العدد 5186 - الخميس 17 نوفمبر 2016م الموافق 17 صفر 1438هـ

رسالة العاهل في اليوم العالمي للتسامح تؤكد عزم جلالته الدفاع عن قيم البحرين الأصيلة المتوارثة جيلاً بعد جيل

جاءت رسالة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة السامية بمناسبة اليوم العالمي للتسامح إلى المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين لتؤكد على العديد من المبادئ والأسس التي يؤمن بها جلالته، لعل من أبرزها مدى اهتمام عاهل البلاد بإعلاء مبادئ التسامح والتآخي والتآلف بين جميع فئات المجتمع على المستوى الداخلي، ورغبة جلالته في أن يعم السلام والتسامح، وأن تسود ثقافة الحوار مختلف أرجاء العالم، حيث أكد جلالة الملك أن القيم البحرينية الأصيلة تحض على الإخاء والتعايش، والتسامح هو جزء أصيل من ثقافة أهل البحرين الذين كانوا ومازالوا مثالاً حيّاً لمثل هذه القيم النبيلة التي لم تكن يوماً بعيدة عن هوية هذا الشعب الأصيل بمختلف مكوناته الفريدة.

إن التسامح في البحرين هو واقع قائم منذ القدم وقد ارتبط تراث مملكة البحرين بمفردات التسامح والطيبة والسماحة والتي حباها الله سبحانه وتعالى وجبل نفوس أبنائها بطباع التسامح والطيبة والسماحة... ورسخ التاريخ روابط التلاحم بينهم في السراء والضراء. فثقافة الحوار والتعاضد ليست غريبة على المجتمع البحريني الأصيل فهي متأصلة في أعماق الشخصية البحرينية، ومن هذا المنطلق كان تأكيد جلالة الملك دائماً على عميق الارتباط الوجداني بقيم العفو والتسامح.

إن مملكة البحرين الصغيرة بجغرافيتها الكبيرة وبتكوينها البشري المتنوع الأعراق، والديني المتعدد الأنواع، عرفت التسامح طوال تاريخها، فقد مارس أهلها طقوسهم الدينية بكل أريحية، من دون أن تتأثر هوية البحرين الوطنية أو تغير شيئاً من أصالتها العربية وجوهرها الديني. فالتسامح كان عنوان تواصلها مع الآخرين مهما كان عرقهم ولونهم ودينهم، وهو بمثابة أرضية لخلق المجتمع الوطني المتآلف المتعاون والمتحد.

إن التنوع الذي احتضنته أرض البحرين منذ القِدم، جاء بفضل طبيعة أرضها الطيبة وخصلة التسامح التي تزين روح شعبها، فالمواطنون غير المُسلمين يحصلون على امتيازاتهم الدينية من أماكن التعبد وممارسة شعائرهم والاحتفال بأعيادهم والتعليم في مدارسهم الخاصة، مثلهم مثل المواطنين المسلمين، وهي ثروة معنوية وفكرية تتمتع بها مملكة البحرين، مما جعلها مثوى لأفئدة الكثيرين من شعوب العالم وجعلها دائماً في المراكز الأولى في تفضيلات المغتربين.

إن مملكة البحرين التي تميزت عبر تاريخها بالتسامح وتنوع الثقافات والديانات والأجناس التي تعيش على ترابها بكل حب وتآلف، فكانت وطناً للجميع وشكلت نموذجاً يحتذى في ترسيخ الانفتاح الاجتماعي وحرية الفكر والدين والمعتقد، ودعم التسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب المختلفة، في إطار من التعددية الفكرية والثقافية والتنوع الديني والمذهبي والفكري، قد ازدانت بالمشروع الإصلاحي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي عزز مبادئ العدل والمساواة بين الناس كافة، من مواطنين ومقيمين، ليعملوا معاً بروح التسامح والانسجام من أجل الخير والسلام للجميع، وبني الميثاق الوطني والدستور على العديد من المواد التي تدعو إلى التعايش والتسامح في إطار رؤية تحترم حق الغير في الرأي والعقيدة والفكر، وهي رؤية فريدة من نوعها أكدت أسبقية البحرين وريادتها إقليمياً وعالمياً.

ومن خلال حرص مملكة البحرين على تأكيد دعم التسامح استضافت العديد من المؤتمرات والمنتديات وبحضور كبار العلماء ورجالات الدين والمفكرين من مختلف الديانات فاحتضنت العام 2002 مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي وفى يناير/ كانون الثاني 2008 نظمت منتدى حوار الحضارات، كما استضافت في 2014 فعاليات مؤتمر "حوار الحضارات والثقافات" والهادف إلى تأكيد مبدأ التسامح واحترام التنوع الديني والثقافي وتعزيز التعايش السلمي بمشاركة أكثر من 150 شخصية دينية وثقافية دولية، إلى جانب ذلك قامت البحرين بتنظيم زيارات متبادلة للعلماء والدعاة ورجالات الدين من وإلى دول غربية وشرقية لتفعيل مبدأ الحوار بين اتباع الأديان والحضارات.

ولقد كان تأسيس كرسي باسم عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في جامعة لاسبينزا بروما لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان قبل أيام هو أحدث المبادرات التي تبناها جلالة الملك لنشر مبادئ التسامح، فمثل هذه المبادرات تقرب بين الأديان والمذاهب وتنشر ثقافة الوسطية والاعتدال وتبعد التطرف والتعصب في المجتمعات العالمية.

وتدعم مملكة البحرين جميع مبادرات الأمم المتحدة الهادفة إلى إيجاد القواسم المشتركة بين الأديان للوصول إلى إبراز القيم الدينية والأخلاقية المتفق عليها والتي تسهم في بناء الحضارة الإنسانية وترسيخها وتنميتها وازدهارها وتكريس قيم العدالة والمساواة والاحترام المتبادل تحقيقاً لأمن وسعادة البشرية، كما تساند المملكة كل مشروع إنساني يهدف إلى إسعاد البشرية وتؤيد الرؤى الحضارية التي غايتها حماية الإنسان وتحقيق أمنه واستقراره.

إن البحرين أصبحت مثالاً رائعاً يحتذى في احترام الثقافات ونشر قيم التسامح والاعتدال وجميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية فيها ترعى هذا التنوع الذي يبرز إرثها الحضاري والإنساني، ولذلك أكد عاهل البلاد في رسالته السامية أنه ليس مقبولاً المساس بالثوابت الدينية أو المذهبية أو الطائفية، ومن يتجاوز ذلك فليس فيه من قيمنا الأصيلة التي نعرفها، لأننا ندرك أن في تعددنا وتنوعنا قوة ومنعة.

كما أكد جلالة الملك أن البحرين التي عرفت التجاور بين المواطنين والمقيمين باختلاف أصولهم في سكنهم وعملهم ومعيشتهم وتجاور المساجد والكنائس، وتجاور المعبد الهندوسي مع الكنيس اليهودي، وتعزيز قيم قبول الآخر، واحترام التعدد والاختلاف، عاقدة العزم على اتخاذ كل التدابير الإيجابية اللازمة لتعزيز التسامح في المجتمع.

إن رؤية جلالة الملك اتخذت من التسامح والتعايش السلمي مع الآخر منهجاً أساسياً، مما ساهم في جعل البحرين نموذجاً يحتذى به ليس على مستوى الإقليمي فقط بل على المستوى العالمي وقد نالت مملكة البحرين في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد الكثير من الإشادات الدولية من الدول والمنظمات على جهودها في ترسيخ قيم التسامح داخلياً وعلى المستوى الدولي من خلال مبادرات جلالة الملك الإنسانية العظيمة، وقد انعكس ذلك كله بالخير على المملكة، إذ بفضل قيادة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد ورؤيته الحكيمة لجعل البحرين منارة للتسامح والحوار والتعايش، يعيش الجميع في البحرين كعائلة واحدة يسودها الاحترام والتواد وهو ما جعل المملكة من أوائل الدول على مستوى العالم من حيث تفضيلات الإقامة بها، حيث حلّت مملكة البحرين في المركز الأول خليجياً والـ 19 عالمياً كأفضل وجهة لإقامة الوافدين وفقاً لتصنيف مؤسسة انترنيشنز (internations) الدولية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً