العدد 5222 - الجمعة 23 ديسمبر 2016م الموافق 23 ربيع الاول 1438هـ

بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق يدعو إلى حماية المسيحيين الذين شردتهم الحرب

دعا بطريريك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية العراقية لويس روفائيل ساكو المجتمع الدولي الى حماية العراقيين المسيحيين الذي شردتهم الحرب لمساعدتهم على العودة الى ديارهم.

وفر عشرات الاف المسيحيين من بلدات شمال العراق في 2014 بعد ان سيطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، ومساحات كبيرة من محافظة نينوى التي تقع فيها.

وشنت القوات العراقية هجوما واسعا في 17 تشرين الاول/اكتوبر لطرد المتطرفين من اخر معاقلهم في العراق.

وصرح البطريرك ساكو لوكالة فرانس برس السبت "لقد عمت البهجة المسيحيين عند بدء تحرير نينوى".

واضاف "ولكن ومع استمرار المعركة، فانهم ينتظرون وهم يشعرون بالخوف ويحدوهم كذلك الامل".

واستعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي اجزاء من الموصل، الا انها تواجه مقاومة شرسة من المتطرفين الذين يدافعون عن اخر معاقلهم في العراق.

ورغم طرد التنظيم المتطرف من العديد من البلدات التي تسكنها غالبية من المسيحيين، الا ان بلدات اخرى مثل بلدة تلكيف التي تبعد 15 كلم شمال الموصل، لا تزال في ايدي الجهاديين.

وقال ساكو "في القرى المحررة، الدمار هائل. لقد زرت بعض هذه القرى. 30 الى 40 بالمئة منها مدمر .. لحقت الاضرار بالكنائس والشوارع والبنية التحتية". الا انه قال انه يجب طرد تنظيم "داعش" من الموصل نفسها قبل ان يتمكن المسيحيون من العودة بامان الى ديارهم.

وقال "اذا لم يتم تحرير الموصل، فان داعش سيتمكن من التسلل الى قرانا ويزرع الرعب". ودعا المسيحيين الى عدم الانضمام الى مليشيات مسيحية مثل "كتيبة بابل" المنضوية تحت مظلة الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية مسلحة تحظى العديد منها بدعم ايراني.

وقال "اذا اراد المسيحيون حماية بلداتهم عليهم الانضمام الى الجيش او الى قوات البشمركة (الكردية) .. المليشيات دليل على الفوضى".

 

نزوح المسيحيين

قبل سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في 2003، كان عدد المسيحيين العراقيين يتجاوز المليون الا ان هذا العدد انخفض الى 350 الفا بعد العنف الطائفي الذي ابتليت به البلاد.

وغالبية الذين بقوا في العراق هم من الكلدانيين وهم من المسيحيين الشرقيين المرتبطين بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وجذورهم في شمال العراق.

وبسبب سيطرة المتطرفين على محافظة نينوى ومعظم مناطق غرب العراق في 2014 تصاعدت موجة نزوح المسيحيين من العراق.

ووضع تنظيم "داعش" المسيحيين امام خيارات صعبة: اما اعتناق الاسلام، او دفع الجزية، او النفي او القتل. وفر نحو 120 الف مسيحي. وقال ساكو ان هؤلاء بحاجة الى حماية اذا عادوا الى مناطقهم التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش".

وقال ساكو "لقد طالبنا بضمانات من المجتمع الدولي. يجب ان يكون هناك مكتب تابع للأمم المتحدة او الاتحاد الاوروبي لمراقبة سير الامور، بدلا من القاء الناس في قراهم دون حماية وتعريضهم للتهديد من قبل جيرانهم".

واقترح ان تتولى كل دولة من الدول الاوروبية مهمة اعادة بناء احدى القرى او البلدات. وقال ان ذلك "سيشجع العراقيين الذين سعوا الى اللجوء في اوروبا على العودة الى ديارهم".

ودعا الى اجراء حوار وطني للمصالحة بين مختلف الطوائف والاتنيات العراقية، وقال ان حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي والسلطات الدينية الاسلامية غيرت خطابها.

واوضح ان "السلطات الدينية الاسلامية قالت انه من الجيد الاحتفال بعيد الميلاد مع المسيحيين".

 

 

 

 

          





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً