العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ

البحرين تشارك دول العالم في الاحتفال بأسبوع أمراض الدم الوراثية في 25 - 31 أكتوبر

تم تحديد الأسبوع الأخير من شهر (أكتوبر/ تشرين الأول) ليكون أسبوع أمراض الدم الوراثية وذلك خلال الفترة من (25 إلى 31 أكتوبر) من كل عام.

ويهدف هذا الأسبوع إلى نشر الوعي بتقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية للمرضى، وتثقيف المجتمع بالنسبة إلى أمراض الدم الوراثية، وإيضاح أهمية الالتزام بإجراء الفحص الطبي الشامل قبل الزواج للمساعدة في الحد من انتقال أمراض الدم الوراثية بين الأجيال حيث تظهر التحاليل الطبية احتمال وجود جينات مصابة بخلل لدى المرأة أو الرجل، والذين لا تظهر عليهم الأعراض المرضية.

وكما هو متعارف عليه فإن أمراض الدم الوراثية هي مجموعة من الأمراض التي تنتقل من الأبوين إلى الأبناء والتي يكون السبب في حدوثها وجود خلل في تركيب ومكونات كريات الدم الحمراء، فتنتج كريات دم غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية الأنيميا المنجلية  والثلاسيميا.

وكان بدأ مجهود وزارة الصحة لمكافحة أمراض الدم الوراثية منذ 25 عاماً، حيث عملت بشكل مكثف على وضع الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى مكافحة امراض الدم الوراثية وخاصة فقر الدم المنجلي والثلاسيميا  والامراض الوراثية الاخرى عامة.

ويأتي من ضمن هذه الاستراتيجية المتكاملة مشروع الفحص قبل الزواج وفحص الطلاب وفحص المواليد.

وبدأ الفحص قبل الزواج منذ مطلع التسعينات بشكل طوعي الى ان تم اصدار مرسوم ملكي يقضي بإلزامية الفحص العام 2004م، وكان لهذا المشروع الدور الأكبر في خفض نسبة المواليد المصابين بأمراض الدم الوراثية الى أكثر من 75 في المئة، كما كان للمشروع صدى طيب وتقبل من فئات المجتمع كافة.

ومنذ البدء بمشروع فحص الطلبة العام  1998م وحتى الآن تم فحص ما يقرب من 95,000 طالب وطالبة وذلك  بتنسيق من وزارة الصحة ممثلة بقسم الامراض الوراثية وبالتعاون مع جمعية أمراض الدم الوراثية والجهات الخيرية.

من خلال هذا المشروع بات من السهل على الطلبة معرفة ما اذا كانوا حاملين لمثل هذه الامراض وبالتالي المعرفة المسبقة تساهم في تقبل الأمر والبحث عن الشريك المناسب قبل الشروع في الخطبة واجراءات الفحص قبل الزواج والتي قد يتعذر عندها التنازل عن الارتباط اذا لم يكن الطرفان على علم مسبق بطبيعة جيناتهم.

ويعد فحص الطلبة مثلا رائدا في المنطقة وأثار الكثير من التقدير على المستوى الاقليمي والعالمي لما له من أثر كبير في التوعية وخفض النسبة. كما ان عددا من الجهات الرسمية في دول مختلفة تبنت مثل هذا المشروع على غرار تجربة البحرين، وكل سنة يتم فحص ما يقرب من 6000 طالب وطالبة وتزويدهم ببطاقات خاصة تبين نتيجة الفحص بطريقة تحفظ لهم خصوصيتهم وبكتيبات توعوية تخص هذه الأمراض.

ويشكل مشروع فحص المواليد الذي أطلق العام 2007 قفزة كبيرة في مجال الوقاية الثانوية عن طريق الكشف المبكر عن أمراض الدم الوراثية من الأيام الأولى لعمر الرضيع وبالتالي تقديم الرعاية الصحية المكثفة والمتابعة المستمرة التي ثبتت فعاليتها في تقليل نسبة المضاعفات للمرض على المدى الطويل. حيث يقوم قسم الأمراض الوراثية بالوزارة باستدعاء والدي الرضيع المصاب وتقديم الاستشارة الوراثية فيما يخص الصحة الانجابية وشرح طبيعة المرض وعلاجه والوقاية من مضاعفاته والتركيز على أهمية المتابعة الطبية وتزويدهم بالكتيبات الارشادية لكيفية التعامل والتكيف مع المرض، كما يتم تحويلهم إلى طبيب مختص في أمراض الدم الوراثية لمتابعتهم منذ البداية.

وبحسب الاحصائيات فقد انخفضت نسبة المصابين بفقر الدم المنجلي بين المواليد من 2.1 في المئة للعام 1985 الى 0.4 في المئة العام 2010م، ويقوم قسم الأمراض الوراثية بتنظيم الفعاليات التوعوية بشكل دوري على المستوى الاكاديمي والكادر الصحي ونزولا لجميع افراد المجتمع كعقد المؤتمرات والمحاضرات والندوات وحتى الفعاليات المجتمعية والترفيهية.

كما أن وزارة الصحة لا تألو جهدا في دعوة المختصين والاستشاريين العالميين في زيارة مرافق الوزارة والاطلاع على الخدمة المقدمة وتقديم اقتراحاتهم لتطوير خطط العلاج والوقاية.

وتوجت جهود الوزارة بإنشاء مركز أمراض الدم الوراثية الرائد والمختص بتقديم العلاج للمرضى وتسهيل وصولهم للخدمة الصحية. كما أنشأت عيادة السكلر متعددة التخصصات والتي تقدم خدمة متكاملة للمراجعين، وساهمت بشكل فعال في حل العديد من الاشكاليات المتعلقة بطول فترة الانتظار وغيرها.

إن جهود الحكومة البناءة ووزارة الصحة في اطلاق هذه المشاريع الصحية الرائدة على مستوى الخليج والمنطقة واضحة للجميع، وتؤكدها الاشادة الكبيرة بهذا الانجاز التي حظيت بها البحرين في هذا المجال على مستوى منظمة الصحة العالمية والاشادة العالمية ببرنامج الفحص قبل الزواج وتعميمه في البحرين من مركز الوقاية من الأمراض في أميريكا، حيث قررت المنظمة عرض تجربة البحرين على المستوى العالمي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً