العدد 5163 - الثلثاء 25 أكتوبر 2016م الموافق 24 محرم 1438هـ

القوات العراقية تحقق مزيداً من التقدم نحو الموصل والتحالف الدولي يدرس خياراته

باتت القوات العراقية أمس الثلثاء (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) قاب قوسين أو أدنى من المحور الشرقي لمدينة الموصل، في وقت عقد وزراء دفاع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن اجتماعاً أمس (الثلثاء) في باريس للبحث في تطورات الهجوم ضد آخر معقل لاإرهابيين في العراق.

وأعلنت أنقرة أنها قد تشن عملية برية في شمال العراق بهدف القضاء على أي «تهديد» لمصالحها.

ميدانياً، تستعد قوات من الحشد الشعبي المؤيد للقوات الحكومية لفتح محور جديد في الجهة الغربية من منطقة الموصل، بهدف قطع الطريق على عناصر تنظيم «داعش» الذين يهربون من الموصل إلى سورية.

واستعاد جهاز مكافحة الإرهاب، قوات النخبة العراقية، السيطرة على مناطق قريبة من الضواحي الشرقية للموصل.

وقال قائد الجهاز الفريق عبد الغني الأسدي «تقدمت قواتنا من محورنا خمسة إلى ستة كليومترات باتجاه الموصل».

وأضاف متحدثاً من بلدة برطلة المسيحية التي تمت استعادة السيطرة عليها «نحن ننسق الآن مع قواتنا في باقي المحاور من أجل شن هجوم منسق».

وتواصل قوات البشمركة الكردية من جهتها تقدمها من المحور الشمالي، في حين لا تزال قوات الشرطة الاتحادية التي تتقدم من الجنوب بعيدة نسبياً عن ضواحي الموصل.

وأعلن متحدث باسم «عصائب أهل الحق»، أبرز فصائل الحشد الشعبي، لوكالة «فرانس برس» أن قوات الحشد «كلفت رسمياً» باستعادة السيطرة على بلدة تلعفر ومنع عناصر تنظيم «داعش» من الفرار من الموصل غرباً باتجاه سورية.

وقال المتحدث الشيخ جواد الطليباوي «مهمة الحشد الشعبي تكمن بمنع هروب الدواعش باتجاه سورية وعزل الموصل بشكل كامل عن سورية».

وأضاف «نتوقع أن تكون المعركة صعبة وشرسة لأنها تحاول قطع الجهة الغربية ومنع هروب الدواعش وتمزيق أشتاتهم».

وأكد مسئولون أميركيون وعراقيون أن كبار قادة تنظيم «داعش» يحاولون مغادرة الموصل والتوجه إلى سورية التي تعتبر الجانب الثاني من دولة «الخلافة» التي أعلنوها قبل سنتين انطلاقاً من مساحات واسعة سيطروا عليها في البلدين.

لكن مسئولاً كبيراً مقرباً من وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو دريان قال إن مئات من مقاتلي التنظيم توجهوا بالاتجاه المعاكس، كقوة تعزيز تقدر بما بين 300 إلى 500 مقاتل للدفاع عن الموصل.

وقال «في هذه المرحلة، نلاحظ حركة مقاتلين من سورية إلى العراق وليس العكس»، مشيراً إلى أن «هناك سيناريو محتملاً وهو مقاومة داعش إلى النهاية».

من جهة أخرى، تعترض بغداد على الانتشار العسكري التركي قرب الموصل.

وتصاعد التوتر أخيراً بين بغداد وأنقرة التي أعلن وزير خارجيتها، مولود تشاوش أوغلو أمس (الثلثاء) أن بلاده قد تشن عملية برية في شمال العراق.

وقال أوغلو لشبكة «كانال 24» التلفزيونية الفرنسية «إذا كان هناك خطر يهدد تركيا، فسنستخدم كل وسائلنا، بما في ذلك عملية برية (...) للقضاء على هذا التهديد».

كما تفضل الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي الداعم لعملية استعادة الموصل عدم تورط الحشد الشعبي في العمليات. ويحظى الحشد بشعبية واسعة ودعم من الأطراف الشيعية في البلاد.

الرقة بعد الموصل

في باريس، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التحالف الدولي إلى «استباق تبعات سقوط الموصل».

وقال هولاند لدى افتتاح اجتماع لوزراء دفاع الدول الرئيسية في التحالف ضد الإرهابيين «تحالفنا اليوم عند أبواب الموصل، المدينة التي تعد مليوني نسمة، والتي سيطر عليها داعش في 2014، وجعل منها عاصمة خلافته المستحيلة».

وتابع «التحدي هو المستقبل السياسي لهذه المدينة وللمنطقة وللعراق»، مشدداً على ضرورة أن تتمثل «جميع المجموعات الاتنية والدينية» في الإدارة المقبلة للمدينة ذات الغالبية السنية.

وضم الاجتماع وزراء دفاع 13 دولة مشاركة في التحالف (يضم 60 دولة)، وبينها الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وكندا وألمانيا.

ودعا هولاند من جهة أخرى إلى «التنبه حيال عودة المقاتلين الأجانب» في صفوف تنظيم «داعش» إلى بلدانهم، أو انكفائهم إلى سورية.

وهناك بحسب المصادر الفرنسية حوالى 300 فرنسي بين الإرهابيين الذين يقاتلون في الموصل ويتراوح عددهم بين أربعة وخمسة آلاف مقاتل، إضافة إلى عدد مماثل من المقاتلين الفرنسيين في الرقة، أكبر معقل للإرهابيين في سورية.

وقال هولاند «سيكون هناك أيضاً إرهابيون سيختبئون ويحاولون التوجه إلى الرقة. علينا أن نتعرف عليهم بوضوح. وهذا يمر عبر تقاسم واسع لمعلوماتنا واستخباراتنا»، مضيفاً «هذه ضرورة مطلقة».

وتابع «إذا سقطت الموصل، ستكون (الرقة) آخر معقل لداعش. علينا التحرك بحيث يتم تدمير داعش واستئصاله في كل الأماكن».

العدد 5163 - الثلثاء 25 أكتوبر 2016م الموافق 24 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً