العدد 5181 - السبت 12 نوفمبر 2016م الموافق 12 صفر 1438هـ

القوات العراقية تخوض اشتباكات عنيفة في الأحياء الشرقية للموصل

أطفال يتجمعون بالقرب من آلية تابعة للجيش العراقي في إحدى قرى الموصل  - AFP
أطفال يتجمعون بالقرب من آلية تابعة للجيش العراقي في إحدى قرى الموصل - AFP

الموصل، بيروت - أ ف ب، د ب أ 

12 نوفمبر 2016

واصلت القوات العراقية تقدمها في الأحياء الشرقية لمدينة الموصل، حيث خاضت أمس السبت (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) معارك عنيفة مع متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».

وسعت قوات مكافحة الإرهاب العراقية أمس إلى تعزيز مواقعها قبل مواصلة التقدم في شرق الموصل، بحسب ما قال مسئول عسكري، فيما تجمع مدنيون على أطراف المدينة للنزوح. ودخلت معركة استعادة الموصل، آخر أكبر معاقل المتشددين في العراق، أسبوعها الرابع. وفيما تواصل القوات العراقية التوغل في المدينة، من المرجح أن تستمر العملية أسابيع وربما أشهراً.

وبعد هدوء استمر أياماً عدة، استأنفت قوات مكافحة الإرهاب أمس الأول (الجمعة) هجومها في الأحياء الشرقية من الموصل. وقال قائد «فوج الموصل» في قوات مكافحة الإرهاب، منتظر سالم لوكالة «فرانس برس» أمس إن «الاشتباكات عنيفة الآن، ونحن نحاول أن نثبت مواقعنا في حي الأربجية، قبل أن نواصل هجومنا إلى حي البكر اليوم».

وفي وقت لاحق، أوضح سالم أن الهدف هو تطويق حي البكر وليس اقتحامه. وأضاف «كانت هناك ثلاث سيارات مفخخة آتية من حي البكر باتجاهنا، حددنا موقعها من خلال طائراتنا الاستطلاعية واستهدفناها بدباباتنا».

من جهته، قال المقدم الركن علي فاضل إن القوات «مازالت تتقدم باتجاه حي البكر لتطويقه بالكامل، وإن شاء الله ندخله في الأيام القليلة المقبلة».

وأوضح فاضل أن المتشددين كانوا يستخدمون طائرات استطلاع، قائلاً «اليوم أسقطنا طائرة مسيرة من دون طيار... في حي الأربجية».

وفي فترة ما بعد الظهر، تراجعت حدة إطلاق النار والقصف بالهاون، إلا أن النيران المتقطعة للقناصة استمرت.

ومع احتدام المعارك في عمق المدينة، خرج مدنيون بعضهم يحمل رايات بيضاء إلى أطراف الموصل، وتجمعوا قرب شاحنة عسكرية عراقية تقلهم إلى خارج المدينة. وقال أحد سكان الأربجية ويدعى لؤي عبدالقادر محمد لوكالة «فرانس برس»: «نحن محاصرون منذ عشرة أيام». وأضاف «اليوم جاء هؤلاء الرجال، استنجدنا بهم. حملنا راية بيضاء وأخرجونا»، في إشارة إلى قوات مكافحة الإرهاب.

وتابع محمد «أصيب ثمانية من أفراد عائلتي في المعارك، ولكنهم (قوات مكافحة الإرهاب) عالجونا هنا. سأحاول الخروج والذهاب إلى بغداد، ولن نعود إلا إذا هدأت الأوضاع هنا».

ويثير مصير المدنيين في الموصل قلق المنظمات الإنسانية التي تدعو إلى فتح ممرات آمنة لهم.

وذكرت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة أمس الأول أن «داعش» أعدم الأسبوع الماضي ستين مدنياً على الأقل في الموصل وضواحيها، متهماً أربعين منهم بـ «الخيانة» والعشرين الآخرين بالتعامل مع القوات العراقية.

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة السبت إلى أن أكثر من 49 ألف شخص نزحوا من الموصل منذ بدء الهجوم على المدينة.

وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، عملية عسكرية ضخمة لاستعادة الموصل تشارك فيها قوات عراقية اتحادية وقوات البشمركة التي تضيق بدورها الخناق على «داعش» على جبهات ثلاث.

ولاحقاً، بدأت فصائل «الحشد الشعبي» التقدم من المحور الغربي للموصل باتجاه بلدة تلعفر بهدف قطع طرق إمدادات «داعش» وعزله عن الأراضي التي يسيطرون عليها في سورية.

على صعيد متصل، قال نائب الرئيس العراقي أياد علاوي، أمس، بعد زيارته وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نهاد المشنوق، إن بلاده تستطيع أن تلعب دوراً فاعلاً على الصعيد الإقليمي بعد القضاء على «داعش».

وقال مصدر رسمي لبناني إن علاوي زار المشنوق أمس في وزارة الداخلية في بيروت «حيث عقدا لقاء مطولاً عرضا فيه مستجدات الوضعين اللبناني والعراقي والتطورات على الصعيد الإقليمي».

وقال علاوي بعد اللقاء إن بإمكان العراق ان يلعب دوراً داعماً وفاعلاً على الصعيد الإقليمي وخصوصاً في لبنان وسورية، بعد القضاء على «داعش» عسكرياً وتغيير البيئة السياسية الحاضنة له. وأضاف أن «سورية والعراق ساحة واحدة في الصراع مع داعش ومع التطرف والإرهاب»، مضيفاً «لهذا نتطلع إلى أن ننجز مرحلة إنهاء الوجود العسكري لداعش، وأن نغير البيئة لننطلق في أن نكون جزءاً فاعلاً في الوطن العربي وظهيراً لكل أشقائنا العرب خاصة في البلدان التي لا تمتلك الثروات كما يمتلكها العراق ودول أخرى».

العدد 5181 - السبت 12 نوفمبر 2016م الموافق 12 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً