العدد 5160 - السبت 22 أكتوبر 2016م الموافق 21 محرم 1438هـ

بالصور... رياضة رولر دربي متنفس للنساء الباحثات عن الشعور بالقوة في جنوب افريقيا


تقبل النساء الجنوب افريقيات بشكل متزايد على ممارسة رياضة رولر دربي، وهي عبارة عن منافسات تستخدم فيها احذية التزلج تعتمد على القوة البدنية وتتيح اللجوء الى كل أنواع الضربات تقريبا لصد الخصم.

ففي صالة في تورفونتين بضاحية جوهانسبرغ الجنوبية، تطوف اللاعبات الحلبة، وهن يقلن إنهن يجدن في هذه المنافسات المحتدمة التي تستخدم فيها احذية التزلج متنفسا للابتعاد عن الضغط النفسي بفاعلية أكبر من اي جلسة للتمارين البدنية.

ويقول المدرب الوطني نك تشالمرز للاعباته العشر "اقتربن أكثر بعضكن من بعض".

مبدأ هذه اللعبة بسيط ويقوم على اختيار كل فريق متسابقة يتعين عليها تخطي منافساتها في الفريق الآخر اللواتي يحق لهن القيام بأي شيء لإعاقة تقدمها بما يشمل طرحها ارضا.

هذه الرياضة التي انطلقت في الثلاثينات في الولايات المتحدة وتمارس على ملعب بيضوي الشكل، باتت موجودة في مختلف انحاء العالم خصوصا في البلدان الناطقة بالإنكليزية، وهي تجذب خصوصا النساء.

غير أنها لم تصل الى القارة السمراء الا اخيرا بعدما ادخلتها الى جنوب افريقيا امرأتان طليعيتان اكتشفتاها بفضل فيلم سينمائي شاهدتاه. ومذاك، تمارس هذه الرياضة من نساء من خلفيات مختلفة بينهن محاميات ومخرجات وربات منزل من الوافدات حديثا الى عالم الرياضة.

وتقول ديان سيلفا وهي طبيبة في سن الثلاثين إن "احد اكثر العناصر الجاذبة والمحررة في الرولر دربي هو انه مصنوع للنساء سواء كن طويلات القامة او قصيرات او رياضيات او متقدمات في السن".

ويرى محبو الرولر دربي انها ليست مجرد رياضة، بل هي تشكل نشاطا يمنح النساء القيمة التي يستأهلنها.

وتقول سيلفا وهي رئيسة الرابطة الجنوب افريقية التي تضم اربعة فرق إن هذه الرياضة "ليست للاغبياء. فعلى الملعب، يجب على الدوام استخدام الذكاء (...) هذه لعبة تتطلب تفكيرا" وهي اشبه بـ"اللعب بالشطرنج على وقع رشق بالحجارة".

وترى لاعبات ان هذه اللعبة تحولت بمثابة الادمان لهن، في حين تشير اخريات الى ان هذا النشاط يساعدهن على تطوير روح الزمالة في داخل الفريق الواحد.

الشعور بالقوة

ويقول نك تشالمرز "وجود خبرة رياضية او عدمه ليس بالامر المهم، الاهم هو روح الجماعة" في الفريق.

وفي رياضة رولر دربي، من غير النادر ان تطرح اللاعبات ارضا او ان يرغمن على الدبدبة على الركبة. غير ان اللاعبات يلتقطن سريعا انفاسهن اذ يتعين عليهن مواصلة المنافسة.

وتقول ايميه بلانك وهي لاعبة في الثالثة والعشرين من العمر إن هذه الرياضة "تشجعني على ان اكون قوية. لست الاقصر قامة وهذا الامر يمنحني القدرة على التحرك بسرعة".

وتضيف "لدي شعور باني قادرة على فعل ما اريد على احذية التزلج"، لافتة الى أنها تشعر بفضل الرولر دربي بـ"القوة".

ايميه اولسن اصيبت مرات عدة خلال مباريات للرولر دربي. غير انها تقر بأن المشاعر القوية التي توفرها هذه اللعبة لا تقاوم. وتقول "انها رياضة تحبس الانفاس".

وتشير اولسن الى ان رياضة رولر دربي تؤدي الى نشوء "مجتمع تتبادل فيه النساء التآزر" خارج الملعب. وتقول "حالما تبدأون باللعب، تكتشفون ما يشبه عائلة تصبح جزءا من حياتكم اليومية".

ولإظهار القوة، لا تتوانى اللاعبات وفرقهن عن اختيار "القاب حربية" يطلقن فيها العنان لخيالهن بينها على سبيل المثال لقب "محطمة العظام".

وتقول ايميه بلانك الملقبة بـ"الطاغية الحديدية"، "وكأني اصبح شخصا اخر عندما اضع حذاء التزلج".

وتشير ديان سيلفا من ناحيتها الى ان "روعة الرولر دربي تكمن في أنها تتيح لك أن تكوني من تشائين: أمينة مكتبة لطيفة أو قاتلة على الحلبة"، مضيفة "هذه الهوية المزدوجة تثير الخوف لدى الخصم، انها اشبه بلعبة تهويل".

وفي جنوب افريقيا بعد زمن الفصل العنصري، لا تزال رياضة رولر دربي تجذب بشكل رئيسي النساء البيض. والتحدي المقبل يكمن في جذب عدد أكبر من الرياضيات السود الى هذه اللعبة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً