العدد 5228 - الخميس 29 ديسمبر 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1438هـ

تقنيات مذهلة وراء مستقبل القيادة الذاتية

في ضوء التطورات والمزايا الجديدة التي أثمرتها تقنيات القيادة الذاتية في مجال التنقل، برزت الكثير من التساؤلات، ومنها على سبيل المثال: كيف يثق السائقون بسيارات ذاتية القيادة؟ وكيف تتواصل هذه السيارات مع السائقين لتنبيههم بوجود مركبات أخرى على الطريق؟ وما هي الإجراءات التي ستتخذها المركبات بعد تحديد الأجسام والعلامات وغيرها من البُنى التحتية على الطريق مثل المسارات المحددة بالطلاء؟ وكما قال تيتسويا إيجيما في مقالنا الأخير على منصة «ميديوم»، فإن القبول الاجتماعي يشكل جانباً مهمّاً في مستقبل هذه التقنيات.

قدم نائب مدير عام إدارة تطوير تقنيات القيادة الذاتية لدى «نيسان»، تاكيشي سوندا، وفريق عمله الذي يضم نخبةً من المهندسين، إجابات لهذه التساؤلات وغيرها من خلال عملهم على تطوير تقنيات التواصل بين السيارات والسائقين.

ومع الانتشار الواسع للأجهزة الشخصية حول العالم، فإننا نتفاعل فعليّاً مع هذا النوع من التكنولوجيا عشرات المرات يوميّاً سواء من خلال شاشات الهواتف المحمولة العاملة بتقنية اللمس أو عبر الحواسب الشخصية أو حتى من خلال مكنات تحضير القهوة. كما نتفاعل مع هذه التقنيات بشكل رئيسي في سياراتنا من خلال دورها المحوري في لوحات عرض الأجهزة، وشاشات الملاحة العاملة بتقنية اللمس، ومزايا المساعدة على ركن السيارة.

ويعمل فريق سوندا على تطوير طيف واسع من التقنيات الجديدة التي تركز على تحقيق أعلى درجات التواصل والثقة بين السائقين وسياراتهم. وعدا عن التطور الفائق، يتعيّن على الباحثين أيضاً مراعاة العديد من الاختلافات بما فيها الجنس والعمر والتجربة والخبرة والتضاريس والثقافة وقوانين السير في البلدان المختلفة.

ويقول سوندا في هذا السياق: «تختلف تجارب القيادة بين البلدان؛ ففي فرنسا، تسير الدراجات النارية بحريّة على الطرق السريعة، أمّا في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، فتسير على الجوانب المقابلة للطرق. ولابدّ أيضاً من مراعاة الكثير من الأمور سواء على المستوى الفردي أو الثقافي، فالقيادة هي تجربة شخصية فريدة في نهاية المطاف، ولذلك من المهم الاطلاع على أكبر عدد ممكن من وجهات النظر».

وأضاف أن «فهم التوجهات ومراعاة الاختلافات هي مسألة تنطوي على مزايا مجزية للغاية، ولكن يصعب إنجازها منذ البداية. وهنا يبرز تساؤل مهم حول كيفية تطبيق هذه الخطوة على مستوى العالم لبناء الثقة». ويرى سوندا أن الشفافية هي المفتاح الرئيسي لتحقيق التوازن المطلوب.

وينبغي تطوير مستوى التفاعل بين السيارات وسائقيها بالتوازي مع تطور تقنيات القيادة الذاتية. وحالما تبدأ المركبات بجمع مزيد من المعلومات عبر تقنيات القيادة الذاتية، يتعيّن على الأنظمة أن تستطيع التعرف والتفاعل مع مجموعة متنوعة من الحالات. كما يجب أن تتمتع هذه التقنيات بسرعة عالية في إيصال المعلومات إلى السائق بطريقة سهلة الفهم. ويقول سوندا بهذا الخصوص: «نتطلع إلى توفير أعلى مستويات الراحة للزبائن ممن يستخدمون تقنيات القيادة الذكية للمرة الأولى. ولذلك ينبغي أن تكون هذه التقنيات بسيطة إلى أبعد الحدود».

ويتعين على السائقين معرفة المعلومات التي قامت السيارات بجمعها، والأهم من ذلك معرفة الخطوات التي ستقوم بها السيارة استناداً إلى تلك البيانات لضمان تجربة قيادة آمنة ومريحة.

لنفترض سيناريو تكون فيه بصدد تغيير مسارك على الطريق وفجأة تقترب منك سيارة مسرعة في المسار المجاور، فكيف ستقوم سيارتك بنقل المعلومات اللازمة عن تلك السيارة وما هي الإجراءات التي ستتخذها سيارتك استجابةً لذلك؟ أو دعونا نتصور إحدى زوايا المدينة عندما يتجاوز أحدهم رصيف المشاة ويبدأ عبور الشارع، فما الذي يجب على سيارتك أن تخبرك به في هذه الحالة؟ إن المستخدم بحاجة ليتم تنبيهه عبر هذه التقنيات دون أن يطغى دورها على دوره. وأكد سوندا في هذا السياق: «إنها مسألة توازن دقيق بين حجم المعلومات التي يتم التحكم بها وحجم تبادل هذه المعلومات».

ومن الواضح أن القيادة الذاتية ستغير شكل العلاقة بين السائقين وسياراتهم، وهذا تحدٍّ صعب يتصدى له سوندا وفريقه بكل امتياز. وقبل انضمامه إلى الشركة وعندما كان في السادسة عشرة من عمره، عمل سوندا على تطوير واجهات تحكم بنظام آلي للطائرات، واستفاد أثناء عمله على تلك الطائرات من خبرات طيارين مدربين قادرين على تشغيل تلك الطائرات وتقديم آراء مهمة حول تصميمها.

وبالنسبة إلى مشروع القيادة الذاتية، يستند فريق سوندا إلى تجاربهم في القيادة. لكنه سرعان ما يؤكد أن خبراته الشخصية خلف عجلة القيادة لا تعكس بالضرورة تجربة سائق آخر.

العدد 5228 - الخميس 29 ديسمبر 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً