العدد 5228 - الخميس 29 ديسمبر 2016م الموافق 29 ربيع الاول 1438هـ

كارلوس تيفيز من طفولة فقيرة الى الراتب الاعلى في تاريخ كرة القدم

نشأ الارجنتيني كارلوس تيفيز في الاحياء الخطرة لمنطقة "فويرتي اباتشي" في بوينوس ايرس، وسط فقر يمنعه من شراء حذاء جديد، ليصبح خلال ثلاثة عقود، اللاعب الاعلى اجرا في تاريخ كرة القدم.

في 32 عاما، قطع المهاجم الدولي الارجنتيني شوطا طويلا أشبه بالأحلام، تخللته مسيرة احترافية في أوروبا، يتوج حاليا بالانتقال من بوكا جونيورز الى شنغهاي غرينلاند الصيني، إذ سيتقاضى راتبا سنويا يناهز 40 مليون يورو.

والمبلغ هو اعلى راتب للاعب في التاريخ، علما ان آخرين يحققون دخلا سنويا أكبر، لكنه يكون مزيجا من راتب وعقود اعلانية وغيرها.

إلا أن درب كارلوس لم يكن على الدوام مفروشا بالورود والأموال.

فبعدما هجره والداه، تبناه قريبه سيغوندو تيفيز الذي اعتاد الطفل سريعا على مناداته "بابا". وبفضله، تمكن كارلوس الصغير من البقاء بعيدا عن يوميات العنف والدم في احياء منطقته، والتي كانت تنعكس سلبا على كل المحيطين به من افراد العائلة والاصدقاء.

فقد قتل أقرب أصدقائه برصاصة في الرأس، في تبادل لأطلاق النار مع الشرطة اعقب عملية سطو مسلح على كازينو في المدينة.

إحدى المحطات المؤثرة في حياته كانت في نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، عندما كان لا يزال في السادسة من عمره.

قرع مدرب فريق "اول بويز" للناشئين نوربرتو بروباتو منزل باب سيغوندو، محاولا اقناع الاخير السماح لابن شقيقه بالانضمام الى مدرسة كرة القدم التابعة للنادي.

لكن سيغوندو لم يكن يملك ثمن شراء حذاء رياضي للطفل.

بعد 12 عاما، عاد تيفيز من حصة تدريبية مع نادي بوكا جونيورز، ليجد ان سيغوندو، عامل البناء الفقير، قد باع المنزل بسعر متدن، وخسر عمله ايضا، في خضم ازمة اقتصادية خانقة.

كافح الرجل وزوجته لاطعام أولادهما الخمسة، الا ان الشاب كارلوس كان يحمل بعضا من الامل للعائلة، اذ بات يحصل على اجر شهري يوازي 200 دولار أميركي.

 

"متعطش دائما"

ولد تيفيز لخوان كارلوس كابرال وأم هي وفابيانا مارتينيز، ولم ينس يوما جميل سيغوندو تيفيز الذي منحه اسمه ورعايته.

ويقول كارلوس بيانكي، المدرب الذي أحرز تحت قيادته تيفيز غالبية ألقابه مع بوكا جونيورز، ان نجاح اللاعب سببه "كبرياؤه وتصميمه".

يضيف "عليك ان تراه يركض في الملعب لتفهم. كان مختلفا عن الآخرين، يقاتل على كل كرة وكأنها الاخيرة... هو متعطش دائما".

وتبدو على تيفيز ندوب الطفولة القاسية، أكانت نفسية ام حتى جسدية. وتظهر جليا على عنقه، آثار حروق تسببت بها مياه ساخنة، هو لم يزل في سن التاسعة، تطلبت تمضيته شهرين في المستشفى.

أطلقت عليه كنيات عدة، منها "الاباتشي" (وهي تسمية تجمع في الوقت نفسه بين المنطقة التي نشأ فيها والمروحية القتالية الاميركية)، اضافة الى "لاعب الشعب" و"كارليتوس".

وعلى رغم ان تيفيز اظهر خلال مسيرته ميله لاتباع قلبه بدلا من مصالحه المالية، يبدو انتقاله الى الصين مخالفا لهذا التوجه.

فالمهاجم الثلاثيني ترك نادي طفولته إذ كان يتقاضى راتبا سنويا يناهز مليوني يورو، وانتقل الى الصين ليتقاضى اضعافه. وكان "كارليتوس" عاد الى بوكا في 2015، بعد مسيرة احترافية اوروبية دافع فيها عن ألوان اندية بارزة، مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي الانكليزيين، وبطل الدوري الايطالي يوفنتوس.

وبعد عودته الى بلاده، قسم تيفيز وقته بين منطقة "لا بوكا" الراقية في بوينوس ايرس إذ منشآت النادي، وقصره في حي ايسيدرو الفخم.

وتحول الطفل المقيم في عالم من الفقر والاحياء التي تشهد اشتباكات مسلحة بشكل يومي، الى ثري يشتري المنازل لصالح افراد عائلته، ويزاول رياضة الغولف ولا يخفي حبه للسيارات الفارهة.

إلا أن كل ذلك لم ينسه المحتاجين، اذ يتبرع دوما للجمعيات الخيرية.

وتزوج تيفيز هذا الشهر من صديقته وأم أولاده الثلاثة فانيسا مانسيل، في حفل زفاف اقيم في الاوروغواي. إلا أن منزله تعرض للسرقة اثناء غيابه، في استعادة للحياة الخطرة التي ابتعد عنها، الا انها لم تفارقه.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً