العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ

حتى أصبح… وجهة نظر... لجيهان صالح على صالة البارح

من أعمال الفنانة جيهان صالح
من أعمال الفنانة جيهان صالح

تستقبل صالة البارح للفنون التشكيلية في الفترة ما بين 18 إلى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 معرضاً شخصياً للفنانة المصرية جيهان صالح تعرض خلاله ست عشرة لوحة مرسومة ومنفذة جلّها على القماش مستخدمة الأحبار وألوان الأكرليك كمواد رسم. ثمة لوحة بحجم 140x255 سم، تضم 108 صور فوتوغرافية وكأنها بطاقة تعريفية بالمعرض... بوجوه الرحلة... رحلة المعرض التي بدأت من صور فوتوغرافية كنت قد التقطها لا على التعيين، بلغ مجموعها وقتذاك 250 صورة تقريباً من عدّة دول، إسبانيا، اليونان، المغرب والبحرين. منهم من أعرفه وتربطني علاقة صداقة معهم، ومنهم من لا أعرفه... تعرّفت عليه من خلال الإثارة التي جلبتني لالتقاط الصورة... ربما الشكل والحالة التي وجدتها فأسرتْني في تلك اللحظات فلم استطع مقاومتها فهجمت بكل ما أوتيت من عاطفة والتقطها.. اخترت ما اخترت منها ووضعتها مطبوعة على سطح القماش الأبيض، كنت أحاكيها وهي تنظر إليّ، لا أعرف بالضبط كيف ستستقبل تلك الصور فعلي بها وعليها، أثناء الاشتغال تغيب وتحضر، تضيء وتخبو قليلاً قليلاً لتضيء مرة أخرى. كانت الأحبار وألوان الأكرليك تنسكب على تلك الوجوه بهدوء تام خوفاً عليها من الفزع، فتارة تغيب ملامحها وتارة أخرى تبقى بعض منها... من العين، الفم، الأذن، الشفتين، الوجنتين، أو الجبهة وهي تسطع نوراً، تظهر هذه الملامح لتعيد أثرها... وجودها على كعنصر جمالي فاعل، تختلط الملامح الغائبة بالأحبار وبألوان الأكرليك لتصنع كتلا لونية داكنة تتحاور تارة مع تدرّجاتها اللونية وتارة أخرى مع الفضاءات البيضاء، وكأن هذا البياض الفضاء يطل على تلك الوجوه المتماهية خلف الغوامق والكتل اللونية لتعيد حضورها من جديد، لتنبعث حضوراً رمزياً أو غياباً متستّراً خلف حجب الأسود والبنّي وشذرات الأصفر والأزرق والأخضر ليعيد لحظات الجدل الأولى بين الوجوه التي كانت ذات زمن سيدة السطح على القماش والألوان والأحبار السائلة والمتكتلة على تلك السطوح... هذه رحلة الوجوه التي ما فتئت تحادثني كل لحظة وتعيدني إلى لحظة التقاط الصورة... تعيدني إلى المكان ذاته... تعيدني إلى اللوحة كاملة... تعيدني إلى زمن بدء المشروع وإلى حيث ما وصل إليه حتى أصبح وجهة نظر... حتى صار معرضاً.

ساعة أن وطأت قدماي مملكة البحرين شعرت بالطمأنينة... شعرت بان ثمة قلب كبير وواسع يحتضنني بحب، وأن هذا الحب يغلّفني ويلحفني بأمنه وسلامه، بلد ناسه طيبة عالية، يؤسروك ويسوّروك بالبياض وأنت لا تدري... تمر السنون وتتجذر هذه العلاقة بهم جميعا بأرضهم... وبكل ما يحيطهم، لقد تماهيت وأكاد أقول أذوب وأنصهر في هذا البلد الجميل الرقيق... الوادع بناسه. قالت.

جيهان صالح التي بدأت رحلتها الفنية والحياتية الطيبة في مملكة البحرين كمدرسة تربية فنية بمدارس وزارة التربية والتعليم منذ عام 2002 - 2005. ومن ثم أصبحت عضواً فاعلاً في جمعية البحرين للفن المعاصر، بعدها انتقلت للعمل كمنسقة معارض ومدير تطوير الأعمال بقاعة البارح للفنون التشكيلية منذ العام 2006 وحتى اللحظة. تقول لقد اكتسبت الكثير من الخبرات والمعارف من تعاملي مع الفنانين بمختلف مشاربهم، ولكوني فنانة أستطيع التفاهم معهم وأقدر مشاعرهم وهمومهم الفنية بهم بشكل كبير وأن استفيد من تجاربهم الفنية، كما تعلَّمت ما هو المطلوب مني كفنانة وكيف أقدّم نفسي للصالات الفنية.

عشر سنوات من العمل في صالة البارح للفنون هو بمثابة تدريب لعيني، لقد أثر بشكل إيجابي علي كفنانة... على نتاجي الفني، وعلّمني كيفية التعامل بشكل محترف ومدرب مع صالات العرض والمؤسسات الثقافية والفنية.

جيهان صالح مولودة في الإسكندرية العام 1973، وتحصلت على بكالوريوس تربية فنية 1995، في العام 2008 أقامت معرضها الشخصي الأول «حرف ولون» على صالة جمعية البحرين للفن المعاصر. شاركت في العديد من الورش الفنية والمعارض الجماعية والدّولية... بينالي الشارقة للخط العربي، بينالي «سان بيرا» الثامن للأعمال الفنية على الورق - إسبانيا، معرض (الاغتراب) - برنامج الريادة الفنية - جاليري البارح، مهرجان أصيلة الثقافي الدّولي 35 - المغرب، معرض جماعي - «تقاسيمV» - جاليري فا - الكويت. معرض جماعي - تنوعات من العالم العربي - البارح للفنون التشكيلية، نسقت وشاركت في معرض الطباعة الأول للفنانات العرب الذي أقيم على صالة جمعية البحرين للفن المعاصر، الملتقى الدّولي الثالث للفن التشكيلي - باتراس - اليونان. معرض جماعي ينظمه نادي الكتاب العربي للأمم المتحدة في قصر الأمم، جنيف، معرض جماعي «تقاسيم II» في أرت سيليكت - دبي، بينالي الشارقة للفنون، بينالي «عبر الخليج»- أستراليا، معرض جماعي لصالون الشباب ببيت الثقافة الفرنسي، بورسعيد، ومعرض مشترك بيت الثقافة الايطالي، بورسعيد، جمهورية مصر العربية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً