العدد 5225 - الإثنين 26 ديسمبر 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1438هـ

الروح الرياضية والبطاقات الخضراء

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

البطاقات الخضراء في عالم كرة القدم لم يسمع بها الكثيرون؛ لأنها أبعد ما تكون عن ملاعبنا ليس فقط في كرة القدم وإنما في جميع الرياضات، ونتمنى أن نصل إلى اليوم الذي نشهد فيه مثل هذه البطاقات في ملاعبنا.

في رياضتنا المحلية القرارات التحكيمية باتجاه واحد فقط وهي الاعتراض المتواصل من المحتسب ضده الخطأ، وكلما زادت خطورة وأهمية الخطأ زادت الاعتراضات من جميع اللاعبين في بعض الأحيان، وبتدخل الجهازين الفني والإداري وحتى الجماهير، والاتجاه الثاني الرضا التام ممن يحتسب الخطأ لصالحه، سواء كان هذا الخطأ صحيحاً أم غير ذلك.

لا يوجد لدينا أي اتجاه ثالث، وهو ما بدأت تشجعه بعض الدوريات الأوروبية من خلال احتساب بطاقات خضراء لمن يظهر جانباً من الروح الرياضية، وهذه البطاقة لا تظهر في الملاعب إلى جانب البطاقات الصفراء والحمراء، وإنما تسجل في سجل اللاعب والفريق بعد نهاية المباراة عن طريق إبلاغ حكم اللقاء للحكم الرابع بالواقعة.

أولى البطاقات الخضراء تم احتسابها في دوري الدرجة الثانية الإيطالي لصالح لاعب فريق فيتشينزا كريستيان غالانو، وذلك لروحه الرياضية، بعد أن أخبر الحكم بأن الركلة الركنية التي احتسبها لفريقه في الدقيقة 53 غير صحيحة؛ لأن أحدًا من مدافعي الخصم لم يلمس الكرة قبل خروجها من الملعب.

هذا التصرف من قبل اللاعب اعتبر مثالا للروح الرياضية العالية يستحق عليه التقدير بهذه البطاقة الخضراء.

أما في دوري الدرجة الخامسة الألماني فإن لاعب فريق «إف سي بوخولت» اللاعب الإسباني طوني مونوز أظهر المثال الأبرز على الروح الرياضية بعد أن كان فريقه متخلفا بالنتيجة بهدفين نظيفين وقام هو باختراق الدفاع وسقط في داخل منطقة الجزاء فيما يبدو أنها ركلة جزاء واضحة لم يتردد الحكم في احتسابها، لكن اللاعب الإسباني ذهب إلى الحكم وأخبره في أذنه أنه لم يتعرض للعرقلة وركلة الجزاء غير صحيحة فتراجع الحكم عن قراره وألغى ركلة الجزاء ليخسر فريقه المباراة بنتيجة 3/1.

هذه الروح الرياضية العالية والاعتراف بخداع الحكم هو أحد أبرز التوجهات التي بدأت في كرة القدم العالمية، وتحديدا في الدرجات الدنيا في أوروبا تشجيعا لمزيد من اللعب النظيف على اعتبار أن الرياضة ليس فقط فوز وخسارة وإنما هي وسيلة حضارية نحو تعبير انساني أكثر رقيّاً.

في ملاعبنا التي يكون التنافس فيها محليا صرفا ومن دون حضور جماهيري في الكثير من الأحيان تصاب بالاستغراب من كمية الاحتجاجات والمناوشات والاعتراضات وصولا إلى الاشتباك حيث تغيب صور الروح الرياضية الحقيقية.

لسنا في البحرين بعيدين عن واقع خليجي وعربي مزرٍ في الكثير من تفاصيله، فقبل فترة بسيطة جدا كانت الأحداث ساخنة جدا في الدوري الكويتي وسط سقوط كامل للروح الرياضية واشتباكات بالأيدي واعتداء على الحكام.

البطاقات الخضراء هي إحدى العلامات الأكثر رقيًّا بعيداً عن البطاقات الصفراء والحمراء، وهي تعبير صادق عن أن لو تعامل الرياضيون بها حول العالم لما كان هناك حاجة إلى الإعادة التلفزيونية للتأكد من الحالات.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 5225 - الإثنين 26 ديسمبر 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً