العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ

طريقة جديدة لتشخيص سرطان القولون بالتنظير الفرضي

أخصائي الأشعة يتفقد قولون بولين مورس، ويتوقف لإلقاء نظرة على ثنية سميكة قبل ان ينتقل إلى العمق نحو التعرجات والليات الأخرى.

ولكن مورس«73 سنة» ليست مستلقية على المبضع خلال هذا الفحص والجولة الحميمة في داخلها. بل إنها في منزلها. فالصور انتجت بالتنظير الفرضي للقولونViritual colonoscopy- وهو عملية حديثة تعتمد التخطيط«سكان» بالكمبيوتر بدلا من المنظار بحثا عن السرطان او الأورام المشبوهة.

إن مورس من اوائل المشاركين في دراسة هي الأكثر مباشرة وشمولا حتى الآن للمقارنة بين التنظير بالرسم الطبقي الكمبيوتري للقولون وبين التنظير التقليدي الذي يعتبر الاداة الذهبية لتشخيص سرطان القولون والمستقيم.

والمقارنة مهمة لأن الطريقة جديدة على رغم انها تمارس في بعض المستشفيات وتعتبر اختبارية.

في التنظير التقليدي بالمنظار للقولون يستخدم الطبيب انبوبا مرنا لإلقاء نظرة على مصران المريض الغليظ بأكمله واستئصال الأورام المشبوهة التي يعثر عليها.

أما في التنظير الفرضي، يلتقط جهاز تخطيط سكان (CT) مئات من الصور الشعاعية للقولون. ويقوم برنامج كمبيوتري متطور بتجميع الشرائح لإنتاج صور مسطحة يجري تحليلها لاحقا بحثا عن الاورام. وبكبسات قليلة على فأر الكمبيوتر يستطيع اخصائي الأشعة ان يلقي نظرة على القولون من كافة الزوايا التي يمكن تصورها، ويقترب من مناطق مختارة ويقوم «بجولة أفق» فيها. ولا يحتاج المريض إلى تخدير كما في التنظير التقليدي وبوسعه أن يعود الى عمله في اليوم نفسه لاجراء العملية له. ولكن اذا اظهر التنظير وجود نمو وبوليبات «أورام» ما قبل السرطانية، ينبغي استئصالها بالتنظير التقليدي.

وينجز فحص المريض بالأسلوب الجديد في غضون نصف ساعة. والتنظير التقليدي يدوم ايضا نصف ساعة ولكن التخدير يوجب بقاء المريض حوالي ثلاث ساعات في عيادة الطبيب أو المستشفى.

ومع ان التنظير الفرضي أقل تعديا على الجسم تشير الدكتورة اكيركار إلى أنه يحتاج الى تحضيرات الفحوص الاخرى نفسها كشرب السوائل في الليلة السابقة وتنظيف الأمعاء، ونفخ الهواء في القولون خلال عملية التنظير، الأمر الذي يشكل الإزعاج الرئيسي.

وسيخضع المشاركون في الدراسة لعملية ثالثة أقل كلفة - حقنة الباريوم الشرجية - تقضي بتصوير القولون بالأشعة بعد تنظيفه بمحلول كيميائي. وقد بينت دراسات اخرى أن حقنة الأنيما هي أقل فاعلية من التنظير الفرضي، وقد استعملتها اكيركار في دراستها لكي تثبت بشكل قاطع أنه لا يعتمد عليها.

وقد اكتشفت دراسات أخرى أن التنظير الفرضي فعال بنسبة 94 في المائة في العثور على بوليبات حجمها أكبر من سنتيمتر واحد، وهذا في مستوى قدرة الاكتشاف بالتنظير التقليدي نفسه. إلا ان تلك الدراسات تناولت بضع مئات من المرضى فقط واستعمل الباحثون فيها برامج كمبيوترية مختلفة لتحليل صور التخطيط.

أما الدراسة الجديدة فإنها ستطال أربعة آلاف مريض والباحثون يستعملون الأجهزة والبرامج نفسها. وسيتلقى كافة المشاركين حقنة باريوم أولا وتنظيرا فرضيا وآخر تقليديا في اليوم نفسه بعد اسبوع واحد.

أخصائية جراحة القولون والمستقيم في جامعة سينسناتي الدكتورة جانيس رافرتي قالت: إنه اذا ثبت أن التنظير الفرضي هو أداة فحص دقيقة، ستكون له ناحية سلبية رئيسية تتمثل في انه لا يتيح استئصال الأورام المشبوهة أولا بأول.

يأتي سرطان القولون والمستقيم في المرتبة الرابعة بين اكثر السرطانات شيوعا على صعيد التشخيص، والمرتبة الثانية لتسببه الموت في الولايات المتحدة. وتوصي الجمعية الأميركية للسرطان بإجراء تنظير للقولون مرة كل عشر سنوات ابتداء من سن الخمسين للأشخاص الذين يواجهون احتمالا معتدلا للإصابة بالمرض. إلا ان الجمعية تقدر ان نصف عدد الاشخاص الذين يتوجب فحصهم يجرون الفحص.

وقالت رافرتي: «هذا البحث عن طريقة أفضل للفحص يدعو إلى الاعجاب، إنما العبرة هي أنه يجب أن تجري الفحص ولا تنتظر الى حين توافر شيء أفضل. اجر الفحص. الاحراج لن يقتلك ولكنك ستموت بالسرطان إذا لم تجره».

خدمة «ا. ب

العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً