء الشرقية"، مضيفا "حتى الآليات تعبت".

"بأي ثمن"

 بحسب مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية فإن اشخاصا لا يزالون عالقين تحت الانقاض منذ ايام ولم يتمكن الدفاع المدني من اخراجهم.

ووفق عبد الرحمن فإن "كثافة الغارات تظهر نية الروس استعادة الاحياء الشرقية بأي ثمن".

ومنذ بدء الهجوم في 22 سبتمبر/ أيلول، وثق المرصد السوري مقتل اكثر من 370 شخصا بينهم 68 طفلا في القصف الروسي والسوري على الاحياء الشرقية. كذلك، قتل 68 شخصا جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية.

وأعلن الجيش الروسي الخميس استعداده لضمان "انسحاب آمن" للمسلحين المعارضين من الاحياء الشرقية مع اسلحتهم في خطوة سبقت محادثات حول سوريا.

وقتل 15 مدنيا، بينهم طفلان، في قصف جوي لطائرات يرجح انها للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مناطق عدة في قرية الدهام في ريف الرقة (شمال) الشمالي الشرقي، وفق ما افاد المرصد السوري، مشيرا الى ان العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى اصاباتهم خطيرة.

وفشل مجلس الامن الاسبوع الماضي في تمرير قرارين، احدهما روسي والثاني فرنسي، حول حلب، ما ابرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية، وصعد التوتر بينهما.

ويعقد لقاء دولي السبت في لوزان في سويسرا بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري بمشاركة نظرائهما من السعودية وتركيا وربما قطر فضلا عن موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا.

وأعلنت ايران الجمعة أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف سيشارك في محادثات لوزان.

وعبر لافروف عن نظرة تشاؤمية ازاء تلك المحادثات، وقال الجمعة "لا اتوقع شيئا خاصا".

واكد في الوقت نفسه رغبته في "القيام بعمل ملموس ومعرفة الى اي مدى سيكون الشركاء على استعداد لتطبيق قرار مجلس الامن" في اشارة الى القرار 2254 الصادر في 18 كانون الاول/ديمسبر 2015 والذي يتبنى فيه المجلس اعلان فيينا.

وغداة محادثات لوزان، يعقد كيري اجتماعا دوليا في لندن حيث يرجح ان يلتقي نظراءه البريطاني والفرنسي والالماني.

"منطلق للتحرك"

 تشكل مدينة حلب الجبهة الابرز في النزاع وتعد محور المباحثات الدولية، اذ ان اي تغيير في ميزان القوى فيها قد يقلب مسار الحرب.

وفي مقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية نقلتها وكالة الانباء الرسمية (سانا)، قال الرئيس السوري بشار الاسد ان استعادة حلب ستشكل "منطلقا للتحرك الى مناطق اخرى وتحريرها من الارهابيين".

وردا على امكان قطع الصلة بين تركيا وادلب (شمال غرب)، قال "لا يمكن قطع تلك الصلة لان ادلب محاذية لتركيا (...) وينبغي ان نستمر في تنظيف هذه المنطقة ودفع الارهابيين الى تركيا كي يعودوا من حيث اتوا او قتلهم".

ويسيطر تحالف جيش الفتح، وهو عبارة عن فصائل اسلامية وجهادية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، على كامل محافظة ادلب.

وغالبا ما يتم ارسال مقاتلي المعارضة ممن يرفضون التسوية مع النظام اثر اتفاقات في مناطق معينة، الى ادلب.

وهذا ما حصل الخميس في بلدتي قدسيا والهامة قرب دمشق، حيث خرج اثر اتفاق مع الحكومة السورية اكثر من 1200 شخص هم مقاتلون مع عائلاتهم، ووصلوا بحسب مراسل فرانس برس الى ادلب.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً