العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ

العملة الأفغانية الجديدة تحاول أن تطغى على الدولار

يفضل عدد كبير من التجار في أفغانستان التعامل بالروبية الباكستانية أو حتى الدولار الاميركي لان تسديد مبالغ بسيطة لاستئجار سيارة أو منزل مثلا يتطلب في هذا البلد أكواما من الأوراق النقدية للأفغاني. والسبب الآخر الذي يدفع الأفغان إلى تفضيل الدولار هو التقلبات اليومية الهائلة التي تتعرض لها العملة الأفغانية.

ولكن بعد طرح العملة الأفغانية الجديدة التي سيطلق عليها اسم الأفغاني أيضا، للتداول يوم الاثنين الماضي يمكن أن يفقد الدولار والروبية بعض تفوقهما في هذا البلد المدمر بسبب الحروب. وسيتم توزيع الأوراق النقدية الجديدة في مكاتب الصرف الخاصة أولا قبل أن تطرح للتداول خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لجمع العملة السابقة.

وتأمل السلطات الأفغانية أن يساعد الأفغاني الجديد الذي يساوي الواحد منه ألف أفغاني قديم، على استقرار الاقتصاد في البلاد الذي زعزعته حروب مستمرة منذ عقدين. وهذا سيسمح بجذب استثمارات أجنبية أساسية لإعادة اعمار أفغانستان. ويشعر الأفغان بالثقة في العملة الجديدة. وقد عبر عدد كبير من التجار في كابول عن أملهم في انتهاء التعامل بالدولار ليفسح المجال أمام طريقة دفع ترتدي وجها وطنيا أكثر.

وقال زمراي اسحق زائي الذي يملك محلا لبيع أجهزة التلفزيون والفيديو في كابول «عندما تصل العملة الجديدة سنكون سعداء بالتعامل بها طالما بقيت مستقرة». وحاليا يفضل هذا التاجر التعامل بالدولار في مبيعاته ويفرض رسما يبلغ 10 دولارت على السعر عندما يسدد زبائنه المبالغ بالعملة الأفغانية. ولشراء جهاز للتلفزيون سعره 300 دولار مثلا يجب أن يدفع الزبون 13,8 مليون كدسة من الأوراق النقدية تعادل في حجمها جهاز التلفزيون نفسه. لكن بالعملة الجديدة سيصبح ثمن التلفزيون 12 ألف أفغاني.

وأضاف التاجر نفسه «بالنسبة لنا من الأفضل أن نستمر في تسلم دولارات لأنها العملة التي نشتري بها بضائعنا» في الخارج. وأضاف «لكن الأفغاني الجديد سيكون جيدا أيضا». وقال تاجر آخر بالمعدات الالكترونية في كابول محمد فاروق ان العملة الجديدة ستطغى على العملة الباكستانية والدولار. وتابع «نفضل العملة الجديدة لأنها عملتنا ومالنا وستعيد الاستقرار إلى بلادنا. بالنسبة لنا ستكون قيمتها اكبر من الروبية الباكستانية». وينتظر رؤوف كبير - الذي يملك محلا لبيع السجاد في «تشيكن ستريت» أو شارع الدجاج السياحي الذي يقوم فيه الجنود الأجانب وموظفو المنظمات غير الحكومية بمشترياتهم - العملة الجديدة مع انه يشكك في احتمال أن يستخدمها الزبائن.

وقال «إذا كانت هذه العملة مستقرة سأكون سعيدا بقبولها. سيكون أكثر سهولة بالنسبة لي للتجارة لأنني اشتري بضاعتي من مصادرها بالعملة الأفغانية». وأضاف «لكنني لا أتوقع أن يأتي جنود فرنسيون وإيطاليون وبريطانيون بشيء غير الدولار والجنيه واليورو». وصرح المستشار الاقتصادي في وزارة الخارجية الأفغانية فرهاد احد أن تغيير العملة يشكل «مرحلة مهمة لضمان استقرار الاقتصاد الأفغاني». لكنه أوضح أن هذا «ليس العامل الوحيد الذي سيسمح للعملة الأفغانية باستعادة قيمتها»، مؤكدا ضرورة «دعم هذا التحرك بإرفاقه بسياسة مالية فعالة».

وتابع أن تدفق الدولار إلى أفغانستان ناجم خصوصا عن عودة اللاجئين الأفغان ووجود أجانب. لذلك سيتراجع وجوده على مر الأيام. أما غل احمد الذي يملك محلا للصرافة في كابول، فيرى عكس ذلك. وقال «حاليا يثق الناس في الدولار أكثر من الأفغاني ولكن مع العملة الجديدة سيتغير الوضع لكن الدولار سيبقى هنا»

العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً