العدد 5179 - الخميس 10 نوفمبر 2016م الموافق 10 صفر 1438هـ

القوات العراقية تتقدم جنوب الموصل... وروسيا ترفض هدنة أطول في حلب

جندي عراقي يطلق قذيفة صاروخية تجاه «داعش» جنوب الموصل  - reuters
جندي عراقي يطلق قذيفة صاروخية تجاه «داعش» جنوب الموصل - reuters

تقدمت القوات العراقية أمس الخميس (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) باتجاه مدينة نمرود الأثرية على الجبهة الجنوبية في طريقها إلى الموصل، في وقت أعاقت فيه عاصفة تقدم قوات سورية الديمقراطية في المنطقة الصحراوية نحو مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية.

في المقابل، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن فرقها تقوم بتوزيع آخر الحصص الغذائية على السكان المحاصرين في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب والتي لم تصلها أي مساعدات منذ منتصف يوليو/ تموز، داعية الأطراف إلى السماح بدخول المساعدات.

وفي تطور آخر، رفضت وزارة الدفاع الروسية أمس طلب الأمم المتحدة تمديد فترات الهدنة المقبلة.


القوات العراقية تتقدم في بلدات محاذية لمدينة نمرود الأثرية جنوب الموصل... وروسيا ترفض إعلان فترات هدنة أطول في حلب

بغداد - أ ف ب

تقدمت القوات العراقية أمس الخميس (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) باتجاه مدينة نمرود الأثرية على الجبهة الجنوبية في طريقها إلى الموصل، في وقت أعاقت فيه عاصفة تقدم قوات سورية الديمقراطية في المنطقة الصحراوية نحو مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية.

ومدينة نمرود التاريخية، التي تقع عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كيلومتراً إلى جنوب الموصل، واحدة من مواقع أثرية عدة دمرها وخربها تنظيم «داعش» منذ بروزه في العراق وسورية.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أمس أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة والحشد العشائري تباشر بالتقدم لتحرير قريتي عباس رجب والنعمانية باتجاه النمرود».

وأشارت في وقت لاحق إلى استعادة السيطرة على بلدة عباس رجب.

ولم يقدم بيان القيادة المشتركة مزيداً من التفاصيل عن موعد أو نية القوات العراقية التقدم إلى نمرود، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

وأقدم تنظيم «داعش» على تفخيخ مبان وتفجير موقع نمرود بعيد سيطرته عليه، ومازال الإرهابيون متواجدين على مقربة من المكان، بحسب ما أفاد مسئولون عراقيون.

وأظهرت أشرطة فيديو مصورة وصور أقمار اصطناعية نشرت بداية العام الجاري، الدمار الذي ألحقته جرافات ومعاول ومتفجرات الإرهابيين بالمكان.

وكان التنظيم الإرهابي نشر أيضاً شريطاً مصوراً لموقع الحضر التاريخي الذي يعود إلى أكثر من ألفي عام ويضم مزيجاً من هندسة العمارة الشرقية والغربية في جنوب غرب الموصل.

وأظهر الشريط مسلحين يحطمون التماثيل ويطلقون النار عليها من بنادق.

والحضر مدينة بنيت في القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، وصمدت أمام الغزوات الرومانية قبل نحو ألفي عام، كما أمام عقود من الحروب وانعدام الاستقرار في العراق.

والحضر ونمرود مدرجتان على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، على غرار أكثر من 70 موقعاً آخر في محافظة نينوى.

وفي الأيام الأخيرة، شهد تقدم القوات العراقية لاستعادة ثاني أكبر مدن البلاد تباطؤاً، إذ أنها تسعى إلى تثبيت مكاسبها الميدانية التي تحققت منذ بدء العملية في 17 أكتوبر/ تشرين الأول.

وتواجه تلك القوات مقاومة شرسة من الإرهابيين، خصوصاً في أحياء الجبهة الشرقية من المدينة.

وفي سياق تلك العملية العسكرية، دعت منظمة العفو الدولية الحكومة العراقية أمس (الخميس) إلى إجراء تحقيق في تقارير تشير إلى أن رجالاً بزي الشرطة الاتحادية العراقية عذبوا وأعدموا ستة أشخاص جنوب الموصل، يشتبه في صلتهم بتنظيم «داعش».

عاصفة رملية

وإلى شمال سورية، أعاقت عاصفة رملية أمس (الخميس) تقدم قوات سورية الديمقراطية في المنطقة الصحراوية نحو مدينة الرقة، في وقت تخطى عدد النازحين من مناطق الاشتباك مع الإرهابيين عتبة الخمسة آلاف شخص.

وقال قائد ميداني لوكالة «فرانس برس»، رفض الكشف عن هويته، أثناء وجوده على أطراف مدينة عين عيسى، الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة إن «الوضع خطير اليوم جراء الغبار الذي يملأ سماء المنطقة ونتخوف أن يستغل داعش هذا الوضع للتسلل وشن هجوم معاكس».

وبدأت قوات سورية الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وأخرى عربية وبدعم من طائرات التحالف الدولي السبت حملة «غضب الفرات» لطرد الإرهابيين من الرقة، معقلهم الأبرز في سورية.

وأوضح القائد الميداني أن العاصفة الرملية «تعيق أيضاً حركة طائرات التحالف التي لا تتمكن من تحديد أهدافها أو رصد تحركات داعش بسبب انعدام الرؤية».

وقال مراسل لـ «فرانس برس» إن قوات سورية الديمقراطية منعت الصحافيين من الاقتراب من جبهات القتال الخميس خشية من تسلل إرهابيين. وقال إن الرؤية لم تكن ممكنة لأكثر من ثلاثة أو أربعة أمتار.

وخاضت قوات سورية الديمقراطية الخميس اشتباكات عنيفة ضد الإرهابيين في قرية الهيشة الواقعة على بعد نحو 13 كيلومتراً جنوب شرق مدينة عين عيسى التي تعتبر أحد المحاور التي انطلقت منها قوات سورية الديمقراطية في هجومها.

وأفاد القيادي الميداني بأن «مقاتلي قوات سورية الديمقراطية الذين يتقدمون من محوري سلوك وعين عيسى يقتربون من الالتقاء عند نهر البليخ» الذي تقع بلدة الهيشة على ضفافه.

وأوضحت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد أنه «بعد السيطرة على 15 قرية والكثير من المزارع منذ بدء الهجوم، استطعنا قطع ثلث المسافة نحو مدينة الرقة إذ أحرزنا تقدماً باتجاهها بمسافة 15 كيلومتراً ولا يزال يفصلنا عنها ثلاثين كيلومتراً».

نزوح

ودفعت المعارك والغارات الآلاف من سكان القرى الواقعة في ريف الرقة الشمالي إلى النزوح خشية استخدامهم كدروع بشرية من الإرهابيين.

وقالت شيخ أحمد «وصل حتى الآن أكثر من خمسة آلاف نازح منذ بدء معركة الرقة إلى المناطق الآمنة»، موضحة أنهم «يعبرون من الجبهات إلى مدينة عين عيسى عبر ممر خاص فتحته قواتنا».

وشاهد مراسل لوكالة «فرانس برس» مجدداً أمس (الخميس) عشرات العائلات معظم أفرادها من الأطفال أثناء وصولهم على متن شاحنات وسيارات وحافلات صغيرة وحتى دراجات نارية، إلى أطراف مدينة عين عيسى.

وأحضر النازحون معهم الحقائب والبطانيات والفرش وعبوات المياه وحتى رؤوس الأبقار والغنم.

وناشدت المتحدثة «المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مد يد العون لهؤلاء المدنيين، خصوصاً أننا مقبلون على فصل الشتاء» في ظل نقص الإمكانات لتقديم المساعدات.

وأبدى مسئول في مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة لـ «فرانس برس» عن «القلق البالغ» على النازحين من الرقة والذين يواجهون وفق المعلومات المتوفرة «صعوبة في تأمين حاجاتهم الملحة».

في المقابل، أعلنت الأمم المتحدة أمس (الخميس) أن فرقها تقوم بتوزيع آخر الحصص الغذائية على السكان المحاصرين في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب والتي لم تصلها أي مساعدات منذ منتصف يوليو/ تموز، داعية الأطراف إلى السماح بدخول المساعدات.

وفي تطور آخر، رفضت وزارة الدفاع الروسية أمس (الخميس) طلب الأمم المتحدة تمديد فترات الهدنة المقبلة في النزاع للسماح بإدخال المساعدات إلى الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب واعتبرت أنها «غير مفيدة».

وقالت الوزارة إنها تلقت طلباً من رئيس مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية لسورية، يان إيغلاند لإطالة أمد الهدنة المقبلة للسماح بإدخال المساعدات.

لكن المتحدث باسم الوزارة، إيغور كناشنكوف قال في بيان إنه سيكون «غير مفيد ومنافياً للمنطق» تمديد فترة وقف إطلاق النار «لمجرد التمديد، ليس لإيصال المساعدات للمدنيين الآمنين وإنما لكي يتمكن الإرهابيون من استعادة قدراتهم القتالية بشكل أفضل».

فتاة إيزيدية تقاتل مع قوات البيشمركة بجانب بنادق في بلدة بعشيقة
فتاة إيزيدية تقاتل مع قوات البيشمركة بجانب بنادق في بلدة بعشيقة

العدد 5179 - الخميس 10 نوفمبر 2016م الموافق 10 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً