العدد 5224 - الأحد 25 ديسمبر 2016م الموافق 25 ربيع الاول 1438هـ

اتجاهات لتحفيز قطاع النفط والغاز في المنطقة

لوك شانتبي

نائب رئيس مجلس الإدارة لشئون المبيعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة أسبن تك

في الوقت الحاضر، يتطلب الحفاظ على إنتاج النفط في المنطقة استخدام تقنيات حديثة، كما أن العديد من معامل تكرير النفط تحتاج إلى التحديث. يتميز قطاع الغاز العالمي بقدرته التنافسية العالية، ولكي تستطيع الشركات في الشرق الأوسط البقاء في ظل هذه البيئة التي تشهد ازدحاماً متزايداً وتغيراً سريعاً، فإنها تحتاج إلى أن تكون أكثر رشداً وكفاءة وسرعة في تلبية احتياجات الزبائن. فقد أصبح من الضروري حاليّاً أكثر من أي وقت مضى توحيد العمليات وتعزيز عنصري السلامة ومدى الوثوق من أجل الاستمرار في تحقيق الأرباح. لقد أصبح التحسين ضرورةً وليس اختياراً.

أظهرت نتائج استقصاء أجرته شركة «آسبن تك» على 161 مؤسسة هذا الصيف عدم رضا 50 في المئة من مجموعات تخطيط رأس المال وتقديره عن الممارسات الحالية. ويستمر الاستقصاء ليوضح أن معظم هذه المؤسسات ما زالت تستخدم برنامج «إكسل» حتى في المشروعات المعقدة والكبيرة للغاية. ومما يدعو للدهشة هو أن نسبة كبيرة تستخدم طريقة تسليم البيانات يدوياً بين الإدارات. لقد حان الآن وقت عمليات الأعمال المبتكرة.

إن الاستعانة ببرامج تقدير أفضل إلى جانب عمليات أعمال تعاونية بشكل أكبر سيتيح فرصة كبيرة لتحسين المشروعات الرأسمالية، مثل تخفيض التكاليف الرأسمالية للمشروعات بنسبة تصل إلى 25 في المئة. فقد شاركت إحدى شركات النفط الرائدة النتائج التي حققتها في أول مشروعين تم إنجازهما باستخدام هذه الطريقة، وهو دليل على إمكانية تحقيق هذه النتائج.

دعونا ننظر إلى بعض الجوانب الرئيسية التي يجب على الصناعة التركيز عليها بشدة؛ لتظل دائماً في المقدمة:

• سوف تتزايد أهمية التقاط المعرفة في مجال البرمجيات العام 2017 – كالشفافية بين الزبون والمقاول. وخير مثال على ذلك، هو كيف ستكون عملية التقدير القائم على النماذج ميزة تنافسية نتيجة تقاعد أعداد كبيرة من كبار موظفي التقدير ذوي الخبرة عن العمل، فشركات الهندسة والمشتريات والإنشاءات تعمل تحت ضغط كبير من أجل إنتاج تقديرات دقيقة للتجهيزات الرأسمالية والطلبات ذات الصلة. تحتاج المؤسسات إلى تنفيذ نظام تقدير متقدم قائم على النماذج بغرض تحقيق الكفاءة والسرعة والدقة اللازمين؛ لكي تمتلك الشركة بنجاح أساساً فريداً لحساب تكاليف الملكية، علاوة على تاريخ تكلفة المشروعات لضمان تمتعها بميزة تنافسية.

• نتوقع أن نرى أيضاً تصميماً تصوريّاً سريعاً في قطاع النفط والغاز خلال العام 2017، فقد أظهرت شركات اكتشاف النفط وإنتاجه (قطاع الإنتاج) التي نتعاون معها جديتها الشديدة في امتلاك تصميمات وقوالب مسبقة فضلاً عن دمج وتوفيق أفضل نماذج المشروعات المتاحة في محاولة للإسراع من زمن إنتاج النفط وخفض المصروفات الرأسمالية الكلية والحد من المخاطر. ونرى عدداً متزايداً من المؤسسات التي تتحول من التحدث عن التصميم النمطي والقائم على القوالب إلى تطبيق هذه المفاهيم.

• استبدال أدوات التخطيط الخطي ببرنامج محاكاة العمليات الدقيق.

تعمل معامل تكرير البترول بهامش ربح ضئيل للغاية. ويعمل المخططون بمعامل تكرير البترول تحت ضغط لضمان الربحية وسط عدد كبير ومتنوع من المواد الخام، وهم يحتاجون إلى خيارات مرنة تتعلق بأنواع المنتجات التي يمكنهم إنتاجها وكمياتها. ولدراسة جميع الخيارات المتاحة، اعتاد هؤلاء المخططون على استخدام أدوات التخطيط الخطي. لكن المشكلة هنا تكمن في أن نموذج التكرير الذي تستخدمه أدوات التخطيط الخطي هذه لا يصلح إلا في نطاق تشغيل محدد لمعمل التكرير. علاوة على ذلك، تفتقد هذه الأدوات القدرة على التحديث التلقائي، ما يجعلها قديمة وغير فعالة. ونتيجة لذلك، تتحول العديد من معامل تكرير البترول إلى برنامج محاكاة العمليات الدقيق الذي يمكنه أن يحاكي بدقة معدات التكرير الأساسية كالمفاعلات ووحدات التقطير.

• سوف يتزايد تحسين المحطات في وقت فعلي – بدقة دون توقف عن العمل مع مراقبة العمليات التوافقية.

o تعمل الحلول البرمجية مثل مراقبة العمليات المتقدمة (إيه بي سي) على تحسين الإنتاج من خلال استخدام نماذج تقوم على بيانات فعلية لعمليات المحطات. يؤدي تغير العمليات حتماً إلى انحراف السلوك الفعلي للمحطات عن التمثيل النموذجي ما يؤدي إلى ضياع المزايا بمرور الزمن. وسوف تكون لدى الشركات التي تستخدم تقنية مراقبة العمليات التوافقية الأدوات اللازمة لتحديث النماذج في الخلفية مع تحسين المحطة في الوقت ذاته. تستخدم شركات الطاقة والكيماويات الأكبر حجماً والأكثر ربحاً على مستوى العالم تقنية مراقبة العمليات التوافقية من أجل تحقيق أفضل المزايا والممارسات الخاصة بمراقبة العمليات المتقدمة.

• هناك ثلاثة اتجاهات حديثة تتعلق بإدارة سلسلة التوريد وتحظى بالقبول في الوقت الحالي:

o أصبحت النظم السحابية هي السائدة بالنسبة إلى شركات النفط والغاز والبتروكيماويات: ويتمثل أول اتجاه واضح لإدارة سلسلة التوريد في تزايد اهتمام الشركات للاتجاه نحو استضافة حلول سلسلة التوريد السحابية. وعلى رغم أن خدمات الاستضافة السحابية موجودة منذ عدد من السنوات، فقد كان هناك اثنان من المخاوف الرئيسية التي عبر عنها زبائن الصناعات التحويلية – الأول يتعلق بالأمان والثاني يتعلق بزمن التشغيل/ إمكانية الوصول.

o تعتبر حلول تخطيط سلسلة التوريد القائمة على نظام تخطيط موارد المؤسسات (إيه آر بي) محدودة للغاية بالنسبة إلى تطبيقات تخطيط وجدولة سلسلة التوريد المستقبلية. ويتمثل الاتجاه الهام الثاني في ابتعاد الزبائن عن نظم تخطيط وجدولة سلسلة التوريد القائمة على نظام تخطيط موارد المؤسسات نظرًا إلى القصور الذي تعاني منه هذه الأدوات. وتسعى العديد من الشركات إلى إعادة التواصل مجدداً مع أفضل موردي نظم تخطيط وجدولة سلسلة التوريد من أجل إيجاد حلول أفضل تحل محل تقنية التخطيط والجدولة الحالية أو تؤدي دوراً مكملاً لها.

o تتزايد حدود التمويل بالنسبة إلى المشروعات. وأخيراً، نظراً إلى تزايد الشكوك حول الظروف الاقتصادية الحالية ومخاطر تنفيذ المشروعات، فإن الشركات تطلب عوائد أكبر على الاستثمار، بالإضافة إلى فترات استرداد أسرع وصافي قيمة حالية أعلى. ونرى شركات تبدأ مشروعها الثاني أو الثالث الخاص بتخطيط وجدولة سلسلة التوريد لاستبدال النظم القديمة التي لم تعد تفي باحتياجاتها.

إقرأ أيضا لـ "لوك شانتبي"

العدد 5224 - الأحد 25 ديسمبر 2016م الموافق 25 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً