العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ

بوش: حصار عرفات لا يساعد في البحث عن عملية السلام

اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أمس ان حصار مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله «لا يساعد» في عملية البحث عن السلام في الشرق الاوسط.

وقال بوش للصحافيين في ختام اجتماع لحكومته: «اعتقد ان الاعمال التي قام بها الاسرائيليون لا تساعد على اقامة وتطوير مؤسسات ضرورية لقيام دولة فلسطينية».

لكنه لم يطلب انسحاب القوات الاسرائيلية التي تحاصر منذ الخميس الماضي مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله بالضفة الغربية.

واوضح ان امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يطلب من اسرائيل رفع الحصار عن مقر عرفات، كان «رسالة» الى الاطراف كي «تبقى على طريق السلام».

واشار بوش الى «التقدم» الذي تم احرازه في عملية اصلاح المؤسسات واجهزة الأمن الفلسطينية الضرورية، برأيه، ليتمكن الفلسطينيون من العيش يوما في دولة مستقلة بسلام مع اسرائيل.

وقال الرئيس الاميركي ايضا: «اننا نحرز تقدما على الصعيد الأمني، ونحرز تقدما في مجال الاصلاحات السياسية. اننا نحرز تقدما لنظهر بوضوح انه ينبغي ان تكون هناك ايضا تسوية سلمية وعلى الفلسطينيين ان يغتنموا فرصة اختيار قادة مستعدين للعمل من اجل السلام».

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى ليل الاثنين الثلثاء بغالبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، قرارا يطلب من اسرائيل رفع الحصار الذي تفرضه على مقر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

وكان مساعد السفير الاميركي في الامم المتحدة جيمس كانينغهام قد اعلن بعد الجلسة انه امتنع عن التصويت على القرار لأنه لا يدين العمليات الانتحارية الفلسطينية بصراحة.

واضاف الرئيس الاميركي «يتوجب علينا جميعا ان نحارب الارهاب، ولكن في الوقت نفسه وفي الشرق الاوسط يجب ايجاد الشروط من اجل قيام دولة فلسطينية».

وقال ايضا: «اؤمن بالسلام في الشرق الاوسط واحث جميع الحكومات على العمل من اجل السلام».

والتقى وزير الخارجية الاردني مروان المعشر اول من امس وزير الخارجية الاميركي كولن باول في واشنطن. وقال في ختام اللقاء: ان «من عادة اسرائيل الا تمتثل قرارات الامم المتحدة».

واضاف في تصريح صحافي: «ان ما نحتاج اليه اليوم، هو شريك، وليس لدينا الانطباع حتى الآن بأن لدينا شريكا اسرائيليا».

ولئلا تتهم باتباع «سياسة مزدوجة» حيال قرارات الامم المتحدة، مع اسرائيل من جهة والعراق من جهة ثانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان واشنطن تأمل في ان تمتثل اسرائيل لقرار الامم المتحدة.

واضاف «نريد ان يمتثل الاسرائيليون لهذا القرار. ولقد طلبنا منهم الامتناع عن القيام بتحركات اخرى في رام الله وحولها».

لكنه قال في ندوته الصحافية اليومية: «نريد ايضا ان يتحمل الفلسطينيون مسئولياتهم ويضعوا حدا للعنف والمجموعات الارهابية».

من جانب آخر اكد وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات امس ان الجانب الاسرائيلي رفض عقد اجتماع بين عرفات واعضاء من اللجنة الرباعية موضحا ان الفلسطينيين رفضوا لذلك طلب من اسرائيل بعقد اجتماع ثنائي.

على الصعيد الميداني اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية 18 شخصا في الضفة الغربية وقطاع غزة بتهمة التعاون مع أجهزة الأمن الاسرائيلية.

وقال اللواء موسى عرفات رئيس الاستخبارات العسكرية الفلسطينية ان معظم المتهـمين من العسكريين، وانهم نفذوا وساعدوا في تنفيذ الكثير من عمليات الاغتيال بحـق مناضـلين وقـادة فلسـطينيين في الضـفة الغربية.

ومن ناحية أخرى، أصيب سبعة طلاب فلسطينيين بجروح في منطقة دير البلح، بعد أن فتح جنود الاحتلال المتمركزون قرب محيط مستوطنة «كفار داروم»، نيران أسلحتهم بصورة عشوائية على مسيرة سلمية قام بها مجموعة من طلبة المدارس.

وذكرت الشرطة الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت رئيس المحكمة الشرعية في رام الله الشيخ سامي صرصور، وقادته إلى جهة مجهولة.

يأتي هذا الاعتقال في أعقاب ليلة شنت فيها سلطات الاحتلال حملة اعتقالات طالت 11 فلسطينيا، قال مصدر عسكري اسرائيلي انهم اشتركوا في هجمات ضد الاسرائيليين.

وعلى صعيد ممارسات سياسة العقاب الجماعي، قام جيش الاحتلال فجر أمس بنسف ثلاثة منازل فلسطينية في الضفة الغربية بالديناميت، تعود لأسر متهمين بالمشاركة في اعمال المقاومة، ثم قام في وقت لاحق بنسف ثلاثة منازل أخرى جنوب غزة تعود لأسرة واحدة.

وفي رام الله، دخل الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مقر الرئيس ياسر عرفات يومه السابع أمس.


عرفات في حصاره ينام على الأرض ويأكل المعلبات

رام الله - أ ف ب

يمضي رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات المحاصر في مقره في رام الله، ايامه في الحديث مع حوالي 250 شخصا آخرين او اجراء مكالمات هاتفية تسمح له بالبقاء على اتصال مع العالم الخارجي.

ويقول مرافقون لعرفات ان الرجل الذي يبلغ من العمر73 عاما يشعر بالغضب من عالم يرى انه مؤيد لاسرائيل، لكنهم يؤكدون انه ما زال «على ايمانه» بقضيته وقبل بمصيره محاصرا في مبنى مكتظ مشبع بالرطوبة تفوح منه رائحة العفونة.

وفي مقره الضيق في المبنى الوحيد الذي لم يستهدفه القصف الاسرائيلي وكان في الماضي مترامي الاطراف في مدينة رام الله في الضفة الغربية، ينام عرفات على الارض ويتناول المعلبات كغيره من المحاصرين.

وقد رسم رفاق للرئيس الفلسطيني هذه الصورة في اتصال من هاتف نقال من داخل المقر.

ومن الخارج، يبدو الموقع اشبه بسجن بعد ان استكملت القوات الاسرائيلية تطويق المجمع بالاسلاك ونصبت كشافات لانارة المكان ليلا.

وتتمركز دبابات وعربات مدرعة في نقاط ازالت منها الجرافات ركام المباني الاخرى التي هدمتها او فجرتها الخميس الماضي. وقال المحاصرون ان اي شخص يحاول الخروج سيعلق في الاسلاك او سيقتل

العدد 20 - الأربعاء 25 سبتمبر 2002م الموافق 18 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً