العدد 5179 - الخميس 10 نوفمبر 2016م الموافق 10 صفر 1438هـ

جرائم المخدرات والعقاقير

أحلام الماجد

رئيس مختبر جنائي بإدارة الأدلة المادية في النيابة العامة

تعددت المصادر التي تناولت موضوع المخدرات، وتنوع أسلوب تعريفها. أما التعريف العام للمخدرات، فهو تلك المواد التي تؤثر على الجهاز المركزي للأعصاب، فهي تعمل على التخدير أو التنشيط بحسب رغبة المتعاطي. حديثاً، ساهم التطور التكنولوجي والعلمي والضغوط الاجتماعية والفكرية في الاحتراف في إنتاج مواد مخدرة حديثة، واكتشاف طرق للتخدير بالمواد الموجودة.

ويذكر أن خطر المخدرات والعقاقير لا يطال المتعاطي وحده، وإنما قد يكون وسيلة لتحقيق جريمة أخرى! فكيف يتم ذلك؟

الإجابة عن هذا السؤال تأتي من خلال تنوع القضايا التي استلمتها إدارة الأدلة المادية خلال السنين الماضية وحتى وقتنا الحالي، والتي ستتوضح بالأسطر التالية. تفاوتت الخطورة من متعاطٍ مبتدئ إلى مدمن، وبعض الحالات إلى مروج وقد تصل إلى القتل. كل ذلك يتوقف على الغرض من تناول هذه السموم الفتاكة، سواء كانت مخدرات أو مؤثرات عقلية، إذ غالباً ما يكون الغرض من تعاطيها هو الهروب من الواقع الذي يعيشه بعض الأفراد، والذي يسوده إهمال أو إحباط أو مشاكل يصعب حلها.

كما إن الرادع الديني إن كان ضعيفاً اتجه الإنسان إلى الطريق الخطأ، وخاصة بوجود المساعد لذلك، كرفيق سوء أو انعدام الرقابة أو الانفتاح والبحث على كيفية الوصول للمخدر. كذلك قد تستخدم المخدرات أو الأدوية المنومة كوسيلة لارتكاب جرائم أخرى كالاغتصاب، فيقوم الجاني بتخدير المجني عليها من خلال أدوية تعطى مباشرة أو مذابة في مشروب على سبيل المثال. وفي بعض الحالات تستخدم أدوية الإجهاض أو أدوية أخرى تؤدي لذلك الغرض لإزهاق روح بريئة.

وبالتأكيد فإن المتعاطي سيبحث عن المال لشراء تلك السموم، فتكون السرقة طريقه لكي يحصل على المال. وتصل في كثير من الحالات إلى الموت الذي يكون ناتجا عن جرعة زائدة من مخدرات، أو تفاعل المواد مع بعضها أو القتل من مدمن لايدرك فعله ومدى خطورته نتيجة تأثير تلك المخدرات والسموم. إن تلك السموم سواء كانت مخدرات، مؤثرات عقلية أو حتى الكحول، تتسبب في التفكك الأسري؛ بسبب العراك الدائم وعدم الاستقرار، وقد تتحول إلى عنف أسري تكون ضحاياه الزوجة والأطفال الذين ستتأثر حياتهم، وسيدخلون في دائرة الإحباط والخوف وغيرها من المشكلات النفسية التي قد تلازمهم سنوات طويلة.

أجل، كل ذلك يتسبب فيه تناول تلك السموم الفتاكة التي تنوعت مصادرها من «مخدرات طبيعية» مستخلصة من النباتات كالحشيش والأفيون والكوكاكين و»مخدرات شبه مصنعه» كالهيروين الذي يصنع من مادة الأفيون و»مخدرات مصنعة» كالمنومات والمسكنات والعقاقير المنبهة أو المنشطة والمهلوسة.

واليوم نواجه ظهور الكثير من المخدرات الحديثة كالحشيش الصناعي، والتي لها أضعاف تأثير الحشيش الطبيعي، ناهيك عن الأدوية العلاجية التي تحولت بسوء استخدامها، والإفراط منها إلى مخدر كعقار الترامادول.

إن هذا المقال المختصر يقدم رؤية عامة، لتوضيح مدى خطورة تلك المواد، والتي يجب أن نتفاداها من خلال التوعية، وتكاتف جميع الجهات المختصة للحد من مخاطرها.

إقرأ أيضا لـ "أحلام الماجد"

العدد 5179 - الخميس 10 نوفمبر 2016م الموافق 10 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:06 ص

      أجمل كلام سمعته في حياتي .

    • زائر 1 | 9:21 م

      احلام

      كلامك جميل ومفيد جدا جدا شكرا شكرا استاذه احلام .

    • زائر 3 زائر 1 | 5:17 ص

      موضوع مفيد جدا جدا يلزم الاطلاع عليه وقراته
      بدل المرة مرات ومرات مع فهمه جيدا. شكرآ كثيرا
      للكاتبة وارجو طرح مثل هذا الموضوع إفادة للجميع ..

اقرأ ايضاً