العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ

السود يبحثون عن جذورهم

جانيس ماينر فورت عثرت على جدها الأكبر في إحدى وثائق السجن، كان اسمه على لائحة ممتلكات خسرها مالكه في رهان.

تقول جانيس: «لا حاجة لأقول لك انني أطلقت صرخة مدوية، فالاكتشاف كان ماحقا ومنعشا في الوقت نفسه: عبد زنجي معين، اسمه والتون وعمره 26 سنة وبشرته سوداء».

الناس يبحثون عن جذورهم في العبودية منذ عشرات السنين وازدادت رحلات البحث أكثر بعد المسلسل التلفزيوني «جذور» للروائي اليكسي هايلي في العام 1977. وكثيرون يبدأون اقتفاء أثر جذورهم على أمل العثور على زنجي افريقي يقودهم إلى العثور على رابطهم في إفريقيا.

وتقدم «الجمعية الدولية لأبناء وبنات الأجداد العبيد» أدوات البحث كالقاعدة المعلوماتية عن العبيد والروايات الشفهية والصور القديمة والمعطيات الإحصائية وشهادات الميلاد والوفاة. وتقدم عدة جماعات أخرى المساعدة في أبحاث الأشجار العائلية. إلا أن هذه المنظمة التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها تتخصص في التحدر من العبيد والانتماء إليها يحتاج إلى وجود صلة مؤكدة مع أحد العبيد.

وتساعد المنظمة المرشحين للعضوية على البحث في وثائق ومستندات قديمة ومهترئة وغير كاملة يمكن أن تحتوي على قطع من الأحجية، كاسم عائلة وعمر وثمن بيع أو شراء العبيد.

وقد سافرت جانيس من شيكاغو إلى ايوتاو في الاباما للقيام بالبحث، وعثرت على وثيقة تعود إلى العام 1856 حملت اسم جدها الأكبر والتون ومالكه، وهو شخص اسمه ماينر - كنية جانيس قبل الزواج. وقد دلت أبحاث جانيس على أن جدها تزوج مرتين وأنجب ثمانية أطفال على الأقل.

وتقول جانيس: «لقد رفعته من الصفحة، إنه ليس مجرد اسم آخر على شهادة ميلاد أو شهادة وفاة. لقد أصبح شخصا حقيقيا».

ويفتخر روبرت وليامز، من شيكاغو، بمعرفته بأن صلة قربى تربطه ببنجامين بانيكر، العالم العصامي الذي شارك في رسم خريطة مدينة واشنطن العاصمة سنة 1791. وقد اكتشف وليمز علاقته ببانيكر من الوثائق الحكومية والكتب التي تتطرق إلى بانيكر والروايات المتوارثة شفهيا عبر الأجيال.

ويقول وليامز، الحفيد الأصغر الرابع لبانيكر: «إنك تشعر باعتزاز عندما تكتشف أنك قريب لشخص له علاقة محددة مع التاريخ الأميركي».

وقد اكتشف وليامز أيضا عبدا مولودا في افريقيا في عائلته - جد بانيكر لأمه. وهو يقول: «لو لم يكن بنجامين بانيكر مشهورا لما عرفت شيئا عن العبد الإفريقي. هؤلاء الناس شاركوا في بناء هذا البلد وإثراء هذه الأمة».

لقد ازداد الإقبال على البحث عن صلة العائلات بالرق مع تنامي الجدل حول المطالبة بالتعويضات عن سنوات العبودية.

المعلمة السابقة باتريشيا بيردن كانت تتحاشى مشاهدة الأفلام وقراءة الكتب التي تتناول موضوع الرق إذ كانت لا تستطيع تحمل الإذلال والحزن والوحشية التي ينطوي عليها. الآن كما تقول، تملك القوة الكافية لتغرق نفسها في ذلك التاريخ.

وتقول بيردن: «أريد أن أعرف وأن أظل أفهم وأتغلب على الأذى والآلام لأن شعبنا مرّ بها كلها. إننا نريد أن ننظر إلى شعبنا بطريقة لنمجدهم ونكرمهم لكي نشعر بارتياح لصمودهم وبقائهم».

تعود صلة بيردن بالرق إلى الشقيقين امونز ومارغريت باريش المولودين في الولايات المتحدة وكانا عبدين في مزرعة بونتوتوك كاونتي بمسيسبي.

واستخدمت بيردن - رئيسة ومؤسسة جمعية الجذور العائلية للرق، معطيات إحصائية عن جدها ومستندات قضائية للبحث عن معلومات عن جدها الأكبر ايمونز باريش، وسافرت إلى جاكسون وابردين حيث عثرت على سجلات شهادات الوفاة وتسجيل الأراضي. كما استعانت بباحث في مسيسيبي ساعدها على العثور على جردة ميراثية تحمل اسمي ايمونز وباريبش بين الممتلكات مع الكراسي وقالب لصنع الحلوى وزجاجات الشمبانيا. وسجلت قيمة ايمونز 300 دولار وقيمة مارغريت 450 دولارا. الوثيقة جافة وباردة: «نحن الموقعون أدناه نشهد أن الوثيقة أعلاه وقائمة الأغراض الملحقة بها وقيمتها المرفقة تحتوي وصفا حقيقيا كاملا بكل السلع والعبيد والتركة الشخصية لدافيد دبليو. باريش».

وتقول بيردن: «لقد تخطيت مرحلة رؤيته على فاتورة بيع. إذا ظللت في تلك اللحظة لن أفيد نفسي بل سأتمرغ في حقيقة أنه كان يعتبر قطعة من الأغراض المملوكة. إنني أعرف أنه كانا كائنا بشريا».

وتتابع بيردن تعقب جذورها بغية العثور على جد مولود في إفريقيا. وتقول: «إن العثور على الإفريقي هو جزء من شخصك وجزء من تاريخك وهو سيقضي على خرافة أننا لا نستطيع العثور على شعبنا. إنه سيساعدنا على سرد قصتنا بشكل أكثر تكاملا».

خاص بالوسط - خدمة (ا.ب

العدد 15 - الجمعة 20 سبتمبر 2002م الموافق 13 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً