العدد 5210 - الأحد 11 ديسمبر 2016م الموافق 11 ربيع الاول 1438هـ

أبوالغيط: إيران تنصب نفسها حامية للشيعة في ممارسة تعود للقرون الوسطى

الأمين العام لجامعة الدول العربية متحدثاً في الجلسة الختامية لمنتدى حوار المنامة أمس - تصوير : أحمد آل حيدر
الأمين العام لجامعة الدول العربية متحدثاً في الجلسة الختامية لمنتدى حوار المنامة أمس - تصوير : أحمد آل حيدر

ضاحية السيف - أماني المسقطي، محمد العلوي 

11 ديسمبر 2016

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط: «هناك قوى إقليمية تعتبر نفسها حامية لطوائف يعيش أبناؤها كمواطنين في دول أخرى، وهذا يعني أن الطائفة بالنسبة إلى هذه القوى هي القوة والأساس والمنطلق، وليس الدولة الوطنية، فتنصيب إيران نفسها حامية للطائفة الشيعية في هذا البلد أو ذاك يعد ممارسة تعود إلى القرون الوسطى ووصفة لحروب مستديمة لا تنتهي».

جاء ذلك في آخر جلسات منتدى «حوار المنامة»، الذي اختتمت أعماله يوم أمس الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، في فندق «ريتز كارلتون».

وقال: «المنطقة تعيش حالة من الفوضى الاستثنائية غير المسبوقة، ونلمس جميعاً آثارها، ولكل منا رأيه المختلف في بواعثها وأسبابها وسبل الخروج منها».

وعلى هامش مؤتمر حوار المنامة، رفضت الخبيرة في شئون الإسلام السياسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، نالي لحود، اعتبار «داعش» صنيعة مخابراتية، أو نتاج تراث إسلامي.


في آخر جلسات «حوار المنامة»

أبو الغيط: إيران تنصب نفسها حامية للشيعة في ممارسة تعود للقرون الوسطى

ضاحية السيف - أماني المسقطي

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط: «هناك قوى إقليمية تعتبر نفسها حامية لطوائف يعيش أبناؤها كمواطنين في دول أخرى، وهذا يعني أن الطائفة بالنسبة إلى هذه القوى هي القوة والأساس والمنطلق، وليس الدولة الوطنية، فتنصيب إيران نفسها حامية للطائفة الشيعية في هذا البلد أو ذاك يعد ممارسة تعود إلى القرون الوسطى ووصفة لحروب مستديمة لا تنتهي».

جاء ذلك في آخر جلسات منتدى «حوار المنامة»، الذي اختتمت أعماله يوم أمس الأحد (11 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، في فندق «ريتز كارلتون».

وأبدى أبو الغيط في كلمته، تأييده لما طرحه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بضرورة أن تكون الجامعة العربية المظلة الجامعة لتعافي المنطقة وإعادة الاستقرار إليها، لافتا إلى أهمية ما قاله نائب الرئيس العراقي إياد علاوي بالحاجة إلى ترتيبات أمنية جديدة في المرحلة الحالية، وبضرورة الدعوة لمؤتمر شامل لهذا الغرض.

وقال: «المنطقة تعيش حالة من الفوضى الاستثنائية غير المسبوقة، ونلمس جميعا آثارها، ولكل منا رأيه المختلف في بواعثها وأسبابها وسبل الخروج منها».

وتساءل أبو الغيط :»هل نحن في لحظة ملائمة للجلوس معًا للحديث عن هندسة نظام إقليمي جديد قابل للاستمرار والبقاء؟».

وواصل: «لا يجب أن يغيب عن بالنا أن توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط حاليا مختل بصورة غير مسبوقة، وهو لا يميل إلى مصلحة الدول العربية، وإنما لصالح قوى إقليمية تريد اقتناص اللحظة الراهنة لتثبيت وضع إقليمي جديد ومستقر يخدم مصالحها، وليس بالضرورة مصالح الدول العربية والجامعة العربية، وربما يكون من مصلحة العرب الانتظار إلى وقت أكثر ملاءمة».

وأشار أبو الغيط إلى أن اللحظة الراهنة يكتنفها الغموض وانعدام القدرة على التنبؤ، وأن اللاعب الأهم في المنطقة، وهو الولايات المتحدة يمر بمرحلة تحولات في ظل وجود رئيس جديد منتخب، واحتمالات لتغيرات في التوجهات الأميركية.

وقال: «ليس بمقدورنا أن نعرف في أي طريق سيسير الرئيس المقبل دونالد ترامب بخصوص المنطقة، هل سيحافظ على الاتفاق النووي مع إيران؟، وهل سيكمل ما بدأه أوباما في طريق الانسحاب من المنطقة؟».

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة ستحتاج إلى عام أو أكثر لتحديد توجهاتها ومعرفة مساراتها، وأن العالم كله يعيش في لحظة سيولة غير معهودة، بالإضافة إلى وجود قوى دولية في حالة صعود وتسعى إلى استعادة مكانتها الماضية.

وقال أيضاً: «هناك ملامح من المنافسة التي تذكرنا بالحرب الباردة، وهي ملامح للبحث عن مناطق نفوذ، ويقيناً أن منطقة الشرق الأوسط ليست ببعيدة عن كل هذا، وبالتأكيد هي مسرح رئيسي لتلك التجاذبات، وهناك غياب للحد الأدنى من توافق الرؤى بشأن التهديدات القائمة».

وتابع: «إيران تتصور أن هناك تهديدات لها، وهو على النقيض الكامل لتصورات الكثير من دولنا العربية، ورؤيتي المؤكدة أنه على إيران أن تعدل كلية من مناهجها التوسعية، حيث يتحدثون في إيران عن السيطرة على القرار في أربع عواصم عربية، ويتحدثون عن رغبة في الامتداد من الخليج العربي إلى شاطئ البحر المتوسط في سورية».

وواصل: «يجب أن نقول إن هناك اختلافات بيننا كعرب في قراء الصورة والتهديدات، وهذه الاختلافات قد تبدو طبيعية، وخصوصًا في هذه اللحظة الراهنة من التهديدات، ومن هنا فإذا لم يكن بالإمكان إعادة هندسة المنطقة على الأقل، فأعتقد أن مجرد الإدارة الجيدة لإدارة الموقف نفسه أفضل كثيراً من الانغماس في محاولة هندسة أوضاع جديدة أو مطاردة رؤى كبرى ليس لها أساس كبير في الواقع».

واعتبر أبو الغيط أن لحظة التفاوض لوضع إقليمي جديد لم تحن بعد، إلا أنه أكد ضرورة الانهماك جميعا في مناقشة المبادئ والمنطلقات الرئيسية لأية ترتيبات مستقبلية، وأن يستمر العصف الذهني بشأن الأفكار التي تتخيل صورة المستقبل، والتعامل مع هذه الأفكار بقدر من الخيال والتحمل».

وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن محور الإقليم هو الدول العربية، وهي المساحة الأكبر من ناحية الأرض وعدد السكان، ويدور حوله الجيران سواء في تركيا أو إيران أو حتى في إسرائيل، ثم تبقى القوى الكبرى التي تدعم الأمن في الإقليم.

وذكر أن المبادئ التي يجب تواجدها لتحقيق نظام أمني جديد في المنطقة تتمثل في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وهو الأمر الذي مازال محل نقاش وجدل وتحد في المنطقة.

وقال: «الدولة الوطنية يجب أن تحظى بالأولوية؛ كونها الكيان الوحيد المستحق للسيادة في المنطقة العربية، وهذه المنطقة بحاجة إلى مفهوم جديد، وإلا ستغرق في عقود من الحروب الدينية، وتقديري أن استقرار مبدأ السيادة وعدم التدخل لابد أن يكون المدخل الأول لأي نظام أمني جديد».

وواصل: «هذه السيادة يجب أن تكون مقرونة بكل معاني الحكم الرشيد، ودولة القانون والعدالة والسياسيات التي تؤمن عدم تهميش أية فئة أو جماعة، وإلا كان الاستقرار هشا ووقتيا كما تعلمنا من التجارب الأخيرة».

واعتبر أبو الغيط أن تغيير الحدود سيخلق من المشكلات أكثر مما يقدم من الحلول، وتساءل: «لماذا نعتقد أن تقسيماً أكبر أو تفتيتاً أوسع سيسهم في مزيد من الاستقرار؟ على العكس ربما يفضي إلى تنامي الاحتراب والتشاحن».

وأشار إلى أن اللامركزية ربما توفر الاجابة المناسبة والحل الدائم لمعالجة الأوضاع في المجتمعات التي انفجرت من داخلها، وصار من المستحيل على بعض الطوائف من مجتمعاتها أن يثقوا بالطوائف الأخرى، وقال: «هنا تساعد اللامركزية في فتح مجال أكبر للطوائف والمذاهب للحفاظ على مصالحها وكياناتها المميزة، وذلك كله في إطار من الدولة الوطنية الموحدة، ذات الحكم الرشيد وسيادة القانون على الجميع».

وأكد ضرورة الوصول إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي، وأنه من دون هذه التسوية ستظل هناك حجة للجماعات الراديكالية والمتطرفة وأصحاب المصلحة في تخريب المنظومة الإقليمية.

وأشار إلى وجود احتلالين، احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، واحتلال إيران وتهديداتها لأراض وجزر عربية.

وأكد أبو الغيط ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا موحدا قويا ضد امتلاك أي من دول الإقليم لأسلحة الدمار الشامل سواء كانت نووية أو كيمائية أو بيولوجية.

وذكر أن الإقليم يمر بظروف اقتصادية واجتماعية غاية في الصعوبة، من هنا فإن تنميته تحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات، وسيحتاج بالتأكيد إلى خطة مارشال يسهم فيها المجتمع الدولي كله.

وقال: «مهما بلغت حصافة وذكاء من يضع النظام الإقليمي الجديد فسيصطدم بهذه الحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تولد دورات متتالية من حالة عدم الاستقرار، وما سمي بالربيع العربي، هو واحد من هذه الموجات، وربما تأتي موجات أخرى في المستقبل، ما لم تتغير الظروف جوهريًّا».

السفيرة التركية تدعو لعلاقات ديناميكية مع «الجامعة العربية»... وأبو الغيط يرد: الأمر معقد بين جيران تركيا

وجهت السفيرة التركية في البحرين هاتون ديميرير سؤالا إلى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قالت فيه: «دائما ما يتم اعتبار تركيا دولة غير عربية، على رغم أنها تعتبر الشريك الرئيسي للهندسة الأمنية في المنطقة، وهي تستضيف ثلاثة ملايين سوريًّا وهم عرب، وبالتالي نحن جزء من المشكلة السورية، فهل نتوقع ديناميكية أكثر بالنسبة إلى العلاقات التركية مع جامعة الدول العربية؟».

وأجابها أبو الغيط قائلا: «تركيا لها احترامها ومعزتها ولا جدال في ذلك، المسألة أنه في الأعوام الثلاثة الأخيرة وضح أن هناك احتداماً في المواقف بين تركيا ودولة أو اثنتين لها تأثيرها، واتخذ مجلس الجامعة قراراً بتهدئة مسار التعاون العربي التركي، وهو تعاون كان كبيرا في المجال الاقتصادي والسياسي».

وأضاف «آمل أن يقرر مجلس الجامعة في اللحظة المناسبة وعندما تتغير ظروف العلاقة التركية مع دولة أو اثنتين في هذا الإطار، أن نعود إلى تنشيط هذه العلاقة التي لها أهميتها. وصحيح أن تركيا تستضيف ثلاثة ملايين مواطن سوري، وآمل أن تستمر في تسهيل حياتهم، إلا أنه على جانب آخر هناك قرار صادر عن الجامعة العربية أن هناك مطالبة لتركيا بسحب قواتها من أراضي شمال العراق، فالأمر معقد بين جيران تركيا من الدول العربية».

وفي رده على أسئلة الحضور، قال أبو الغيط: «أعتقد أن العرب يمرون بنقاط ضعف كثيرة، ولماذا يدخلون في ترتيبات مع الإيرانيين أو الأتراك والإسرائيليين، عندما تكون إسرائيل لاتزال محتلة؟ نصيحة أوباما لمنطقة الخليج هي لتأسيس نوع من العلاقة مع الإيرانيين، وبالتالي فإن على إيران أن تغير من سلوكها تجاه المنطقة من أجل فتح قنوات للتفاهم».

وذكر أبو الغيط أن جامعة الدول ليست مشتركة في عدد من المشكلات الإقليمية، وإنما تم تحييدها، وأبرزها الأزمة السورية، في حين أنها بدأت تظهر نفسها حاليا في المشهد الليبي.

العدد 5210 - الأحد 11 ديسمبر 2016م الموافق 11 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 4:12 ص

      كلام لايغنى ولا يسمن لا منطقيه يا ابو الغيط

    • زائر 10 | 12:16 ص

      زائر 4
      عندما تدعم امريكا العراق بالمال والسلاح والتدريب هل العراق مسيحية؟؟؟ وعندما تدعم روسيا سوريا هل سوريا مسيحية؟؟؟
      مالكم كيف تحكمون....امه ضحكت من جهلها الأمم

    • زائر 9 | 12:07 ص

      إيران تبحث عن المساحات التي تخليتم عنها أنتم، وعدم رعايتكم للشيعة في بلدانكم هو ما يطمع إيران وغيرها بمحاولة رعايتهم.

    • زائر 8 | 12:03 ص

      هناك دول تعتبر نفسها حامية للسنة..أو حامية للتركمان...أو حامية للعرب أينما كانو في أي دولة أخرى....

    • زائر 7 | 12:03 ص

      اعطوا مواطني بلدانكم الشيعة حقوقهم المتساوية مع باقي المواطنين واتركوا إيران في القرون الوسطى كما تقولون.

    • زائر 4 | 11:35 م

      عندما تدعم إيران فلسطين بالمال والسلاح هل فلسطين شيعة؟؟؟ و عندما تدعم إيران جزر القمر هل جزر القمر شيعة ؟؟؟ مالكم كيف تحكمون...امة ضحكت من جهلها الأمم

    • زائر 2 | 10:30 م

      صباح الخير

      كلام مردود عليك نفس هادة اللغه وهادا المنطق ينطبق على كثير دول بعينها أن تعتبر نفسها مسؤله ومحاميه عن السنة والجماعة في العالم العربي

    • زائر 1 | 10:11 م

      مثل مصر ما تشوف نفسه زعيم الى العرب من حق ايران سياسيين ان تكون هي زعيم الى اي فئه تكون محور المقاومه او اى فئه كانت

اقرأ ايضاً