اللافتات المرفوعة على جانبي «طريق يوطاه 15» في الولاية.

فبعد جهود بذلتها كنيسة المورمون وزعماء الولاية على مدى عشرات السنين لتحويل تعدد الزوجات إلى شيء من الماضي تأتي اللافتات للترويج لكتاب يصف تعدد الزوجات بأنه «وعد من أجل الغد».

وتظهر على اللافتات وجوه صارمة لرواد المورمون الذين مارسوا تقليد تعدد الزوجات تحيط بعنوان الكتاب More Than One: Plural Mariage = A Sacred Pioneer Heritage أي «أكثر من واحدة: الزواج المتعدد تراث رائد مقدس».

ويقول مؤلف الكتاب شين ويلان: إننا بالفعل نقوم بتسويق رسالة ونحاول أن نظهر أن هناك جانبا آخر لهذا. إن تعدد الزوجات يبدو أنه يصور على الدوام أنه موضوع قاتم وشيء يستاء منه الناس. إننا نعرف أن البعض راضون جدا عنه.

ويقال إن مؤسس كنيسة المورمون جوزيف سميث جاءته الفكرة في ثلاثينات القرن الثامن بأنه ينبغي أن يتزوج من نساء عديدات. ويقول ويلان إن أحد أهداف ذلك كان نشر ديانة المورمون بسرعة.

ومورس تعدد الزوجات على نطاق واسع لمدة خمسين سنة بعد ذلك، إلى أن وافق رؤساء الكنيسة التخلي عنه في العام 1890 كشرط لانضمام يوطاه إلى الاتحاد كولاية.

ويعتبر ويلان تعدد الزوجات وسيلة لرد الاعتبار إلى العائلة التي يعتقد انها آخذة في الانهيار، وهو يقول إن تعدد الزوجات سيوفر للأطفال في العائلة الواحدة عدة أمهات وسيعزز المجتمع.

والحقيقة أن ثمة شرائح اجتماعية يمارس فيها تعدد الزوجات في الولايات الغربية، إلا أن المنتمين إلى طائفة المورمون يعرضون أنفسهم للحرم الكنسي إذا كشفوا.

ومن أبرز ممارسي تعدد الزوجات المعاصرين توم غرين وهو محكوم بالسجن خمس سنوات لزواجه من خمس نساء. كما مقرر أن يصدر بحقه حكم جديد قريبا بعد إدانته بتهمة اغتصاب طفلة. والتهمة منبثقة من زوجته الأولى التي تزوجها عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها.

كتاب ويلان مقسم إلى جزءين، ويتألف الجزء الأول من 80 شهادة من مذكرات أشخاص مارسوا تعدد الزوجات. والكثير منها شهادات لنساء من مرحلة الرواد يحكين عن الألم الذي يسببه قبول نساء أخريات في منازلهن. وبعضهن يستعملن تعابير مرعدة عن رؤى سماوية وأخريات يعترفن بالغيرة والإحساس بالحزن والإهمال.

وتؤدي هذه الشهادات إلى القسم الثاني الذي يقول إن على المورمون أن تحدد النساء المهيئات للزواج والعائلات التي يجب أن يتزوجن من أفرادها.

ويقر ويلان أن مثل هذا التغيير لا يمكن أن يتحقق إلا بموافقة كنيسة المورمون وإجراء تغيير في قانون البلاد ويقول إن المستفيد من ذلك سيكون حوالي 30 ألف أم غير متزوجة وأطفالهن. وفي مقدمة الكتاب يصف ويلان تعدد الزوجات بأنه مبدأ حقيقي ونقي سيمارس من جديد استعدادا للمجيء الثاني للمخلص.

إلا أن الناشرين لم يكونوا متأكدين من ذلك، وقد رفضت جميع دور النشر المورمونية الكتاب فقرر الزوجان رهن المنزل والأطفال والكلب ليتمكنا من طبع الثلاثة آلاف نسخة الأولى. وهما الآن يطبعان الطبعة الثانية المؤلفة من عشرة آلاف نسخة.

ويقول الزوجان ويلان إنهما يفكران بوضع كتاب جديد لكنهما يرفضان إماطة اللثام عن موضوعه، ويقولان أيضا إنهما لن يتناولا موضوعا واحدا وهو: تعدد الأزواج، أي زواج امرأة واحدة من عدة رجال دفعة واحدة، ويقولان: «إن الله لم يرد مثل هذ الشيء قطعا»