العدد 5188 - السبت 19 نوفمبر 2016م الموافق 19 صفر 1438هـ

الناصر مشاركاً في «مؤتمر فاس»: نسعى لإحياء اكتشافات الأطباء المسلمين القدامى

الوسط - محرر الشئون المحلية 

19 نوفمبر 2016

قال طبيب العائلة فيصل الناصر، والذي يشغل منصب الأمين العام للجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي، إن الجمعية تسعى لإحياء اكتشافات الاطباء المسلمين القدامى وتراثهم.

وأضاف عقب مشاركته في المؤتمر السابع للجمعية، والمنعقد في جامعة فاس بالمغرب، في الفترة من 24 - 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أن الجمعية التي أنشئت عام 1990 تهتم بـ «البحث في مصادرنا القديمة واستخراج الاكتشافات التي توصل إليها أطباؤنا القدامى من المسلمين وغيرهم، والتي أثبتت بالفعل جدارتها وتستخدم حتى في الطب الحديث».

وخلال المؤتمر، قدم الناصر ورقته التي تطرقت لبعض الشخصيات الإسلامية صاحبة الدور الفعال، تحديداً الطبيب داوود الأنطاكي، صاحب كتاب (تذكرة داوود).

يعلق الناصر «أبرزت ما تميز به الأنطاكي، الطبيب الضرير الذي عني بدراسة الطب العلاجي وتحضير الأدوية، قيامه بأسفار طويلة تعلم فيها اللسان اليوناني وحفظ القرآن وقرأ المنطق والرياضيات وشيئا من الطبيعيات ودرس اللغة اليونانية فأحكمها. وكان قوي البديهة يسأل عن الشيء من الفنون فيملي على السائل المعلومات المفصلة الطويلة. فاشتهر صيته في العلاج وأصبح من أشهر الاطباء في زمانه».

وأضاف «ولد داوود بن عمر الأنطاكي في القرن العاشر الهجري بأنطاكيـة وأقام في القاهرة، وتوفي بمكة سنة 1008هـ، ومن أهم إصداراته التى مازال يعتمد عليها كمصدر علمي معتمد هو كتابه (تذكرة داوود)».

هذا وشارك فى المؤتمر الذى افتتح تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس وبحضور كبار المسئولين فى المملكة، ونخبة من الاطباء والمهتمين بتاريخ الطب من مختلف دول العالم، حيث تطرقوا إلى نواح عدة شملت اخلاقيات الطبيب واختراعات الاطباء ودورهم فى تطور الطب الحديث، كما أبرز المؤتمر دور الأطباء المسلمين فى مجال طب الأسنان ومجال الطب البيطري وكيفية معاملة الحيوان المريض.

ونوه الناصر بدور الاطباء القدامى وقال: «من المعروف أن الاطباء القدامى كان يطلق عليهم الحكماء بدل الأطباء، وهذا عائد لصفات هامة فيهم، فالطبيب لم يكن يختص في الطب وحسب، بل كان حكيما في الطب البدني والنفسي، وكان حكيما في الفلسفة والشعر، بل إن بعضهم كان عالماً بالعلوم الاخرى كالفيزياء والكيمياء والعلوم الحياتية، لذا كان الطبيب شاملاً ذا معرفة».

وأضاف «مع الاسف، فقد تقسمت في الوقت الحاضر فروع الطب لأجزاء دقيقة في الجسم، دون رعاية نفس وروح الانسان، علما بأن الإنسان كتلة واحدة مكونة من الجسد والروح والنفس، ولا يمكن لأى طبيب أن يتعامل مع جسم الانسان دون مراعاة الجوانب الاخرى، وليس بوسعه التعامل فقط مع جزء بسيط، مهملا سواء الجسد الكامل أو النفس الكاملة، على اعتبار أن اختلال البدن يؤدي الى اختلال النفس والعكس صحيح».

وفيما إذا كانت الجمعية تسعى لاستعادة هذه المبادئ القديمة القيمة للطبيب، قال الناصر: «نعم، ان أحد الأهداف الرئيسية لها هو ابراز اهمية شمولية الطبيب، كما كان اطباؤنا السابقون (كطبيب العائلة المتخصص) والذي يعتني في الوقت ذاته بكامل جسد الانسان وروحه، وبأن المريض فرد ضمن مجموعة كالعائلة والمجتمع، تؤثر عليه تفاعلاتهم وتتأثر به»، منبهاً إلى أهمية التركيز على العائلة على اعتبار أن التركيز على الفرد من دون العائلة سينتهي لخلل في العلاج.

وبشأن التحديات في هذا المجال، تحديدا تداخل الغرض التجاري مع المسئولية الطبية، قال: «إننا باستمرار، نؤكد على ضرورة ان تبقى 3 قطاعات رئيسية ضمن مسئولية الدولة، وهي: الصحة والتعليم والسكن، ولا بأس في أن يكون هناك نوع من الخصخصة، بموازاة أن يكون الطب تحت مظلة الدولة لتبقى مشرفة عليه».

العدد 5188 - السبت 19 نوفمبر 2016م الموافق 19 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً