العدد 5205 - الثلثاء 06 ديسمبر 2016م الموافق 06 ربيع الاول 1438هـ

"وديان ذكية" لزراعة الأرز في بنين

بعد ركن الدراجة النارية على حافة الطريق، يدل دانييل أبوكو بفخر على حقل الأرز الممتد على 11 هكتارا الذي يتشاركه مع مزارعين آخرين في بنين، مشيداً بنظام "سمارت فاليز" الابتكاري للري الذي سمح بمضاعفة الإنتاج في خلال أربع سنوات.
بلدة وينهي حيث يعيش 40 ألف نسمة في إقليم زو الريفي جنوب شرق بنين هي أحدى المواقع العشرين حيث ينفذ هذا المشروع النموذجي الذي قبل نحو 500 مزارع أرز بتغيير ممارساتهم الزراعية في إطاره.
ويقضي الهدف بتحسين المحاصيل من جهة ومكافحة الجفاف من جهة أخرى، مع تعزيز استخدام مياه الأمطار التي تكون في أحيان كثيرة مصدر الري الوحيد.
وبنين، كما الكثير من بلدان الغرب الافريقي، هي من كبار مستهلكي الأرز لكن تقنيات الإنتاج المحلي المنخفضة المحاصيل تؤثر سلبا على ميزتها التنافسية في ظل الواردات الآسيوية التي تعم الأسواق الافريقية.
وفي العام 2009، وصفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) الأزر بـ "الأمل الجديد" لبنين وكان من المفترض أن يبلغ هذا البلد الصغير اكتفاء ذاتيا في العام 2011.
لكن "أكثر من 50 ألف طن من الأرز لا يزال يستورد من السوق العالمية كل سنة ... بالرغم من القدرات الكبيرة" لزراعة الأرز، وفق ما جاء في مذكرة صادرة عن وزارة الزراعة الفرنسية سنة 2015.
ويرمي مشروع "سمارت فاليز" الذي يجرب أيضا في توغو إلى تغيير هذا الواقع. وتقنيات زراعة الأرز هذه التي لم تستخدم بعد في البلاد هي من إعداد مركز الأبحاث الافريقي "أفريكارايس" الذي طور خصوصا نوع أرز هجين افريقي-آسيوي.
من الصعب مع كل هذا النبات الأخضر تمييز المجاري الترابية الصغيرة التي شيدها أصحاب الأراضي.
وبعد موجات الجفاف التي ضربت البلاد في السبعينات، بات المزارعون يفضلون زرع الأراضي في قعر التلال التي تغمرها المياه.
ويشرح أبوكو الذي يرأس تعاونية وينهي أن "الأرز بحاجة إلى المياه لكن ليس دوما. وبفضل هذا النظام نوفر المياه للنبتة في الوقت المناسب وفي حال لم تكن بحاجة إليها، فهي تردها لك".

تطوير التسويق



في خلال أربع سنوات، ازدادت المحاصيل في وينهي من 3 إلى 6 أطنان في الهكتار الواحد. وهو إنجاز يدفع إلى التفاؤل. ويخبر أبوكو بفخر "يطرح علي الناس الأسئلة ويدعوني إلى حقولهم لتدريبهم".
وبغض النظر عن معدل المتساقطات، تضمن هذه "الوديان الذكية" ("سمارت فاليز") الحد الأدنى من المحاصيل. ويؤكد ساندر زفارت الباحث الهولندي في "أفريكارايس" أنه "في العام 2013، حدثت موجة جفاف لكن مزارعي المواقع الريادية حصدوا الأرز".
ويشارك المنتجون في العملية برمتها، من البداية إلى النهاية. ويخبر الباحث "نقطع الأعشاب معهم وهم يرسمون حدود الأراضي بحسب مجاري المياه ويحددون مساحات الحقول".
ولا يكلف هذا التخطيط شيئا، إذا يستخدم المزارعون أدواتهم التقليدية.
وفي السنة الأولى، وفرت "أفريكارايس" البذور ومخصصات الإنتاج الزراعي، لكن بات اليوم في وسع المزارعين تكبد هذه المصاريف بفضل الأرباح التي يجنونها.
غير أنه لا يزال ينبغي ضمان بيع هذه المحاصيل، "إذ يتعذر على المزارعين تصفية الإنتاج بالكامل لأن محاصيلم تضاعفت في وقت قصير"، على ما يقول فيليكس غباغيدي المسؤول في وزارة الزراعة.
وهو يضيف "لم يتوقعوا أمرا من هذا القبيل لكن جمعيات تأسست لتنسيق التسويق".
والفكرة الآن تقضي بتطوير مجال الترويج والتسويق لإقناع المستهلك بشراء هذا النوع من الأرز وليس الأصناف المستوردة من آسيا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً