العدد 5213 - الأربعاء 14 ديسمبر 2016م الموافق 14 ربيع الاول 1438هـ

حليب الحمير يضمن استمرارية هذه الحيوانات في البلقان


حلت الآلات محل الحمير وتوفقت الاستعانة بها في المزارع الجبلية في البلقان، لكن أحد المزارعين في مونتينيغرو نجح ربما في ايجاد المنتج الذي يعيد لهذه الحيوانات مكانتها: حليب الأتان.

ويؤكد داركو سافيليتس البالغ 42 عاما أن "هذا الحليب مفيد جدا للمصابين بالأمراض الجلدية ومشكلات صحية أخرى". وبات مربي المواشي هذا يملك ثلاثين حمارا في المركز الذي انشأه قبل عام ونيف في غرادينا مارتينيكا في وسط مونتينيغرو.

وبعد حلب الأتان تيريزا، لا يحصل داركو سوى على كمية ضئيلة للغاية من الحليب.

ويقول "لا تتوقعوا الحصول على كميات كبيرة من الحليب"، موضحا ان الأتان لا تنتج سوى 400 ميليلتر يوميا من هذا السائل.

غير ان الليتر الواحد من حليب الأتان يباع في مقابل 50 يورو، وهو مبلغ كبير في بلد يقارب الحد الأدنى للأجور فيه 500 يورو.

ويؤكد داركو سافيليتس أنه يعطي نصف انتاجه للسكان المحليين الذين لا يملكون الامكانات لشراء هذا المنتج، مشيرا الى ان حليب الاتان قادر على المساعدة على معالجة المشكلات التنفسية مثل الربو والتهاب القصبات الهوائية.

وفي بودغوريتسا، على بعد ساعة ونصف الساعة بالسيارة، نجحت الخبيرة الاقتصادية فاليريا ماركوفيتس في التواصل مع مربي المواشي بعد عمليات بحث عبر الإنترنت سعيا لايجاد علاج لابنها فلادو البالغ خمس سنوات والذي يعاني نوبات حساسية ويواجه صعوبة في التنفس خلال الليل.

وتقول "قرأت ان كليوباترا كانت تستحم بحليب الاتان"، مشيرة إلى ان ابنها يتناول كميات قليلة من هذا المشروب يوميا وباتت أعراض المرض لديه "أخف من السابق".

مزايا علاجية؟

ويوضح الاستاذ في جامعة قبرص للتكنولوجيا فوتيس باباديماس وهو خبير في الخصائص الغذائية للحليب أن المزايا العلاجية لحليب الأتان غير مثبتة علميا حتى اليوم بسبب نقص الدراسات السريرية المتعلقة بهذا الموضوع.

ويقول لوكالة فرانس برس ان "الدليل ليس دامغا بعد. لكن ثمة اعتقاد قوي للغاية" في شأن صحة هذه المزايا، لافتا إلى أن هذا المنتج النادر والباهظ فعال أيضا في معالجة المشكلات في جهاز المناعة.

وتشبه التركيبة البروتينية لحليب الأتان إلى حد كبير تلك العائد للحليب البشري مع مستويات أدنى من الدسم.

وفي صربيا، يستفاد أيضا من حليب الأتان، ويباهي القائمون على المحمية الطبيعية في زاسافيتسا في غرب البلاد بأنهم يبيعون أغلى أنواع الجبن في العالم بسعر يبلغ ستة آلاف دينار صربي (52 دولارا) لكل 50 غراما.

وبحسب داركو سافيليتس وهو خبير سابق في علم الحيوانات، يمثل إنتاج هذا الحليب الباهظ وسيلة لتمويل مركزه المخصص للرعاية بالحمير وتوفير استمرارية هذا الموقع الذي انشأه بمبادرة شخصية لمواجهة التراجع الكبير في أعداد هذه الحيوانات في البلقان.

وخلال الاحصاء الزراعي الأخير سنة 2010، كانت تضم مونتينيغرو أكثر من 500 حمار.

أما عدد هذه الحيوانات فقد تراجع الى 150 حاليا بحسب داركو سافيلييتس.

وقد أدرجت الحمير هذا العام على قائمة الحيوانات المشمولة ببرنامج وطني للحفاظ على الأجناس المهددة.

ويلفت سافيليتس المولع بالطبيعة إلى ان عدد الحمير كان يقدر "بالآلاف" قبل ثلاثة عقود فقط إذ ان "كل أسرة في القرية كانت تربي حمارا".

لكن اليوم "بتنا نستخدم الآلات والحمير أصبحت حيوانات بلا أي فائدة" على حد تعبيره.

زيارات أطفال مصابين بالتوحد

وتضم مزرعة داركو سافيليتس حوالي ثلاثين حمارا حصل عليها مجانا أو اشتراها من أسواق المواشي وكانت في كثير من الأحيان تعاني الإهمال أو سوء المعاملة.

وأحد هذه الحيوانات ضرير في حين يعاني آخر من نقص في الغذاء. ويعرف داركو كل الحيوانات في ملجئه بالإسم ويتركها تعيش بسلام إلى جانب بعض الدواجن التي تتنقل بحرية في المكان.

ويتعين على الأشخاص الراغبين في زيارة الموقع تقديم كيلوغرام من التفاح أو الجزر للحيوانات الموجودة في المركز.

وعبر فتح الباب أمام الزوار، يأمل المربي في تسليط الانتباه على مصير الحمير في البلقان.

كذلك ينظم داركو زيارات لأطفال مصابين بالتوحد، متحدثا عن تلقي معلومات من الأهالي بتسجيل تحسن سلوكي لدى أبنائهم هؤلاء بعد تفقدهم الحمير في المركز.

وهو يقول "إذا ما احسنتم الإهتمام بالحمير، فإن سلوكها سيكون شبيها بالكلاب... ستحترمكم وستلحق بكم في كل مكان".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:27 ص

      سبحان الله يشبه حليب الام لحد كبير اكثر من حليب الابقار حتى قديما من كان يفقد امه يعطون

اقرأ ايضاً