العدد 5155 - الإثنين 17 أكتوبر 2016م الموافق 16 محرم 1438هـ

الحسد و«القرادة» والحظ في الرياضة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يلقي الكثير من الرياضيين أسباب الخسارة على الحظ والبعض يذهب أكثر من ذلك إلى «القرادة» وأيضاً إلى العين والحسد في تجاوز واضح لكل الأسباب المنطقية للخسارة الرياضية.

أولا يجب أن نؤمن تماماً أن الرياضة في العالم كله فوز وخسارة ولا يوجد فريق منتصر دائماً، ومراكز القوة الرياضية تبدلت كثيراً عبر التاريخ.

يقال إن الحظ لا يأتي لمن لا يسعى له، والفريق المجتهد والمقاتل والأكثر استعداداً وتنظيماً لاشك أنه سيكون أكثر حظاً.

هناك أيضاً أمور نتشاءم ونتفاءل منها، وجميعنا راقب توقعات الأخطبوط في كأس العالم والتي باتت مثار تفاؤل وتشاؤم للكثيرين.

التنبؤ بنتائج المباريات الرياضية وخصوصاً بين المتنافسين المتقاربين في المستوى هو المشكلة التي بناء عليها نحيل الخسارة إلى أسباب خيالية.

إذ إنه ليس هناك مجال لأي تنبؤ في الرياضة كون الملعب يمسح دائماً كل التنبؤات وإن أصابت، وعندما نعتقد أن الفوز من نصيبنا أو من نصيب الفريق الذي نشجعه لا نتقبل الخسارة.

الأشقاء الإماراتيون مثلاً في حالة صدمة وذهول منذ خسارتهم بثلاثية أمام المنتخب السعودي الشقيق لأنهم كانوا يعتقدون أن منتخبهم سيفوز على أستراليا وسيفوز على السعودية بعد فوزهم على اليابان في طوكيو.

التوقعات المسبقة غير منطقية تماماً وضرب من التنجيم، والتحليل المبني على توقعات ينحى دائماً نحو أسباب خيالية وغير منطقية.

في المنافسات الرياضية تلعب عوامل كثيرة فنية ونفسية وبدنية وذهنية في تحديد هوية الفائز إلى جانب القرارات التي يتخذها الجهاز الفني للفريق وهي جميعها يجب أن تتوافق لتحقيق المطلوب.

في بعض المباريات يتخذ الجهاز الفني كل القرارات الفنية المطلوبة وفي التوقيت المناسب وتكون النتائج عكسية لعدم الجاهزية الفنية والذهنية لدى اللاعبين، وفي مباريات أخرى قد يخطأ الجهاز الفني في بعض قراراته ولكن الجاهزية الفنية والذهنية للاعبين تكون كفيلة بتحقيق الفوز.

الرياضة يمارسها البشر، والبشر بطبيعتهم متغيرون، إذ إنك في عملك لا تستطيع أن تعمل كل يوم بنفس النسق وهي طبيعة الإنسان، كما أن حالتك الذهنية والبدنية ليست متشابهة ليومين متتاليين.

على مستوى المشجعين الرياضيين هناك الكثير من الطرائف بين الأصدقاء، إذ يتشاءم البعض من مشجع معين يهزم فريقه كلما حضر للمباراة، كما يتفاءلون بمشجع آخر، فيقال هذا وجه نحس وذلك وجه خير.

مثل هذه التحليلات وإن كانت صادقة في بعض الأحيان من خلال التكرار إلا أنها غير منطقية بالتأكيد، فما علاقة فريق يهزم في إسبانيا بمشجع موجود في البحرين!.

أتذكر في بعض المباريات لدينا أن بعض الفرق تقوم برش الملح على المرمى قبل بداية المباراة، وفرق تتفاءل بلون معين، وغير ذلك من الأمور، وهي في حقيقتها ليست مؤثرة بذاتها وإنما قد تكون مؤثرة في زيادة الاستعداد الذهني لدى اللاعبين وهو العامل المؤثر في حسم المباريات.

حقيقة الكثير من المشجعين لدينا مظلومون، وقد يكونون منبوذين كونهم فألاً سيئاً على بعض الفرق، وهذا قدرهم الذي عليهم التعايش معه إلى حين وحتى يثبت العكس.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 5155 - الإثنين 17 أكتوبر 2016م الموافق 16 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:41 م

      الفرق الاسيوية الشرقية كاليابان وكوريا الجنوبيه تمتلك قدرة وطاقه لا يستاهان بها حتى لآخر ثواني تراهم يلعبون بقوة ودائما يسجلون في الوقت بدل الضائع فلا بد من من التنبه لهم والوقوف بخطة دفاعية في الدقائق الأخيرة

اقرأ ايضاً