العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ

"الصحة": الصدفية هو التهاب جلدي مزمن غير معدٍ ويصيب الجنسين بنسب متساوية

قالت وزارة الصحة في بيان لها أمس السبت (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) بمناسبة "اليوم العالمي للصدفية"، إن مرض الصدفية هو التهاب جلدي مزمن غير معدٍ، ويصيب الجنسين بنسب متساوية.

وفيما يلي نص البيان بمناسبة اليوم العالمي للصدفية:

تشارك وزارة الصحة متمثلة بقسم الأمراض الجلدية الاحتفال باليوم العالمي لمرض الصدفية والذي يصادف يوم الـ  29 من اكتوبر من كل عام، والذي تم اعتماده رسميا من قبل الهيئة الدولية لرابطات الصدفية IFPA ومقرها دولة السويد.

 وتشارك مملكة البحرين أمس السبت (29 أكتوبر / تشرين الأول 2016)  دول العالم لإحياء هذا اليوم العالمي لما له من أهمية بالغة بهدف زيادة الوعي بهذا المرض الذي يصيب 125مليون انسان حول دول العالم ويؤثر في ما يقرب من 1-  3 بالمائة من شعوب العالم.

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لجمعيات مرضى الصدفية على أن مرض الصدفية ليس مرض جلدي فحسب، بل هو مرض عضوي مزمن، حيث إن المرضى المصابين بالصدفية بنسبة متوسطة الى شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب و تصلب الشرايين و داء السكر، و هو مرض غير معدي ناتج عن عوامل داخلية متعددة و عوامل أخرى خارجية تلعب كحافز لتكوين الالتهابات وظهور المرض ولا شفاء منه حاليا.

 كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار العامل الوراثي حيث أكدت الدراسات اذا كان الوالدين يعانون من الصدفية فتكون نسبة إصابة طفلهم بالمرض هي 41% أما اذا كان المصاب أحد الوالدين فتكون نسبة الإصابة هي 14%، بينما اذا كان احد اطفالهم مصاب فتكون نسبة إصابة الطفل الأخر هي 6%.  وتأتي جميع محاولات وجهود التوعية بمرض الصدفية لزيادة الوعي بحيث يشمل ذلك جميع افراد المجتمع وفي مقدمتهم المرضى المصابون بهذا المرض وعوائلهم والفئة التي تعنى بهم من أطباء وممرضين وأخصائيين نفسيين واجتماعيين بالإضافة إلى جميع شرائح المجتمع. فمن خلال هذا اليوم يتم تعريف جميع شرائح المجتمع بماهية هذا المرض وطبيعته ومستجدات علاجه وتصحيح المفاهيم الخاطئة حوله، بالإضافة إلى إيجاد قناة مسموعة للمصابين بهذا الداء تصل إلى جميع مؤسسات المجتمع المدني، حتى يتمكن الجميع من استشعار أهمية هذه الفئة ومساعدتهم وتقديم كل الدعم لتخفيف معاناتهم.

يذكر أن مرض الصدفية هو التهاب جلدي مزمن غير معدٍ ويصيب الجنسين بنسب متساوية. ويمكن أن يصيب مختلف الأعمار، فما يقارب الـ75 %  من المرضى يبدأ ظهور المرض في سن قبل الـ40، ومن 35-50% قبل الـ20 سنة. ويتميز بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي ولها أحجام مختلفة وتظهر على جميع الجسم ولكن غالباً على الكوع، والركبتين، وفروة الرأس، كما تظهر على أظافر اليدين والقدمين، والمفاصل، حيث ان نسبة إصابة المفاصل تتراوح بين 5-30% وتتميز بحدوث آلام في المفاصل وانتفاخات و قد يؤدي الى تشوهات دائمة في المفصل ولحسن الحظ الإعاقة الدائمة تحدث نادراً.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن المرض ليس جلدي فقط، وهناك أدلة تثبت أنه مرض متعدد العلاقات، حيث ثبت ارتباطه بمرض السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، مما يعني ضرورة الاهتمام بعلاج المصاب بالصدفية، وعلاج الأمراض المصاحبة لها في الوقت ذاته. ونظراً لانتشار هذه الأمراض في المجتمع فإنه من المتوقع أن يكون المصابين في مملكة البحرين أكثر حاجة للمتابعة والعلاج لضمان الاستفادة من العلاج المقدم، باعتبار أن علاج الصدفية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مصاحبة يكون أكثر صعوبة والحالات تكون مستعصية أكثر، لذا يجب مراجعة الطبيب عند ظهور الصدفية في مراحلها الأولى، والاستمرار في المتابعة، والالتزام بالعلاج والتعليمات، وذلك سعياً لمنع تطور المرض وتفاقمه.

ومن المؤسف بأن مرض الصدفية لا يوجد له علاج شافي تماماً، ولكن هناك علاجات فعّالة للقضاء على مضاعفات أو أعراض المرض، وتجعل المصاب يمارس حياته بشكل طبيعي، وذلك من خلال الأدوية الموضعية، والعلاج الضوئي، والحبوب، وأخيراً الإبر البيولوجية التي تعتبر علاج لمرض الصدفية وأعطى أمل جديد للمرضى الذين تستعصي حالتهم لإصابتهم بنسبة كبيرة في الجلد و بالأخص عندما تكون المفاصل أيضا مصابه.

ومن الضروري أن يعرف المريض وذووه وحتى مخالطوه، العوامل التي تؤثر سلباً وإيجاباً في هذا المرض، وأول هذه العوامل السلبية هي التدخين وشرب الخمر، وهي مؤذية للمرض، تفاقمه وتؤثر على تناول المريض لعلاجه، ولربما يلجأ لها المريض هرباً من الأسى النفسي الذي يسببه المرض. وكشفت دراسة استطلاعية عالمية أن 62 % من المصابين بالصدفية لديهم مشاعر سلبية تجاه قيمتهم الشخصية، بينما يشعر 50 % أن الصدفية قللت من ثقتهم بأنفسهم، وشعر 40 % منهم بعدم الارتياح في العلاقات الخاصَّة، بينما فقد 14 % منهم وظائفهم، أو استقالوا منها، وألغى 21 % خمسة ارتباطات اجتماعية، أو أكثر خلال العام لأسباب تتعلق بالصدفية.

لذلك دعت المؤسسات والهيئات الصحية حول العالم لعقد مختلف الفعاليات الهادفة إلى التثقيف، والتوعية بحقائق هامة تتعلق بالتعامل مع المرض، بحيث يمكن للمرضى التخلص من القيود التي يفرضها عليهم المرض ليتمكنوا من عيش حياة طبيعية، وإلى دحض الخرافات والمفاهيم الخاطئة المتعلقة بالمرض، وتشجيع المرضى، وأقاربهم والأطباء ومجموعات الدعم والناس عموماً على رفض التمييز ضد مرضى الصدفية. حيث يمكن بفضل التشخيص الصحيح والتعامل الجيد مع المرض والعناية المناسبة، أن يعيش مرضى الصدفية حياة طبيعية، ومريحة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً