العدد 5195 - السبت 26 نوفمبر 2016م الموافق 26 صفر 1438هـ

"بوسطن كونسلتينج": ينبغي على منتجي المواد البتروكيماوية في الشرق الأوسط تعزيز إمكاناتهم لمواكبة التنافسية العالمية

الوسط – المحرر الاقتصادي 

تحديث: 12 مايو 2017

قالت دراسة لبوسطن كونسلتينج جروب، أن الاضطرابات العديدة التي شهدتها الأسواق العالمية أدت إلى تغير ميزان القوى بين اللاعبين الإقليميين وأعادت هيكلة الصناعات البتروكيماوية في منطقة الشرق الأوسط. ووضعت مجموعة من العوامل المختلفة منتجي البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط تحت ضغط فقدان تنافسيتها العالمية التي لطالما تمتعت بها على مدى سنوات طوال نتيجة رخص المواد الأولية في هذه الصناعات ومن هذه العوامل المؤثرة: النهضة التي شهدتها الولايات المتّحدة الأمريكية في مجال النفط الصخري والانخفاض الكبير الذي أصاب أسعار النفط حول العالم فضلاً عن ازدياد الطاقة الاستيعابية في كل من الصين وإيران. وبحسب الدراسة التي نشرتها بوسطن كونسلتينج جروب تحت عنوان " لماذا ينبغي على شركات الصناعات البتروكيماوية في الشرق الأوسط إعادة ابتكار ذاتها"، فإن بإمكان الشركات العاملة في المنطقة اتخاذ خطوات هامة ومحورية تحافظ من خلالها على تنافسيتها العالمية من خلال تعزيز عملياتها التشغيلية والتجارية ومستويات التميّز الابتكاري لديها.

وفي هذا السياق قال ميركو روبيز، الشريك والمدير الإداري في بوسطن كونسلتينج جروب بالشرق الأوسط: "ما يجب القيام به يبدو واضحاً في كثير من الأحيان، إلا أن استراتيجيات الشركات في الشرق الأوسط لا تبدو فعالة غالباً، وذلك ليس بسبب غياب الرؤية الثاقبة، بل لأن تلك الشركات لا تولي اهتماماً كافياً لبناء وتعزيز قدراتها وإمكاناتها. ومن هنا فإن مسألة تطوير الإمكانيات يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الشركة على المدى الطويل، مع اعتماد خطة واضحة المعالم والانتباه لعدم تشتيت نشاطات الشركة في مجالات جديدة. إن المسألة اليوم هي أن هذه الإمكانيات الجديدة أصبحت ضرورية جداً للحفاظ على التنافسية حيث لم تعد الأمور متاحة كما كانت في السابق بالنسبة لشركات البتروكيماويات في منطقة الشرق الاوسط. ونظراً لأن عملية بناء الإمكانيات تستغرق وقتاً طويلاً لكي تبصر النور، فإن على شركات المنطقة الشروع في رحلة التحول من هذه اللحظة".

التميز التجاري

تاريخياً، كانت شركات السلع البتروكيماوية في دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد على الوسطاء والتجار الخارجيين في نقل وبيع منتجاتهم في الأسواق الرئيسية، ونتيجة لذلك كانت تفقد من 3٪ إلى 5٪ من قيمة منتجاتها لصالح أولئك الوسطاء. لذا يجب على هذه الشركات العمل على تعزيز مبيعاتها وقدراتها التسويقية (بما في ذلك تطوير عملية التسعير)، بالإضافة إلى إمكانياتها الخاصة بإدارة سلسلة الإمداد. وينبغي على المنتجين زيادة معدلات استثماراتهم فيما يتعلق بتحليل توجهات الأسوق وتقسيم العملاء والتعمق في فهم سلسلة القيمة الخاصة بأولئك العملاء فضلاً عن تحديد التطبيقات الرئيسية للمنتجات التي تقدمها لكم. لقد اكتسب التميز التجاري أهمية أكبر بالنسبة لمنتجي البتروكيماويات في المنطقة في طريقهم نحو تعزيز سلسلة القيمة والارتقاء بمستوى منتجاتهم.

التميز في العمليات التشغيلية

يمكن أن يسهم البدء ببرنامج تطوير العمليات التشغيلية لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، وفعالية استخدام المواد الخام والاستفادة من الأصول بشكل أفضل مع خفض تكاليف الإنتاج في تحسين الدخل الصافي لشركات الصناعات البتروكيماوية بأكثر من 10٪. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لتلك الشركات الاستفادة من التكامل الوثيق مع محطات التكرير ومصانع المواد الكيماوية الأخرى لتعزيز التعاون في العمليات التشغيلية. وكمثال على ذلك نذكر مركزي الجبيل وينبع اللذين يعتبران من أهم مراكز صناعة البتروكيماويات في المملكة العربية السعودية، حيث يمكن للمنتجين في هذين الموقعين التعاون ومشاركة البنية التحتية عبر المصانع من خلال عملية تبادل المواد الخام والمنتجات فيما بينهم وتوحيد الخدمات اللوجستية. ويمكن أن يثبت اعتماد هذا النهج فاعليته لا سيما في خضم زيادة استخدام المركبات الكيميائية السائلة المشتقة من مصافي التكرير في منطقة الشرق الأوسط.

التميز في الابتكار

ينبغي على منتجي البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي تعزيز مهارات تخصيص المنتجات التي يقدمونها من أجل حصد الفائدة ليس فقط فيما يخصّ سلسلة القيمة وعمليات الإنتاج الحالية ولكن أيضاً لعملياتهم في المستقبل التي ستنشأ من زيادة استخدام المواد الخام السائلة. ومن شأن تحسين عمليات التكرير والتوزيع وتعزيز مهارات تخصيص المنتجات أن يساعد شركات البتروكيماويات الخليجية في زيادة إيراداتها بشكل ثابت ومستقر، ويجب على المنتجين أن يرفعوا مستوى الابتكار ليس فقط في مجال التكنولوجيا ولكن أيضاً في العمليات التجارية والنماذج التشغيلية. على سبيل المثال، تعدّ القدرة على الاستجابة السريعة لاحتياجات العملاء من المنتجات أمراً ضرورياً لتحقيق معدل رضا عملاء أعلى وإضافة قيمة على المنتجات التي تقدمها الشركة. ويصبح هذا الشكل من الابتكار أكثر أهمية عندما توسع الشركات محفظة منتجاتها وأنشطتها في سلسلة القيمة وتقترب أكثر من العملاء.

ومن جهته قال أودو يونغ، الشريك الأول والمدير الإداري لبوسطن كونسلتينج جروب في فرانكفورت: "إلى جانب مجالات التميز الثلاث المذكورة أعلاه، يتعين على الشركات تحقيق التميز في العمل المؤسسي بشكل عام إضافة إلى التميز في وظائف العمل المحدَدة. لقد لاحظنا أن منتجي البتروكيماويات في الشرق الأوسط سعوا إلى تطوير العمليات التجارية والتشغيلية ومستوى الابتكار في عملياتهم الإنتاجية من دون الحرص على مواءمة تلك الجهود لبناء قدراتهم وإمكاناتهم الداخلية وبالتالي كانت النتائج النهائية محدودة للغاية. لقد أصبح واضحاً الآن أن من الضروري بالنسبة للشركات التركيز على حفز تلك الإمكانات والقدرات مثل (تخصيص رأس المال، وإدارة المواهب وغيرها) والتي ستسهم بشكل أفضل في تعزيز تنفيذ استراتيجية الشركة الشاملة. وعلاوة على ذلك، يجب أن يتم وضع خطط واستراتيجيات مخصصة لبناء الإمكانات القيادية الوظيفية والمؤسسية بما يتناسب مع متطلبات فئات المنتجات المختلفة مثل السلع مقابل العروض المتخصصة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً