هناك من يضع كرة اليد وكرة القدم في البحرين وما تحقق من إنجازات على مستوى المنتخبات الوطنية تحت المقارنة، ويضع مشوار منتخب الناشئين لكرة اليد في تصفيات كأس العالم أمام مشوار منتخب الشباب لكرة القدم في التصفيات المقامة في البحرين حاليّاً كأنموذج.

ما قُدِّم إلى منتخب اليد من أجل التصفيات لا يقارن بأي حال من الأحوال بما قُدِّم إلى منتخب الشباب بأي حال من الأحوال، أستطيع القول إنَّه تمَّ صرف 25 ألف دينار لإعداد منتخب اليد مقابل 250 ألف دينار لإعداد منتخب القدم، وهذا رقم نشر، ولم ينفِه اتحاد القدم ما يجعلني أقول إنه صحيح.

مستوى المنتخبات التي واجهها منتخب كرة اليد في التصفيات (السعودية واليابان في الدور التمهيدي ثم قطر في الدور الثاني) قياساً بقدرتها التنافسية على مستوى القارة لا يقل، إن لم يكن أقوى، من المنتخبات التي واجهها منتخب القدم (السعودية وكوريا الجنوبية وتايلند وفيتنام).

الدعم الجماهيري والرسمي والإعلامي الذي حصل عليه منتخب كرة اليد مقارب جدّاً للدعم الذي حصل عليه منتخب كرة القدم، مع بعض الفوارق التي تصب لصالح منتخب كرة القدم، ولا آخذها في الاعتبار، وذلك لأن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأكبر في العالم.

نجد في النهاية أن الفارق الوحيد بين منتخبي القدم واليد أن الدعم المالي الذي قُدِّم مختلف، الفارق يصل إلى 90 في المئة، لكن من شاهد منتخب الناشئين يلعب في التصفيات لم يشعر بأنه يشارك من دون إعداد مثالي ومرَّ عليه 3 مدربين خلال 9 أشهر!.

أرى أن الفارق بين اللعبتين معنوي أو نفسي وليس ماديّاً، منتخبات كرة اليد تلعب بتاريخ اللعبة الذي صنعته الأجيال السابقة من إنجازات جعلتها علامة جودة لدى المجتمع الرياضي البحريني، بينما منتخبات كرة القدم تلعب تحت تأثير إحباطات وإخفاقات الأجيال السابقة، ما أفقد العلاقة مع المجتمع عامل الثقة بتحقيق الإنجازات.

أعتقد أن هذه الحالة السلبية سبب رئيس في العديد من الإخفاقات، من بينها منتخب الشباب لكرة القدم مؤخراً، وينبغي التوقف عندها وعلاجها بالشكل السليم، الهزيمة المعنوية تلغي أي دعم مادي، وهنا أتذكر إحدى رسائل المدرب القدير نبيل طه لمنتخب كبار اليد «اجعلوا رغبتكم في الفوز أكبر من خوفكم من الهزيمة»، واقعاً هذه قاعدة كرة اليد.