العدد 5228 - الخميس 29 ديسمبر 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1438هـ

رحيل هاني الهندي أحد القادة المؤسسين لحركة القوميين العرب

هاني محمود الهندي
هاني محمود الهندي

توفي في العاصمة الأردنية (عمّان)، يوم الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، قائداً من قيادات الفكر القومي المتنور وأحد القادة المؤسسين لحركة القوميين العرب، هاني محمود الهندي.

وولد الهندي في بغداد سنة 1927، وهو سوري من دمشق. والده المقدم محمود الهندي أحد ضباط الملك فيصل أثناء وجوده في دمشق. كان أحد المساهمين في تأسيس كتائب الفداء العربي في دمشق سنة 1949 مع جهاد ضاحي (سوري) وجورج حبش (فلسطيني) وحسين توفيق وعبدالقادر عامر (مصريين) وآخرين. انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية القومية لحركة القوميين العرب، وعين وزيراً في الحكومة السورية التي أطاحت حكم الانفصال في سنة 1963. ساهم في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وحاولت إسرائيل اغتياله في قبرص سنة 1981 حين فجرت سيارته فنجا، لكنه فقد ذراعه اليسرى.

وكتب عنه صديقه، أسعد عبدالرحمن بعد وفاته قائلاً «عرفته منذ نهاية العام 1968 فور خروجي من السجون الإسرائيلية مبعداً إلى خارج فلسطين. وبما يشبه لمح البصر، اصبحنا صديقين شبه متطابقين في الميول السياسية والثقافية والفكرية، وسرعان ما نمت هذه العلاقة اجتماعياً بين عائلتينا، واستمرت دون ان تشوبها شائبة حتى لحظة رحيله. وحين تحصلت على شهادة الدكتوراة من كندا في مطلع 1973، وبعد أن تقطعت بي السبل، كان عوناً كبيراً لي حين زودني بتذكرة سفر إلى بيروت حرصاً منه على عودتي للوطن».

وأضاف، «برحيله، يكون الستار قد اسدل بشكل شبه نهائي، على كوكبة من فرسان هذه الأمة، الذين بعثوا الأمل فيها، وتمسكوا بثوابتها القومية، وارادوا لها مكانة متميزة بين الأمم. وفي السياق، وحتى اللحظات الأخيرة من حياته، لطالما «فاجاءني» في لقاءاتنا المستمرة، بتفاؤله التاريخي على قدرة هذه الأمة على النهوض من كبوتها، مؤمناً بحتمية وحدتها، منتصراً لقضاياها وبخاصة قضية فلسطين، منحازاً إلى الضعفاء في مواجهة الأقوياء».

وأكد عبدالرحمن أن سيرة الراحل (هاني محمود الهندي) حافلة بمحطات نضالية وسياسية ممتدة منذ اواسط اربعينيات القرن الماضي سواء يوم أسس ونشط في «كتائب الفداء» أو يوم أسهم في تأسيس «حركة القوميين العرب» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» حتى لحظة الرحيل. فلقد بقي، طيلة حياته، مخلصاً وأميناً وعاملاً لدفع أفكار القومية العربية والوحدة العربية وتحرير فلسطين، قولاً وفعلاً، والتي ظلت دوماً في القلب منه، ومنها.

وأكد أن «مسيرته النضالية والسياسية عبارة عن سيرة عطرة عابقة بالنشاط القومي والمقاومة التي ورثها عن والده المرحوم الضابط العربي السوري محمود الهندي الذي كان أحد مؤسسي الجيش العراقي وأحد قادة جيش الإنقاذ في فلسطين، وشارك في حركات المقاومة المتعددة التي برزت بعد حرب 1947-1948، واستمر في هذا الطريق، ووجد أن السبيل الوحيد لاسترداد فلسطين يمر عبر أمة عربية موحدة القوى، وموحدة الأهداف».

وترك (الهندي) وراءه إرثاً نضالياً مكتوباً وثق فيه تاريخ حركة القوميين العرب مثلما

وضع أكثر من مؤلف عن فلسطين التي ارتبطت حياته بقضيتها وبالكفاح من أجلها، فصدر له (61) مؤلفاً، عن القومية العربية، وحركة القوميين العرب، والقضايا العربية المتعددة، ومنها «إسرائيل- فكرة- حركة- دولة». وهذه الكتب شكلت في «حركة القوميين العرب»، مادة تثقيفية ثرية.

لقد خسرت الأمة العربية بوفاة القائد هاني، أحد مفكريها وقادتها وهو الذي وهب حياته من أجلها وفي سبيل رفعتها ووحدتها. تلك الوحدة التي شكلت حلمه الأكبر مع كل اخوانه العروبيين، فناضل لقيام أول تجربة وحدوية معاصرة العام 1958، ثم ناضل ضد انفصال سورية عن الجمهورية العربية المتحدة العام 1961 وبعدها، وأصبح وزيراً للتخطيط في الحكومة السورية التي أطاحت بحكم الإنفصال العام 1963، وظل صديقاً قريباً من عقل ووجدان القائد الراحل جمال عبد الناصر وغيره.

ورغم محاولة اغتياله من قبل السلطات الإسرائيلية بتفجير سيارته في قبرص في

في العام 1981، وبتر ذراعه اليسرى، وإصابة امعائه، وتجلط دمه، وفقدانه السمع نهائياً في إحدى أذنيه وتعطل الأخرى، وبقائه في حالة حرجة أربعة أشهر كاملة، إلا أنه ظل على مواقفه رافضاً كل الحلول الاستسلامية مع الكيان الصهيوني ومثابراً على نضاله في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ورغم أن هاني لم يحقق ما حلم به وما ناضل من أجله، إلا أن الوحدة العربية كانت تعيش في ُصلب أحلامه وأهدافه وإن لم تتحقق.

العدد 5228 - الخميس 29 ديسمبر 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً