العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ

د. ياسر: المجتمع مسؤول عن أسنان الطفل

قواطع وطواحن وأنياب يعملون معاً لإدخال قوت يوم الخلايا للجسم ليقوم كل جهاز بدوره في الوظائف المناطة به ليكمل الإنسان يومه بشكل طبيعي ودون تعثر في منظومته الحيوية. الأسنان تعمل كفريق عمل موحد في صفين منتظمين لا خلة بينها، يزعجها التسوس المؤشر الأول لسقوط أحد أفراد الفريق وبداية اختلال الصف.

استشاري طب أسنان الأطفال في مستشفى الكندي التخصصي د. ياسر أحمد شدد على ضرورة العناية بالأسنان من اليوم الأول لظهورها، «فكل سن له قابلية للتسوس تختلف من شخص لآخر». وأشار إلى أن صحة فم وأسنان الطفل مسؤولية مشتركة بين الوالدين والمنظومة الصحية والتعليمية فهي مسؤولية مجتمعية.

وشن د. ياسر حملة ضد التسوس موضحاً: «أن تسوس أسنان الأطفال مشكلة شائعة لدرجة أننا نستطيع القول: لا يكاد يخلو فم طفل من التسوس». عازياً ذلك لوجود استعداد طبيعي في الأسنان للتسوس قد تكون مرتفعة لدى بعض الأطفال، وشدد على أهمية العناية بنظافة الفم والأسنان منذ ظهورها ومراجعة طبيب الأسنان المختص بالأطفال قبل ظهور المشاكل لأنه يقدم حزمة من الإجراءات الوقائية.

خوف لا مبرر له

في مقابل استطالة التسوس على الأسنان، يواجه أطباء الأسنان ظاهرة «فوبيا إبرة الأسنان»، وقال د. ياسر: «يخضع الكثير من الناس، وحتى الأطفال لإجراءات طبية يتعرضون فيها لوخز الإبرة الطبية كأخذ عينات دم، أو أخذ حقن وريدية وغيرها بكل أريحية ودون أي خوف. ولكنهم يرتعبون من الإبرة في عيادة الأسنان».

وأرجع ذلك إلى محيط الطفل الذي يخوفه من عيادة الأسنان نتيجة لتجربة مؤلمة مر بها أحد الوالدين أو كلاهما، وكذلك تهديد الطفل بالإبرة في مواقف مختلفة. واستدرك: «رغم الرعب الذي يبثه المحيط عن طبيب الأسنان إلا أن هناك اهتماماً كبيراً بصحة فم وأسنان الأطفال فكثير من أولياء الأمور يحرصون على عرض أطفالهم على طبيب الأسنان، كما أنهم يبادرون لفحص أي علامة تغيير».

سلوك يجب أن يتغير

وأكد أن الفحوص الدورية تمكن الطبيب من التدخل المبكر في حال وجود تسوس والذي قد يحدث بشكل مبكر قبل تلون السن. وقال: «التدخل المبكر يعني سد الثغرة بحشوة أصغر، وكلما كانت أصغر كانت جودة العلاج أعلى».

ولفت د. ياسر إلى أن تسوس الأسنان قد يعود مجدداً إذا أُهمِلَ الطفل ولم يتم الاعتناء بأسنانه بشكل جيد ومستمر، خصوصاً مع وجود عوامل التسوس وعلى رأسها المواد الغذائية السكرية التي أثبتت الأبحاث أنها أشد فتكاً بالأسنان لأنها تتحول لأحماض تسبب التسوس والتآكل.

وقال: «الحلويات متوفرة على نطاق واسع بين يدي الأطفال سواءً ذهبوا لوحدهم لمحلات البقالة أو مع ذويهم، فهذه المنتجات معروضة في واجهة المحلات وأسعارها زهيدة. أضف إلى ذلك أن المكافأة الموعودة للطفل هي الحلويات من الكبار إذا أحسن العمل، وهذه ثقافة يجب تعديلها».

وفي إطار المنظومة السلوكية أكد أن النظافة الشخصية وتعليم الطفل وتعويده على تفريش أسنانه قبل النوم – التي عبّر عنها بالمقدسة - وهي أهم فترة يجب غسل الأسنان فيها، وكذلك عند الاستيقاظ، وبعد الأكل.

اهتموا باللبنية

وأوضح أن الأسنان اللبنية لها وظائف عديدة كمضغ الطعام، والنطق الصحيح، ومن الضروري الحفاظ عليها سليمة حتى سقوطها ليحل محلها الأسنان الدائمة ومواصلة رحلة العناية معها.

وأشار د. ياسر إلى أن هناك نقاط يغفل عنها الأهل في العناية بأسنان الأطفال ومنها التهاون في رعاية سن الرحى التي تبدأ في الخروج مبكراً، ولموقعها المتطرف يقل الانتباه إليها ويهمل تنظيفها.

وحذر من إهمال يتسبب في سقوط الأسنان اللبنية قبل أوانها أو الاضطرار لخلعها – وهو إجراء نضطر إليه بعد الوصول - قائلاً: «سقوط الأسنان اللبنية قبل انجاز وظيفتها يتسبب بمشاكل كثيرة ليس أقلها الأضرار بتكوين وصف الأسنان الدائمة. كما أن علاجها يتطلب وقتاً طويلاً وعناية فائقة». وأضاف: «وإذا كان السن المفقود أو المخلوع من الأسنان الدائمة فوقت العلاج يصبح أطول لأننا نعوض عن السن المفقود بسن مؤقت باعتبار أن الفك ينمو وإذا اكتمل نموه نعوض بسن دائم».

وختم اللقاء بالتشديد على ضرورة التزام الجميع بتنظيف أسنانهم واتباع نظام غذائي سليم وخصوصاً الأطفال لوقاية الأسنان من هجمات التسوس.

العدد 5196 - الأحد 27 نوفمبر 2016م الموافق 27 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً