العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ

نشطاء في التثقيف الصحي: الجماهير عماد الفعاليات الطبية.. والابتكار مهم

غداً هو اليوم العالمي للتوعية بالوقاية من الإيدز، شاركنا في فعاليتنا. غالباً ما قرأت هذا الاعلان أو أشباهه في نهاية الشهر الماضي أو بداية الشهر الحالي ضمن الاحتفالات باليوم العالمي للتوعية بمرض نقص المناعة المكتسب في منشور إلكتروني على الهاتف، أو في لوحة إعلانية في الشارع، أو في مطبوع.

ويعد العاملون في القطاع الصحي الفعاليات الصحية الجماهيرية من الوسائل المناسبة لبث التثقيف الصحي بوسائل مختلفة يتنافس فيها المنظمون على تقديم الخدمات الطبية والمعلومة بشكل شيق وجذّاب.

الجهود بحسب المستطلعة آراءهم في الاستطلاع التالي بيّنوا أن تنظيم وتنفيذ الفعاليات لايعتمد على المؤسسات الصحية فقط، وإنما الحضور الجماهيري هو ركيزة الفعالية. مشيرين لأهمية الابتكار في تطبيق الفعالية، والحصول على الدعم المالي والفني لعقد فعالية تسهم في تقديم تثقيف طبي يساعد الطبيب والمريض في استيعاب أساليب الوقاية وتطبيق العلاج بشكل سليم، في استثمار مهم ومربح للجميع.للتعرف أكثر على آراء ضيوف الوسط الطبي نترككم مع التفاصيل:

صديف: فعالياتنا على مدار العام

تشرف زهراء صديف أخصائي أول برامج تعزيز الصحة على سلسلة برامج صحية مقدمة من إدارة تعزيز الصحة في جدول دوري سنوي، وتهدف إلى تفعيل وتنفيذ برامج وزارة الصحة والتي تصب في برامج عمل الحكومة من خلال تنفيذ 6 مشاريع وهي: مشروع الحملة الوطنية الاعلامية، ومشروع الروضات الصديقة للصحة، ومشروع التثقيف بالترفيه المقرر انطلاقه في 2017، ومشروع المجمعات التجارية الصديقة للصحة الذي بدأ منذ 2015، ومشروع تَعَّلمْ واربح من خلال التعاون مع عيادات الاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة، ومشروع أتعايش مع مرضي من خلال التعاون مع عيادات الأمراض المزمنة بالمراكز الصحية لتعزيز صحة المريض الجسدية والنفسية.

ولتنفيذ البرامج تسعى إدارة تعزيز الصحة إلى تقديم أنشطة توعوية موسمية كموسم الصيف والشتاء والحج والعودة إلى المدارس، كما تشارك في الاحتفال بالأيام العالمية ذات العلاقة بالصحة كاليوم العالمي لمرض السكري، الأسبوع الخليجي لتعزيز الصحة، اليوم العالمي للصحة والسلامة وغيرها، كما أن هنالك برامج خاصة للأحداث الصحية الطارئة كانتشار أمراض معينة مثل الكورونا على سبيل المثال، ويوجد لجنة تقوم بعمل تقييم قبلي وبعدي للفعاليات المنظمة لتحسينها في المستقبل، بحسب الاخصائية صديف. وتشير إلى أن أهم ما يميز الفعاليات الصحية هي الشراكة المجتمعية بين القطاعين الخاص والعام، لكن هناك بعض الفعاليات يغلب عليها الطابع الشكلي فقط، لمجرد الاحتفال بالفعالية الصحية مما يفقد الفعالية أهدافها الحقيقية وتقل جودة الاستفادة منها.

أحياناً يجهل الجمهور وجود مثل هذه الفعاليات أو على من تطبق أو ماهية أهدافها لذلك تناشد صديف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لدعم مشاريعهم الصحية عن طريق التعريف بها والاعلان عنها، كما تشير إلى تراجع الدعم من قبل القطاع الخاص بسبب الظروف الاقتصادية، وتتمنى أن يستمر الدعم لأجل توعية المجتمع وتثقيفه صحياً، كما تشكر الوسط الطبي على دعمها المستمر لإبراز برامج تعزيز الصحة.

د.طاهر تبحث عن الابتكار

تجد طبيبة العائلة وعضو لجنة تعزيز الصحة في مركز البديع الصحي الدكتورة أمينة طاهر بأن المجتمع البحريني بكل مؤسساته من وزارة الصحة والأطباء والمؤسسات المدنية في القطاع العام والخاص وحتى على المستوى الفردي منطلق بشكل واضح في مجال التثقيف الصحي من باب “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”.

وعلى الرغم من أن بعض الفعاليات المقامة تكون أحياناً متكررة الأهداف والمحتوى إلا أن هنالك جهات تسعى للابتكار في فعالياتها كإدارة تعزيز الصحة.

وتسعى د.طاهر إلى تثقيف المجتمع صحياً بطرق مبتكرة على الرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجهها، فإقامة فعالية صحية بحاجة لتفرغ وجهد ودعم مالي واعلامي، لذلك من السهل على بعض الجهات تنظيم فعاليات بسيطة كالفحوصات الروتينية بدلاً من تنظيم فعالية مبتكرة.

وتفتخر د.طاهر بتنظيمها للعديد من الفعاليات التثقيفية على مستوى البحرين والمراكز الصحية، وتجد بأن أفضل فعالية قامت بتنظيمها هي “دايت آيدول “Diet Idol لما حققته من انطباع جميل لدى الناس بعد أن أدت أهدافها بشكل واضح، لدرجة أن الناس طالبوا بموسم ثانٍ لذات الفعالية. وأضافت إلى أن أحد أسباب اختيارها للتخصص في طب العائلة هو أنه يشكل بوابة أوسع للانطلاق لعموم الأفراد من خلال التثقيف الصحي، مؤكدة على أن التثقيف الصحي هو الحل الأنجع للعديد من المشاكل التي يمكن أن تواجه القطاع الصحي مثل زيادة عدد المترددين على المراكز الصحية والذي يرجع إلى تدني ثقافة الوعي الصحي في المجتمع حيث أن العديد من الحالات لا تستدعي استشارة طبية وإنما يمكن معالجتها بالمنزل لو توفرت الثقافة اللازمة لذلك. لافتة إلى أنه في غالب الأحيان لا يسعف وقت المراجعة الطبية للتثقيف الشامل لجميع المرضى، وعليه فإنها تجد بأن الاستثمار في مجال التثقيف الصحي يعتبر هو الأهم والأكثر ربحاً لجميع الأطراف في هذه المرحلة.

«نبضة الحياة» تجتمع في فريق

فريق نبضة حياة الاسعافي فريق تطوعي قوامه مجموعة من الشباب والشابات يعملون في القطاع الطبي منهم الأطباء والممرضين ومدربي الإسعافات الأولية والمسعفين واخصائيي تعزيز الصحة واخصائيي علاج طبيعي واخصائي مختبرات طبية وصيدلة بالإضافة لمجموعة من الاعلاميين والمتطوعين من خارج المجال الطبي.

بدأ نبض الفريق بتاريخ 14أبريل 2014م بشخصين فقط، أما اليوم بلغ عدد أعضاء الفريق 75 عضواً وعضوة، ويهدف إلى نشر ثقافة الاسعافات الأولية في المجتمع البحريني والتوعية الصحية السليمة وخلق مسعف في كل منزل .

ترى ابتسام علي مدربة اسعافات أولية دولية ورئيسة فريق نبضة حياة الاسعافي أن الفعاليات الصحية في البحرين تتميز ببساطتها الشديدة حيث تركز على فحوصات طبية فقط وقليلاً ما تجد تثقيف في مجال الغذاء والمجالات الطبية الأخرى، ومن ناحية أخرى لا تتوفر ورش العمل والدورات الخاصة في بعض المجالات الصحية حتى لو كانت بمبالغ رمزية إلا نادراً.

وتفخر ابتسام بفريق نبضة حياة الاسعافية الذي قام بتنظيم عدد كبير من الفعاليات الصحية المجانية التي تستهدف المواطنين والمقيمين في المجتمع البحريني، ومنها فعالية صحية أقيمت بجامعة العلوم التطبيقية حيث شارك الفريق في ركن الفحوصات الطبية لقياس الطول والوزن، وقياس ضغط الدم، وقياس نسبة السكر بالدم مع وجود استشارات طبية على يد أطباء وممرضين مختصين بناءً على نتيجة الفحص، كما تم توفير ركن للتثقيف بالاسعافات الأولية حيث شارك مدربين دوليين في هذا المجال وتم تدريب عدد من رجال أمن وموظفين وطلبة الجامعة على عملية الإنعاش القلبي الرئوي والتعامل مع حالات الغصة والغرق .

بالإضافة إلى احتواء الفعالية على ركن التثقيف الصحي (التغذية السليمة) وركن العلاج الطبيعي، حيث حصل المراجعين على استشارات مجانية من قبل اخصائيين مرخصين من قبل هيئة تنظيم المهن الصحية ومتطوعين من فريق نبضة حياة الاسعافي، حيث كان الاقبال كبيراً إذ وصل عدد المشاركين في الفعالية مايقارب الـ 500 مشارك من الجنسين .

وتشير إلى أن أفضل فعالية شارك فيها الفريق كانت ضمن مهرجان "أمي نبضة حياتي" الذي شارك فيه مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام بمناسبة عيد الأم، حيث تمت المشاركة بمجموعة من الفحوصات الطبية والمسابقات والالعاب التي تتناسب مع جميع الفئات العمرية .

وصرحت ابتسام علي أن هناك نشاط مبتكر وفريد من نوعه في البحرين يخطط له فريق نبضة حياة الاسعافي منذ ثلاثة أشهر يستهدف البدناء سيتم الإعلان عنه لاحقاً، هذا بالاضافة إلى استحداث برنامج خاص لموسم الصيف بالتعاون مع عدد كبير من الاخصائيين والاستشاريين ومدربي الاسعافات الأولية الدوليين على نطاق واسع في كل محافظات المملكة ويشمل البرنامج العديد من الفعاليات الصحية المتنوعة والنوعية الهادفة، كما يوجد برنامج خاص بالتعاون مع عدد من المدراس في البحرين هو الخطوة المقبلة لفريق نبضة حياة الاسعافي لـ 2017 .

وترى أن هناك مجالات صحية مهملة يجب الاهتمام بنشر ثقافتها والتوعية بها كمجال الاسعافات الأولية، حيث فقد المجتمع عدد كبير من الأرواح بسبب عدم الإلمام بالمعلومات الاسعافية البسيطة كالتعامل مع الغصة والغرق مثلاً أو حالة رجوع عضلة اللسان للخلف (مايسمى ببلع اللسان) وحالات الأزمات القلبية .

وبينت على الرغم من نجاح الفريق إلا أن العمل التطوعي يواجه العديد من الصعوبات والتحديات خصوصاً الدعم المالي، حيث يعتمد الفريق في إقامة أغلب فعالياته على دعم نفسه بنفسه، أما التحدي الآخر الذي يواجه الفريق أحياناً هو صعوبة الحصول على التصاريح من الجهات الرسمية لاقامة فعاليات صحية في بعض الأماكن العامة، ومع ذلك لا يمكن نسيان مساندة قسم تعزيز الصحة بوزارة الصحة، وقسم الإسعاف بمجمع السلمانية للفريق عن طريق ارسال عدد من الاخصائيين في فعالياتنا لسد النقص وقت الحاجة .

وتتمنى ابتسام علي من الجهات الرسمية وتجار المجتمع البحريني اعطاء اهتمام أكبر للفرق التطوعية الصحية من حيث الدعم المادي والمعنوي لتعود الفائدة الأكبر على المجتمع، لما تقدمه هذه الفرق التطوعية من خدمات تثقيفية وصحية مجانية تفيد جميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين والرقي بمجتمعنا البحريني الحبيب.

العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً