العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ

أفضل رئيس تنفيذي في العالم يقع ضحية للبورصة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

البورصة تحتكم لقرارات قصيرة المدى، بينما أفضل رئيس تنفيذي هو الذي يحتكم في قراراته لرؤية بعيدة المدى... وفي كلِّ عام تنشر مجلة «هارفرد بيزنيس ريفيو» قائمةً بأفضل 100 رئيس تنفيذي في العالم، وفي العدد الذي يحمل تاريخ الشهر المقبل (نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) نشرت المجلة قائمتها لهذا العام، وبرزت أسماء جديدة من خارج أميركا، وحصل لارس ربيان سورنسن، من الدنمارك، ويرأس شركة «نوفو نورديسك» المتخصصة في الرعاية الصحية، على المرتبة الأولى في القائمة للسنة الثانية على التوالي.

قائمة كبار الرؤساء التنفيذيين الأفضل أداءً في العالم تأخذ في الاعتبار عدة مقاييس، أهمُّها أنَّ القيادي «يقاوم إغراءات جني الأرباح السريعة»، وذلك لأنّ التركيز على المدى القصير يؤدي إلى تبطيء النمو، اهتزاز القيادة بسبب ضغوط المساهمين والأوضاع السياسية لإثبات أنّ هناك أرباحاً كثيرةً تحققت. وعليه، فإنّ الرؤساء التنفيذيين الذين يضعون نصب أعينهم الأداء على المدى الطويل يقدمون أداءّ قويًّا على مدى سنوات عديدة. وبحسب المجلة، فإنّ متوسط أفضل الرؤساء التنفيذيين في العالم حققوا على مدى 17 عاماً عائداً بنسبة 2091 في المئة على أسهم شركاتهم، بما يعادل عائداً سنويّاً قدره 20.2 في المئة.

ولتحديد أفضل 100 رئيس تنفيذي سنويًّا، تقوم المجلة المتخصصة في علم الادارة بتحديد الشركات المدرجة في البورصة على مؤشر «S & P» والذي يضم 1200 شركة عالمية، وهو مؤشر يشمل 70 في المئة من القيمة السوقية للأسهم في العالم، ويضم شركات من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، وأستراليا. وتقوم المجلة بتحديد شخصية الرئيس التنفيذي لكلِّ شركة، وتستبعد الذين مضى على عملهم أقل من سنتين، كما تستبعد جميع الذين أدينوا في أعمال مخلة بالأمانة. وفي نهاية العام 2015، تم تحديد 895 رئيساً تنفيذيّاً من 886 شركةً في 32 بلداً.

بعد ذلك، تُحتسب ثلاثة مقاييس للأداء المالي Financial Performance لكلِّ فترة لرئيس تنفيذي: إجمالي العائد على حقوق المساهمين المعدلة لكلِّ دولة (بما في ذلك الأرباح المعاد استثمارها)، وإجمالي العائد المعدل لكلِّ قطاع تعمل فيه الشركة؛ والتغير في القيمة السوقية للشركة مع الأخذ في الاعتبار معدل التضخم بالدولار الأميركي.

وبعد ذلك، تُحتسب المقاييس غير المالية ESG Performance، التي تقيس أداء الشركة نحو الحفاظ على البيئة Environmental، أثناء استخدام الطاقة والتخلص من النفايات ومكافحة التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية والحيوانية، والعلاقات الاجتماعية Social مع موظفيها والمورِّدين والزبائن والمجتمع والعمل التطوعي، والالتزام بالحوكمة Governance أثناء عقد الصفقات والإفصاح عن المعلومات ومراجعة الحسابات وإجراءات الرقابة الداخلية وكيفية الحفاظ على حقوق المساهمين، الخ.

التقييم النهائي يجمع المقاييس، بعد أنْ يعطي المقاييس المالية 80 في المئة، والمقاييس غير المالية 20 في المئة، ثم يتم حذف الرؤساء التنفيذيين الذين تركوا مناصبهم قبل (30 يونيو/ حزيران 2016).

الحاصل على المرتبة الأولى هذا العام، كما ذكرنا، لارس ربيان سورنسن، الذي انضم إلى شركة «نوفو نورديسك» قبل 34 عاماً، وبعد ذلك صعد في الهرم التنظيمي من خلال مختلف الأدوار التشغيلية ليصبح الرئيس التنفيذي، وسورنسن قد حصل على المركز الأول للعام الثاني على التوالي.

لكن وبعد أنْ حددتْ مجلة «هارفرد بيزنيس ريفيو» أن سورنسن حصل على المركز الأول للمرة الثانية خلال عامين، حدث شيء مفاجئ في (أغسطس/ آب 2016)، إذ فقدت أسهم شركة «نوفو نورديسك» ما يقرب من 20 في المئة من قيمتها في البورصة بسبب مخاوف تتعلق بقوة التسعيرة وبامكانية الحفاظ على الموقع التنافسي.

وفي (1 سبتمبر/ أيلول 2016) أعلنت الشركة أن سورنسن سيتقاعد في (ديسمبر/ كانون الأول 2016)، وذلك قبل عامين من الموعد المحدد. وعلقت المجلة، بأنّه حتى أفضل رئيس تنفيذي في العالم لا يمكنه الهروب من الأحكام قصيرة المدى التي تفرضها سوق الأوراق المالية (البورصة) على الناجحين في إدارتهم على المدى البعيد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5158 - الخميس 20 أكتوبر 2016م الموافق 19 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 1:15 م

      مشكور أستاذ منصور على هذا المقال الخفيف اللطيف وجمعة مباركة عليك

    • زائر 5 | 8:44 ص

      لايك

    • زائر 4 | 7:26 ص

      لدينا نحن العرب، منصب المدير منصب تشريفي وليس تكليفي.

    • زائر 3 | 6:52 ص

      بعض المدراء يعتقدون: ما في هالبلد الا هالولد، او ان الشركة ملك خاص له ولعائلته! المصيبة ان لدينا وزارات تدار بعقليه المزارع الخاصة!

    • زائر 2 | 6:49 ص

      هذا يعني فيما يعني أنه قد يكون من الأفضل للمدير أن يتحمّل المسؤولية ويتخير التقاعد ليتيح المجال لدماء شابة تحل مكانه. والمثال الاوضح هو بيل غيتس والذي انتقل للتقاعد ولا زالت شركته في اوجها، ونراها لا تزال تحتل مكانة عالمية مرموقة.

اقرأ ايضاً