العدد 5173 - الجمعة 04 نوفمبر 2016م الموافق 04 صفر 1438هـ

هل العالم الإسلامي يتجه نحو التحول الأخضر؟

قال المدير التنفيذي للإغاثة الإسلامية عبر العالم، ناصر حاج حمد، وهي منظمة مستقلة تعنى بالانسانية، إن لسنوات عدة وحتى الأن، وجدت مفارقة غريبة داخل العالم الإسلامي. فمن جهة، المسلمين - الذين يمثلون أكثر من خمس سكان العالم - يعيشون في بعض المناطق الأكثر تضرراً من تغيير المناخ، من تركيا والشرق الأوسط، مع موجات شديدة من الجفاف على نحو متزايد، لسهول بنغلاديش وإندونيسيا.
واضاف"من جهة أخرى العديد من البلدان الإسلامية الأخرى نفسها تسهم  في تغير المناخ بشكل متكرر، وتحرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز بكميات وفيرة. وبدعم متنامي بين المسلمين للاقتصادات التي تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة ومن العديد من الدول الرائدة في هذا المجال، فإن التغيير يمكن أن يكون على وشك الحصول".
ونبه حاج حمد رإلى "إن هناك إلحاح المشكلة الناجمة عن تغير المناخ، إننا ببساطة لا يمكننا التركيز على آثارها السلبية دون في نفس الوقت طرح حلول ملموسة وأن نبذل بأنفسنا قصارى جهدنا لتنفيذها. هذا هو السبب، المتابعة الأولية للإعلان في أغسطس/آب 2015  من كبار المفكرين المسلمين بدعوة جميع أتباع الإسلام لقيادة الطريق إلى عالم خال من الوقود الأحفوري تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة، أبريل 2016 شهد ولادة أول شبكة مسلمة عالمية للتغير المناخي (GMCN)، وهو تحالف من الجماعات الإسلامية للمناخ، بما في ذلك الإغاثة الإسلامية عبر العالم، والمؤسسة الاسلامية لعلم البيئة والعلوم البيئية، والايمان الاخضر، والخبراء الأكاديميين والعلماء المسلمين وأهل الخير التي تكاتفت معا للتصدي لتغير المناخ".
وذكر "اذ تتكون الشبكة الاسلامية العالمية للتغير المناخي، من مجموعة متنوعة من مجموعات العمل ضمن شبكة واسعة جداً من البلدان ذات الأغلبية المسلمة. لا بد أن يكون لكل واحد منهم جزءاً أساسياً في تنفيذ حلول لتغير المناخ،  كما كل فروع المجتمع التي سوف تضطر إلى العمل في وقت واحد".
وقال "إن خفض التكلفة أكثر من أي وقت مضى من الطاقة الشمسية في الدول الإسلامية، مع وجود أشعة الشمس وفيرة – تم تسجيل رقماً قياسياً عالمياً جديداً قبل شهرين فقط في أبوظبي - يعني أنها الآن أرخص وأسهل من أي وقت مضى للحكومات مثلًا لتشغيل اقتصادها كلياً على مصادر الطاقة المتجددة. اذ اعتبر الفحم كان واحداً من أكبر المساهمين في التسبب بثلاثة ملايين  وفاة مبكرة سنوياً بسبب أمراض مرتبطة بتلوث الهواء".
وأوضح ان "الحكومات والمؤسسات المالية الإسلامية،  يمكن أن يسهموا أيضاً عن طريق تحويل التدفقات المالية بعيداً عن قيمتها تقريبا 175 جيجاوات "من قيمة محطات الفحم المقترحة حاليا في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، نحو الطاقة المستدامة والنظيفة، ودمج أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة في عمليات التمويل الامتثال الإسلامية".
وأضاف "كم ان الأفراد المسلمين والمجتمعات الإسلامية ستبقى مستمرة بذات الحيوية نحو هذا التحول، إذا كان العالم حد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى درجة ونصف مئوية،  فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، كما تعهدت 196 دولة في سعيها للقيام ذلك، كجزء من اتفاقية باريس في ديسمبر/كانون الأول 2015 بشأن تغير المناخ".
وقال "وكجزء من حملة استخدام الطاقة النظيفة في المساجد، فإن الشبكة الاسلامية العالمية للتغير المناخي، تدعو كل مسجد في العالم على اتخاذ تدابير ملموسة للحد من استهلاك الطاقة - على سبيل المثال عن طريق استخدام الإضاءة LED، مع أجهزة الاستشعار وتحسين العزل، وتحويل مصادر الطاقة لديها إلى الطاقة الشمسية. مثل هذه الأعمال تعطي المساجد فرصة ليس فقط للمساعدة في معالجة تغير المناخ، ولكن أيضا لخفض تكاليفها".
وذكر "هناك بلدان مثل الأردن والمغرب هي الآن تتجه في هذا الاتجاه. وأربعمائة مسجد في الأردن من أصل 6300 مسجد يعتمدون وبشكل كلي على الطاقة الشمسية منذ العام 2015، في حين أن المغرب، موطناً لأكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، قد أعلنت مؤخراً أنها تشجع 600 مسجد للحد من تأثيرها على البيئة والمناخ بحلول عام 2019، و 100 منهم سوف يكتمل تحولهم للطاقة الشمسية بحلول نهاية هذا العام. 70 في المئة من التكاليف الاستثمارية الأولية لهذا المشروع تم توفيرها من قبل الحكومة المغربية وبشكل اخص من وزارة الشؤون الإسلامية نفسها، جنبا إلى جنب مع الحكومة الألمانية".
وأضاف "المغرب هو أيضا البلد المضيف للمؤتمر COP22، المجموعة التالية من المفاوضات حول المناخ التي تجري هذا الشهر ستعمل الدول على وضع اطار عمل  لاتفاقية باريس لتحفيز العمل في المستقبل بشأن تغير المناخ. في المفاوضات، سوف يكون للبلدان الفرصة لإحراز تقدم في خطط طويلة الأجل لفصل الاقتصادات من الأشكال المنتجة للغاز الاحتباس الحراري لتوليد الطاقة، ووضعها على خريطة تفصيلية كيف ستتكيف البلدان مع تغير المناخ التي نختبرها الان، وعلى خطة لتمويل هذه المرحلة الانتقالية".
وأوضح بأن "الدوافع الاقتصادية والمالية لوقف تغير المناخ تتسبب بالمزيد من الضرر والتي تم توثيقها فعليا. عمل المناخ يعتبر قضية تمس الحياة في المعتقدات الاسلامية، ومع ذلك، مع تركيزها على الأعمال الخيرية، وحماية الحياة البشرية والعناية في الارض، هو هبة من الله. القرآن الكريم يجعل مسئوليتنا تجاه الأرض وبعضنا البعض وخير دليل على ذلك قوله تعالى: "وأنه هو الذي يجعلكم خلفاء على الأرض" (النمل 165)، وأن "الله يأمر بالعدل، والإحسان "(النحل 90). هذا هو السبب أن الشبكة الاسلامية العالمية لتغير المناخ ستشجع المساجد في جميع أنحاء العالم بأن تحذو حذو المساجد في مراكش لقيادة المصلين نحو حماسة الارض في "الجمعة الخضراء" في منتصف الجمعة من المفاوضات COP22، 11 نوفمبر/تشرين الثاني".
واختتم بقوله "فلنعمل معاً للتصدي لتغير المناخ من أجل خير اقتصاداتنا، شعبنا، وإيماننا. كما يهدف عمل GMCN لإظهار حلول وفيرة ومفتوحة لنا جميعا، إلا إذا كنا لدينا الاستعداد لاستكشافهم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً