العدد 5198 - الثلثاء 29 نوفمبر 2016م الموافق 29 صفر 1438هـ

العاهل يستقبل المساهمين والمشاركين في فعاليات "هذه هي البحرين" التي أقيمت بإيطاليا

 

استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير هذا اليوم الأربعاء (30 نوفمبر / تشرين الثاني 2016) المساهمين والمشاركين في فعاليات "هذه هي البحرين" والتي أقيمت في جمهورية إيطاليا الصديقة مؤخراً، ونظمها اتحاد الجاليات الأجنبية في مملكة البحرين، بمشاركة مختلف الجهات الحكومية، والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين، وذلك للسلام على جلالته، حيث أطلعوا جلالته على ما حققته هذه الفعالية من نجاح باهر، ونتائج طيبة، وما شهدته من إقبال كبير للتعريف بمملكة البحرين، وإبراز إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية.

وفي بداية اللقاء ألقت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية بيتسي ماثيسون كلمة قالت فيها:

صاحب الجلالة، أصحاب السمو، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة

صاحب الجلالة

أشكركم على مكرمتكم باستقبالنا هنا اليوم، في أعقاب عودتنا بعد مشاركة اتحاد جمعيات الجاليات الأجنبية في فعالية "هذه هي البحرين" في روما في الآونة الأخيرة.

صاحب الجلالة

اسمحوا لي بالبدء بتهنئتكم بمناسبة تخصيص كرسي الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدراسات الحوار والسلام والتعايش بين الأديان في جامعة لا سابينزا في روما، وهي إحدى الجامعات الايطالية المرموقة.

صاحب الجلالة

إنَّ الجاليات الوافدة تغمرها السعادة حيال هذا التكريم الممنوح لملكنا المحبوب، وهذا التخصص الأكاديمي الحديث هو الأول من نوعه في العالم، كما أن قلوبنا مفعمة بالفخر؛ لأن الشباب من شتى أنحاء العالم سيتسنى لهم الآن دراسة فلسفة جلالتكم القيادية الفريدة والمتبصرة، كما أن أغلى أمنية لدينا هي أن تنعم الجاليات حول العالم بالعيش تماماً مثلما حظينا به نحن هنا في مملكة البحرين، في سلام ووئام، وبروح المحبة والاحترام المتبادل، ومثلما ننعم نحن بحقنا في ممارسة شعائرنا الدينية، وبناء دورنا للعبادة بكل حرية، وها نحن نعيش هنا في البحرين سويّاً كعائلة كبيرة واحدة وسعيدة على مدى مئات السنين.

صاحب الجلالة إن "هذه هي البحرين" تمثل الجوهر الحقيقي لفلسفتكم القيادية يا صاحب الجلالة.

صاحب الجلالة، بعد الاستئذان منكم، أودُّ أن آخذ لحظة لأتوجه بالشكر إلى سعادة السفير الايطالي لدى مملكة البحرين دومينكا بيلاتو، على دعمه البارز والحماسي لفعالية "هذه هي البحرين" في روما. لقد أعطانا سعادته وفريقه القنصلي في السفارة كل المساعدة، ما أتاح أكبر قدر ممكن من الراحة والتيسير لأعضاء الوفد خلال رحلتهم إلى روما.

يا صاحب الجلالة لابد لي أن أذكر أن سلطات المطار والجوازات في روما كانوا محترفين وفاعلين وودودين عند وصولنا ومغادرتنا، كما أننا شعرنا بأننا ضيوف مكرمون منذ لحظة وصولنا إلى ايطاليا.

صاحب الجلالة، لا بد لي أن أشكر رئيس جامعة لا سابينزا يوجينو غودي، ونائب رئيس الجامعة البروفيسور ريناتو ماسياني ورئيس مؤسسة الجامعة البروفيسور أنتونيلو فالكو باغيني على الشهور العديدة من العمل الجاد والتعاون الذي تكلل بإبرام الاتفاقية الرسمية بين جامعة لا سابينزا وجامعة البحرين عن برنامج التبادل الطلابي فيما يتعلق بتخصيص كرسي الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدراسات الحوار والسلام والتعايش بين الأديان.

صاحب الجلالة

اسمحوا لي أيضاً أن أتوجه بالترحيب الحار لضيوفنا الكرام من روسيا، سعادة رئيس الوفد، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة، ورئيس مجلس الأعمال البحريني الروسي السيد فلاديمير دمترييف، وسعادة السفير الروسي لدى مملكة البحرين فاغيف جراييف، وسفراء اللغة الروسية الشباب الذين جاؤوا هنا إلى البحرين للتفاعل مع أقرانهم الطلاب البحرينيين الشباب وتبادل الأفكار والتعلم فيما بينهم.

هذا هو الطريق لتوسيع التفاهم، وتعزيز التواصل والتعاون فيما بين كافة الشعوب حول العالم، وبالطبع يا صاحب الجلالة، وبحسب طريقة حياتنا الاعتيادية هنا في البحرين فإننا لسنا ببساطة نتعايش مع الأديان والثقافات والقوميات الأخرى فحسب، بل نحتضنهم بكل الدفء والحرارة، ونعتبرهم جزءاً من عائلتنا متعددة الأديان والثقافات.

إن حرارة الترحيب البحريني هو أسطوري ونود أن نقول لضيوف البحرين إنه منذ وصولهم إلى مملكة البحرين فسوف لن يشعروا بأنهم غرباء على الإطلاق بل سنلاقيهم بالترحيب الحار؛ لأنهم ضيوفنا الكرام اليوم.

صاحب الجلالة

جامعة لا سابينزا تبعث لجلالتكم عظيم الشكر والتقدير على مكرمة جلالتكم وتعاطفكم وتبرعكم المالي السخي لمساعدة الطلاب وعائلاتهم الذين تضرروا عميقاً من الزلازل التي وقعت في ايطاليا في الآونة الأخيرة، والذين أتاح لهم تبرعكم السخي مواصلة واستمرارية دراستهم بدون انقطاع، ونعموا براحة البال.

ونود أن نشكر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تشريفنا بحضوره الكريم خلال فعاليات "هذه هي البحرين" في روما وتيسير التبرع من خلال المؤسسة الملكية الخيرية.

صاحب الجلالة

لقد كانت البحرين دائماً السباقة في كل المجالات، ولنأخذ التعليم على سبيل المثال، لقد تم افتتاح أول مدرسة للبنين في المنطقة وكانت في البحرين العام 1919م وبعدها بقليل تم افتتاح أول مدرسة للبنات.

نشعر بكل الفخر والاعتزاز حينما نرى البحرين تواصل مسيرتها الابداعية والريادية ودورها الهام في هذا المجال من خلال تخصيص كرسي الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدراسات الحوار والسلام والتعايش بين الأديان في جامعة لا سابينزا في روما.

صاحب الجلالة، إن قناعة جلالتكم الصادقة فيما يتعلق بحرية ممارسة الشعائر الدينية والحوار بين الأديان هي مفتاح التعايش السلمي، كما أن عزيمة جلالتكم الصادقة والجسورة بمواصلة تأمين الحريات والحقوق لشعبكم على رغم التهديدات والمخاطر الحقيقية من جانب الارهابيين ضد طريقة حياتنا الكريمة والمتناغمة. إنَّ فلسفة جلالتكم القيادية هي المفتاح في محاربة التطرف والارهاب الذي يستهدف التأثير على عقول شبابنا.

صاحب الجلالة: إن جولات فعالية "هذه هي البحرين" حول العالم وبكل الفخر والاعتزاز تستعرض إنجازات جلالتكم متعددة الجوانب عبر المسيرة الديمقراطية والبرنامج الاصلاحي، والإنجازات التي حققتها حكومة جلالتكم برئاسة رئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.

وفي الحقيقة في جميع الدول التي زرناها في جولاتنا حول العالم لقد رأينا دهشة الناس حيال كمية الانجازات والخدمات التي تقدمها وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الإسكان، والوزارات الأخرى، لمصلحة المواطنين والمقيمين، والتي تعتبر انجازات منقطعة النظير على الصعيد العالمي.

صاحب الجلالة، إننا نشاهد نفس الدهشة فيما يتعلق بالتركيز على الحقوق وتنمية المرأة والطفولة في مملكة البحرين بقيادة سيدتنا الأولى العزيزة صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة التي لا يضاهيها غيرها على مستوى منطقتنا وأيضاً على مستوى ما يعرف بدول "العالم الأول" المتطورة.

صاحب الجلالة: إننا نركز على الكثير من الأمثلة المتميزة من واقع الحياة في البحرين خلال جولاتنا حول العالم، كما نركز على رسالتنا الأكثر أهمية، وهي رسالة السلام والمحبة؛ لأنها تشكل حجر الزاوية في فلسفة جلالتكم القيادية، وهي بالضبط ما يحتاج إليه عالمنا المضطرب، كما لاحظنا أن قادة العالم الآخرين الآن يتبعون نموذج جلالتكم وبدأوا يتكلمون بنفس اللغة مع شعوبهم.

صاحب الجلالة، نحن الوافدين والبحرينيين نعيش سويّاً في سعادة وضمن العائلة الواحدة، العائلة البحرينية، ونحن الدليل الحي على ذلك، وستظل البحرين بقيادة جلالتكم المنارة التي تشع بالأمل والمحبة والاحترام المتبادل وأكسجين الحياة في خضم عالم مليء بالظلام.

صاحب الجلالة: في عالمنا المعاصر، من الضرورية التركيز على شبابنا وغرس الأمل في أجيالنا الشابة، وتهيئة الفرص لهم والمهارات والثقة والدعم لمواصلة الارتقاء إلى آفاق العلا والتميز وتحقيق السلام والتعايش والأصالة المعروفة في البحرين عبر القرون الطويلة.

صاحب الجلالة: لدينا بالفعل النماذج الرائعة المتمثلة في ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حيث برنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية منذ العام 1999 استفاد منه أكثر من 160 من شبابنا الطلاب المتميزين في شتى التخصصات الذين درسوا وتخرجوا في أرقى الجامعات العالمية، وذلك بفضل برنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية.

كما لا بد لنا أن نذكر بالفضل والثناء رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حيث تتحدث انجازات سموه الشخصية والرياضية على الصعيد العالمي عن العمل الجاد والمتواصل حتى تسنى لمملكة البحرين وضع بصماتها الرياضية على الصعيد العالمي بما في ذلك الفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية هذه السنة، كما نفخر ونعتز بإنجازات نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، مؤسس منظمة خالد بن حمد للفنون القتالية المختلطة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، الذي بفضله تبوأت البحرين منصات التكريم والتقدير على مستوى العالم. ونحن الأكثر حظوظاً بفضل قادتنا الشباب ثلاثتهم.

صاحب الجلالة: أود أن أنتهز هذه الفرصة لأشيد بالدور الهام الذي لعبته فعالية "هذه هي البحرين" في روما ونجاحها الباهر. علاوة على ذلك، يا صاحب الجلالة، فإنَّ عمل فريقنا على مدار الساعة، والتواصل المستمر مع أصدقائنا والمؤسسات الصديقة وتعاوننا معهم تمخض عن نجاح اقامة فعاليات "هذه هي البحرين" منذ (مايو/ أيار 2014) في لندن، برلين، بروكسل، باريس، نيويورك، واشنطن والآن في روما. ونحن نوافيهم أولاً بأول حول أحدث الأخبار والتطورات عن مملكة البحرين بما فيها الانجازات المتواصلة والمستمرة في وزاراتنا، وسنواصل تطوير العمل والمساهمة في تطوير العلاقات التجارية من خلال فعاليات "هذه هي البحرين". وها نحن نحصد ثمار علاقاتنا مع القيادات والمؤسسات حول العالم، وسنواصل موافاة المؤسسات الاعلامية والبرلمانية الأوروبية وغيرها حول الحقائق والواقع المعاش هنا في البحرين.

صاحب الجلالة: إن أعضاء فريق "هذه هي البحرين"  شيدوا قاعدة بيانات عالمية لا نحسد عليها من خلال العمل الجاد، ونجحوا في التأثير الايجابي القوي لفعالية "هذه هي البحرين" في قلوب وعقول كل من تفاعلوا معهم.

صاحب الجلالة، أستميح جلالتكم عذراً، لأشكرهم جميعاً، من أعماق فؤادي على العمل الجاد والمحبة والولاء لفعالية "هذه هي البحرين" وكل هذا العمل نقوم به دعماً ومساندة لديرتنا، مملكة البحرين.

صاحب الجلالة: أؤمن ايماناً قطعيّاً بأننا كلنا في البحرين متحدون وفخورون؛ لأننا بوسعنا أن نؤكد لقيادتنا أن البحرين متحدة.

صاحب الجلالة، "البحرين متحدة" ستكون شعارنا الجديد للاحتفال بالعيد الوطني المجيد في (14 فبراير/ شباط 2017) والذكرى السادسة عشرة لميثاق العمل الوطني.

لقد صوت 98.4 في المئة بـ "نعم" مدوية، ونحن نود أن نعطي كل واحد منهم الفرصة لتجديد البيعة.

صاحب الجلالة، سنفتح دفتر تجديد البيعة الخاص ليتسنى لنا تأكيد دعمنا وايماننا بالمسيرة الديمقراطية وتجديد بيعتنا والاصطفاف وراء قيادة جلالتكم لنا ولمسيرتنا في عهد الرخاء والسلام في مملكة البحرين التي ستظل واحة للحريات الدينية والتعايش السلمي حيث يجتمع الجميع في محبة أزلية.

صاحب الجلالة: هكذا ستبقى "البحرين متحدة" بقيادة جلالتكم الرشيدة.

شكراً لكم.

ثم تفضل صاحب الجلالة بإلقاء الكلمة السامية، فيما يأتي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

إنه لمن دواعي سرورنا أن نجدد اللقاء بكم، بعد زيارتكم الأخيرة لمدينة روما ونتائجها المثمرة ضمن فعاليات "هذه هي البحرين"، لإيصال صوت البحرين الداعي للسلام والمحبة والتسامح، ونقل صورتها الحضارية كبلد حاضن للتعددية والتعايش بين مختلف الأطياف والديانات على مر التاريخ.

ونود بهذه المناسبة، أن نعرب عن مدى امتناننا لتخصيص كرسي أكاديمي يحمل اسمنا في مجال التعايش السلمي بإحدى أعرق الجامعات الإيطالية، بهدف الإسهام في إثراء المعرفة الإنسانية، وتنشيط الثقافة العالمية، عبر رعاية العمل البحثي في مجال ترسيخ وحماية حقوق الانسان، واحترام الأديان والثقافات. وكلنا أمل بأن يُسهِم هذا الكرسي العلمي في نشر ثقافة السلم والتسامح ونبذ التطرف والكراهية والتعصب، من خلال البحوث التي سيرعاها هذا البرنامج الأكاديمي؛ تحقيقاً لأهدافه العلمية ورسالته الإنسانية.

وفي الختام، نكرر شكرنا وتقديرنا لكم جميعاً على ما تبذلونه من جهود طيبة تعبر عن حبكم العميق للبحرين، مقدرين لكافة المؤسسات الوطنية ما قاموا به من نشاطات نوعية كل في اختصاصه، لتوضيح واقع البحرين وما تشهده من نجاحات متعددة ومتنوعة في كافة المجالات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بعد ذلك صافح جلالة الملك الحضور، شاكراً لهم جهودهم الموفقة ومشاعرهم الطيبة تجاه مملكة البحرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً