العدد 5174 - السبت 05 نوفمبر 2016م الموافق 05 صفر 1438هـ

لماذا يُجبر اللاجئون الأفغان على العودة إلى الحرب المتفاقمة؟

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

على الرغم من أن الأمم المتحدة خططت لتقديم مساعدات لقرابة 250 ألف نازح في أفغانستان هذا العام، لكنها تبحث الآن تقديم مساعدات لنحو مليون نازح، وهو عدد أكبر بكثير مما تستطيع الحكومة ووكالات المعونة التعامل معه، حسبما قالت شبكة الأخبار الإنسانية (إيرين).

وهناك أربعة أسباب لهذا الارتفاع الهائل في عدد النازحين: تدفع باكستان الأفغان للعودة إلى وطنهم عبر الحدود، وتقوم إيران بالشيء ذاته. كما نزح عدد أكبر بكثير مما كان متوقعاً بسبب الحرب. وعلى الرغم من الصراع المتفاقم، أبرم الاتحاد الأوروبي صفقة يمكن تقود إلى إعادة عشرات الآلاف من الأفغان الذين رُفضت طلبات لجوئهم إلى بلادهم.

ومع اقتراب فصل الشتاء، هناك مخاطر من أن يتحول الوضع السيء حالياً إلى أزمة إنسانية طاحنة. ويوجد حالياً بعض النازحين داخلياً في مناطق نائية وغير آمنة ويصعب على وكالات المعونة الوصول إليها. وقد وثّق المجلس النرويجي للاجئين سوء التغذية بين العائدين من باكستان، الذين يعيش بعضهم الآن في خيام.

وفي شهر سبتمبر، أطلقت الأمم المتحدة نداءً طارئاً لجمع 152 مليون دولار لتقديم مساعدات لهذا العدد الذي يتزايد بسرعة من "الأشخاص المنتقلين". ولم تقدم حتى الآن الجهات المانحة تعهدات بالتمويل.

والجدير بالذكر أن أفغانستان تعاني من الصراعات منذ السبعينات ولا تزال حتى يومنا هذا. مع ذلك، أعلنت باكستان أنها تريد من جميع اللاجئين الأفغان مغادرة أراضيها حيث تقوم السلطات الباكستانية بمضايقتهم. وقد عاد ما يقرب من 370 ألف أفغاني إلى ديارهم حتى هذا الوقت من العام الجاري، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا).

ويواجه الأفغان مضايقات في إيران أيضاً، بما في ذلك السرقة والضرب وأصبح آخرون مدمنين على المخدرات لأن أرباب عملهم يعطونهم الهيروين بدلاً من المال، حسبما تقول المنظمة الدولية للهجرة. وعبر أكثر من 250 ألف شخص الحدود هذا العام، "ولكن معظمهم سيعودون إلى الفقر المدقع والبطالة وأهوال الحرب".

 

في هذه الأثناء، يزداد الصراع سوء بشكل ملموس

 

وحتى الآن من هذا العام، فرّ 382371 شخصاً من ديارهم بسبب القتال، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان في 19 أكتوبر أن 8397 مدنياً قتلوا أو جرحوا في الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني إلى سبتمبر/ أيلول من هذا العام، أي قرابة العدد نفسه للأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.

وإجمالاً، في العام 2015، وصل عدد الضحايا في صفوف المدنيين 11002 شخص، بما في ذلك 3545 حالة وفاة، ما يُعد رقماً قياسياً منذ أن بدأت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان تعداد الضحايا في العام 2007، عندما قتل 1523 مدنياً.

وعلى الرغم من هذه الإحصاءات، ترفض البلدان الأوروبية قبول اللاجئين الأفغان. وبعد فترة من الأمن النسبي (نسبي هو مصطلح نسبي جداً في أفغانستان)، بدأت الحرب تزداد سخونة على مر السنوات القليلة الماضية. وكما يبين الرسم البياني أدناه، منحت الدول الأوروبية حق اللجوء لعدد أكبر من الأفغان. وانخفضت معدلات الرفض من 48 بالمائة في عام 2013 إلى 35 في المئة في العام 2014. وفي العام 2013، سجلت بعثة الأمم المتحدة سقوط 8615 ضحية من المدنيين، وقفز هذا العدد إلى 10548 في السنة التالية.

ومع تفاقم التدهور الأمني، بدأ الأفغان مغادرة البلاد بشكل جماعي. وبحلول شهر أكتوبر من العام الماضي، أصبح عدد الذين يفرون من أفغانستان يفوق مثيله في أي وقت مضي منذ حكم حركة طالبان، وشكل الأفغان ربع طالبي اللجوء في أوروبا. ولسوء حظهم، كان السوريون يفرون هم أيضاً من جحيم الحرب في بلادهم بأعداد أكبر، وشكلوا النسبة الأكبر من طالبي اللجوء.

وهناك قلق متنام في أوساط الأوروبيين من أن اللاجئين سيغرقون أوروبا، لذا تحاول الحكومات الأوروبية جاهدة وقف هذا المد. وخلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2016 – عندما كان عدد الضحايا يعادل تقريباً العدد القياسي في العام الماضي- ارتفع معدل رفض طالبي اللجوء الأفغان إلى 45 بالمائة، مع استقبال عدد أكبر من الطلبات.

وفي مؤتمر عقد بداية هذا الشهر في بروكسل ستقرر على ضوئه الجهات المانحة الدولية مقدار المعونة التي ستقدمها على مدى السنوات الأربع القادمة، تفاوض الاتحاد الأوروبي على صفقة مع أفغانستان يتم بموجبها إعادة طالبي اللجوء المرفوضين. وسوف يتكفل الاتحاد الأوروبي بموجبها أيضاً بنقل طالبي اللجوء المرفوضين على رحلات طيران إلى وطنهم، بما في ذلك "العائدين بشكل غير طوعي"، وهذه المجموعة الأخيرة لا تزال مثار جدل.

ما الذي سينتظر كل هؤلاء الناس العائدون للوطن؟ فيما يلي باقة مختارة من الصور من أندرو كولتى، وهو مصور صحفي يعيش في أفغانستان منذ عام 2013.

في الصباح الباكر خارج مركز الأمم المتحدة لاستقبال وتسجيل اللاجئين بين الحدود الباكستانية ومدينة جلال أباد في إقليم نانجارهار في أفغانستان. عاشت هذه الأسرة ما يقرب من 40 عاماً في مخيم براكي قرب مدينة بيشاور الباكستانية، ولكنها انضمت إلى الهجرة الجماعية إلى الوطن عندما ضغطت السلطات الباكستانية عليها لمغادرة أراضيها.

في مركز الأمم المتحدة لاستقبال اللاجئين، يتم منح الذين تم تسجليهم كلاجئين في باكستان مقداراً صغيراً من النقود لمساعدتهم على إعادة التوطين. ومن هناك تتفرق قوافل الشاحنات لتنتشر في شتى أنحاء البلاد لتوصيل العائدين إلى المكان الذي جاؤوا منه أصلاً أو إلى الأماكن التي لا يزال لديهم فيها أقرباء يمكن أن يساعدوهم في إيجاد مأوى على المدى القصير.

نساء وفتيات من منطقة باشتون كوت في إقليم فارياب يجلسن في غرفة بمنزل أعطاها لهن المالك مجاناً، في عاصمة الإقليم ميمنة، بعدما أجبرن على الفرار من القرية في 18 أغسطس 2015. وتقول اثنتان منهن أن زوجيهما قتلا في المعارك الأخيرة، بينما اختفى زوج سيدة أخرى منذ سنوات بعدما أصبح مدمناً للأفيون.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً