العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ

بعد العنف ضد المرأة... بزوغ ظاهرة زنى المحارم... والمحمود: رجال دين يمارسون الدجل على المرأة باسم الشريعة

«الاتحاد النسائي» و«الأعلى للمرأة» يدفعان لقاعدة بيانات وطنية لحالات «المعنفات»

مداخلات أخذت مبدأ الصراحة مدخلاً لها، أماطت لثام العرف والدين، تحدثت بواقعية واستشهدت بتجارب، كلمات اشتط أصحابها دفاعاً عن واقع المرأة، وأخرى جلدت الذات لأبعد حد... هكذا كانت الندوة النقاشية التي نظمها الاتحاد النسائي البحريني مساء السبت (26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في «مشق آرت سبيس» بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة وكانت بعنوان «العنف ضد المرأة بين التشريعات المحلية والواقع المجتعي».

في حديث مطول خلال الندوة النقاشية عن العنف ضد المرأة بكل أنواعه، وإسهاب مطول حول الحاجة إلى تشريعات وقوانين تضمن لها الحق، ووعي وثقافة تجعل الزوجين على معرفة تامة بالحقوق والواجبات، ومكامن الخلل والقوة في هذا الملف، وردت مداخلة أُثني عليها من الجميع، رغم أنها حرفت الموضوع تماماً حينها، وهي بزوغ نجم ظاهرة زنى المحارم، حيث الأب يمارس الجنس مع الأبناء، أو الأخ مع اخواته، وغيرها من أشكال هذه الممارسة.

الكل أكد عدم اصطدامه مع الشرع أو القانون على حد سواء، لكنه شدد على ضرورة أن يكون هناك ما يمنع العنف ضد المرأة من تشريع ووعي واستغلال كل الوسائل المتاحة الآن، منها تفعيل الشق الجعفري من قانون أحكام الأسرة على سبيل المثال.

من جهتها، مديرة دار الأمان هدى المحمود، كانت مداخلتها اكثر جرأة، وقالت: «هناك مواد قانونية تستجيب إلى العرف أكثر من القانون، وهو أمر يكرس الأعراف الاجتماعية التي تكون خاطئة أحياناً، فالعنف ضد المرأة في معظمه هو عرف، فحتى من يعارضون العنف تجدهم في نفس الوقت يعنفون من حيث لا يعلمون تحت قناعة التربية أو التأديب وغيرها، وبعض رجال الدين يتفنون في مثل هذا الدجل وينسون أن في الدين أن المرأة ليست ملزمة حتى برضاعة الأبناء والطبخ وتجهيز المنزل»، مشيرةً إلى أن «الموروث الاجتماعي كرس أكثر من الدين، ورجال الدين يعرفون بذلك ويتلاعبون بالدين».

وأضافت المحمود «نحن نتسلم حالات يومية، وأشكال عنف غريبة عجيبة، وللأسف أن المرأة المعنفة على الأغلب تأتينا وهي في حالة فقدان للتقدير الذاتي وتكون عاجزة عن اتخاذ أي موقف»، مؤكدة أن «الضرر النفسي أكثر من الضرر البدني من خلال التحقير والتقليل من الذات والضغط بشكل أنواعه».

الإحباط أن أغلب الحالات تتنازل في النهاية بعد إحساس تأنيب الضمير والهزيمة وغيرها، ووصل بنا الحال إلى أن نختبر بعض الأبناء المعنفة أمهاتهم وأطفال قاموا برسم خشبة حمراء بالكامل، وآخر رسم بابا مكسورا بالركل، وغيرها.

واستعرضت ريم الغيص من تفوق الاستشاري لدعم قضايا النساء دراسة حديثة حول العنف ضد المرأة، والتي أجريت بين الفترة نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 إلى 2016، وبينت أن الدراسة استخدمت منهجية أخذت ثلاث آليات هي: استبيان الكتروني للنساء المعنفات، واستبيان آخر معني بالرجال، وإحصائيات وحالات شخصية. وجاءت النتائج أن أكبر نسبة من حيث العنف ضد المرأة كانت من قبل الزوج ثم الأب وبعده الاخ وبقية أفراد الأسرة.

وذكرت أن أكثر أنواع العنف ضد المرأة بحسب الدراسة كان النفسي ثم اللفظي ثم الجسدي وبعده العنف الجنسي.

وحضر في الندوة أيضاً مستشار المجلس الأعلى للمرأة وليد المصري، وقال: «الدراسات المتعلقة بالعنف ضد المرأة حدث حولها كثير من الجدل، وهي مهمة بلا شك رغم تشبعها، وستعود بالنفع، لكننا دعونا إلى دراسة وطنية تخرج بنا إلى أرقام ودراسات تساعدنا في حل الإشكاليات الموجودة في الموضوع، فالإحصاءات أحياناً مبالغ فيها وأحيانا ناقصة وأخرى قليلة أو معقولة، فالأرقام يجب أن تكون صحيحة بنسبة أكبر وتعطينا مؤشرا حقيقيا نستطيع من خلاله التصرف واتخاذ الإجراءات المناسبة».

وأضاف المصري متحدثاً عن العنف الجنسي ضد المرأة، ورأى أن «هذا الأمر معقد للغاية وجرى الكثير من النقاش والجدل عليه غربياً، وإسلامياً أيضاً، فالقانون الفرنسي مثلاً تطور من هذه الناحية وأصل مفهوم قرينة الرضا لحين ثبوت العكس، بل أصبحت الآن أكثر تطور وهو أن وجود عقد الزواج لا يخول الرجل لممارسة الجنس في أي وقت من دون رضا الطرف الآخر، والعكس، وحسمه القانون الفرنسي، في الوقت الذي مازال الأمر مطروح في الدول العربية والشريعة الإسلامية»، مستدركاً بأن «لدينا رأيين الأول وجود العقد الذي يخول الرجل للمارسة، ورأي آخر يقول إن العقد لا يفي وإنه يجب أن يكون بتوافق. وأنا شخصياً أميل إلى الرأي الآخر لحين الفصل في الموضوع بشكل نهائي».

وأكد مستشار المجلس الأعلى للمرأة أن «البحرين بحاجة إلى دراسة ونقاش فقهي وقانوني، وأؤكد أن القرآن الكريم لا يقبل بأي إهانة للمرأة».

وأشار المصري إلى أن «قانون الحماية من العنف تعرض للإيذاء أو العنف الجنسي بشكل عام، لكنه لم يتناول بخصوصية ما يتعلق بالعنف الزوجي تحديداً، فالقانون المذكور تناوله من كافة أشكاله»، مردفاً بأن «البحرين شهدت خلال الأعوام العشرة الاخيرة الكثير من التشريعات والقوانين التي تصب في صالح المرأة، لكن قد تكون هناك مشكلة في بعض النصوص التي يناقش بعضها الآن في المجلس التشريعي».

وعلى صعيد المجلس اللأعلى للمرأة، أفاد المستشار بأن «المجلس يسعى دائماً للحصول على بيانات ودراسات تتعلق بالمرأة بشكل عام ضمن تعاون وثيق مع مختلف الجهات الرسمية والجمعيات، واليوم نستطيع القول إن لدينا كمية لا بأس بها من البيانات لكن العمل الوطني العام أكثر ضرورة».

من جهتها، تداخلت رئيسة الاتحاد النسائي البحريني فاطمة أبوادريس، وقالت: «كان لدينا لقاء مؤخراً في المجلس الأعلى للمرأة، وطُرحت مشكلة عدم وجود بيانات دقيقة، ما يعني أنه يجب أن توجد بيانات معتمدة أكثر دقة، لأن المرأة المعنفة تلجأ لمختلف المراكز والجهات المعنية بالمرأة، وبالتالي تكون الأرقام غير دقيقة، ويجب أن يكون هناك رقم دقيق ضمن مشروع وطني متكامل وليس أهلياً فقط».

وفي المداخلات أخرى، طرح عدد من الحضور في الندوة النقاشية وجهات نظر مختلفة، أهمها تحدث عن ظاهرة جديدة وهو زنى المحارم، فقضايا اعتداءات الأب على بناته أو الأخ على أخواته ازدادت، ولم يعد الأمر حالات شخصية فقط. فيما أضافت أخرى المتداخلات أن العنف ضد المرأة وصل إلى حد محاسبتها في أسباب حملها وهي على رأس وظيفة، وأن حالات ثبتت أن مسئوليهن أبدوا امتعاضهم شفوياً بسبب حمل بعض النساء، وأخريات لم يتم تسكينهن في وظائفهن بسبب أنهن حوامل. بالإضافة إلى متحدثة أخرى رأت أن الكثير من الحالات في القرى بسبب العوائق الكثيرة وقلة الوعي لم تتقدم بشكاوى، بل قبلت بظلم زوجها ولم تلجأ إلى القضاء؛ لأن الفترة التي سيتناول فيها الموضوع طويلة جدة.

الندوة النقاشية التي نظمها الاتحاد النسائي البحريني بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة
الندوة النقاشية التي نظمها الاتحاد النسائي البحريني بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة

العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:00 ص

      واضح من الردود 5، 3، 1ان محد تكلف وقرأ المقال. شدخل البنجر والبطاله والابتعاد عن القيم باسم الدين؟
      اذا هذاالمكشوف اذن الاتي اعظم! المجلس الاعلى للمرأة والدوله ورجال الدين ونحن فردا فردا علينا مسؤليه توعية اطفالنا من عمر صغير لأيقاف هالظواهر المرعبه!! علموا اطفالكم ان محد له حق -حتى اهاليهم- ان يلمس او يكشف على مناطقهم الحساسه او يكلمهم كلام بذىء، وان حصل ان يخبون شخص بالغ يثقون فيه مثل الأم أو المعلم

    • زائر 7 | 4:46 ص

      عليكم ان تبحثوا عن أسباب تمزق الاسره التى هي الأساس للمجتمع ووضع الحلول المناسبه ومن اهم هذه المشاكل السكن والراتب المناسب الذي يحفظ كرامة الاسره ومساعدة الشباب المقبل على الزواج وكل هذا المسؤل عنه في الدرجه الاولى الدوله وغير ذلك على الدوله إعطاء الفرصه لعلماء الدين المخلصين ان يباشروا دورهم التبليغي دون مضايقات ........

    • زائر 5 | 2:45 ص

      كلمات رنانة وتدعو إلى الابتعاد عن القيم والدين باسم حقوق المرأة.

    • زائر 3 | 12:40 ص

      وانتون يعني ما تمارسون الدجل على المرأة باسم حقوقها، اللي تقول تبي تساوي بين المرأة والرجل فعليها قبول تغيير البنجر في سيارتها وقبول ...ويش قال حقوق المرأة وحقوق المرأة، لا نختلف أن هناك إجحافاً بحق المرأة بل حتى الرجل .... عليكم بستر بنات الناس بالدعوى للعفة والتزام الدين ولكن كيف تصدر دعاوى العفة لمن ليس لديهم العفة

    • زائر 1 | 9:41 م

      اذا كنتم تخشون على حقوق المرأة ، فزوجتي واخواتي الثلاث لا يعملن بل عاطلات عن العمل وهن متخرجات من الجامعة ، فأين حقوق المرأة؟

    • زائر 9 زائر 1 | 5:10 ص

      بصراحه اعرف كثيرات مستقلات ماديآ ومتعلمات تقبل على نفسها الأهانه ..يعني ترفض تحمل لقب مطلقه بالرغم من تعرضها ل عنف جسدي ولفظي وتچوف خيانات زوجها امام عيونها وتعيش الإذلال والقهر ولما اسألها ليش ..تقول ما ابغي احمل لقب مطلقه ..يتبع

    • زائر 10 زائر 1 | 5:13 ص

      يتبع ..أو زوجها سنين مايشتغل لأن رافض العمل ومعتمد على الدجاجه اللي تبيض الذهب وفوق هذا يضربها ويهينها وهي اللي تدفع اجار الشقه وتصرف على نفسها وعلى اولادها وتصرف عليه وهو يعاملها احقر معامله ولما أسألها ليش تقول احبه أو علشان الأولاد .. يتبع

    • زائر 11 زائر 1 | 5:17 ص

      اذن معناه ان بعض المعنفات قابلين بهالنوع من العنف تحت بند احبه وعلشان الأولاد او ما تبغي تكون مطلقه .. رب العالمين كرم المرأه ف ليش تهينين كرامتش وتدوسين على انسانيتش طالما عندش فرصه تعيشين بكرامتش

اقرأ ايضاً