العدد 5229 - الجمعة 30 ديسمبر 2016م الموافق 01 ربيع الثاني 1438هـ

عام صعب على الجميع

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ندخل غداً (الأحد) العام الجديد 2017 مخلفين وراء ظهورنا العام 2016 بكل ما فيه من خيره وشره، وألمه وسعادته، وأفراحه وأحزانه.

نخلف وراء ظهورنا عاماً «دراماتيكياً» بتحولاته، ومراحله، وتقلباته السياسية، فقد شهد ذلك العام في مطلعه اختناق الحلول للأزمة السياسية الخانقة، وشهد العام ذاته نهاية ذلك «الأمل»، بزيادة حدة التوتر، وقطع آخر الطرق العلنية لأي مبادرة للحوار بين الأطراف المتنازعة، وغلبت عليه سياسة استخدام القوة وفرض الواقع في ظل وضع اقليمي ملتهب ومتوتر.

بعيداً عن أحاديث المنجّمين، التي يتم تناقلها من باب التسلية مع مطلع كل عام جديد، فإنَّ المشهد السياسي والاقتصادي العالمي لا يبشّر بخير كثيراً في العام 2017، إذ تُبرزُ المؤشرات الأكثر واقعية للعام الجديد أنَّ أسعار النفط تتحسن، ولكنها مازالت دون الحد الكافي لإنهاء الأزمات المالية التي تعصف بالبلاد. في مطلع ذلك العام أعلن في الرابع من يناير/ كانون الثاني العام 2016، عن موافقة مجلس الوزراء على رفع الدعم عن الكهرباء والماء على البحرينيين الذين يملكون أكثر من حساب واحد، والأجانب وأصحاب الاشتراكات غير المنزلية تدريجياً وعلى مدى 4 سنوات، وذلك بدءاً من شهر مارس/ آذار2016.

بعد ذلك بأيام فقط (11 يناير 2016) أعلن مجلس الوزراء في قرار وصف بـ»المفاجئ» عن رفع أسعار البنزين، لترتفع الأسعار من 100 فلس إلى 160 فلساً للتر البنزين الواحد من فئة «الممتاز»، ومن 80 فلساً إلى 125 فلساً للتر البنزين الواحد من فئة «الجيد». في مطلع العام الصعب رأى البعض أنَّ البحرين «دخلت في نفق مظلم» مع استمرار انخفاض أسعار النفط (...)، حتى قامت الحكومة بعرض سيناريوهات الوضع المالي في البحرين وسعر برميل النفط.

وبحسب تلك السيناريوهات، فإنه في حال وصول سعر برميل النفط إلى 30 دولاراً فإنَّ إجمالي إيرادات البحرين (النفطية وغير النفطية) سيبلغ 1.429 مليار دينار، ولن تستطيع أن تغطي تلك الإيرادات باب المصروفات بشكل عام.

العام 2016، كان صعباً سياسياً، واقتصاديا واجتماعيا، حتى أعلن رسمياً أيضاً أن «البحرين تمُرُّ بتحدٍّ جرّاء انخفاض أسعار النفط، لكنها بعيدة كل البعد عن الإفلاس»، رغم شيوع التكهنات بأن أجور المواطنين سينالها نصيب مما يحدث في ظل تفاقم الأزمة. الأهم في مطلع ذلك العام «سياسياً وأمنياً»، هو الإعلان الرسمي عن «مساع للتحول من العمل باستراتيجية أمنية ترتكز على الاستعداد المستمر وردود الفعل على الحوادث، إلى استراتيجية أمنية تعتمد على الاستباقية»، وهو مؤشر جديد نقل الوضع السياسي في البحرين لحالة جديدة مختلفة فرضت بعدها تطورات سريعة.

كان أول تلك التطورات والتحولات السياسية في (14 يونيو/ حزيران 2016)، عندما صدر أمر قضائي بإغلاق جميع مقار جمعية «الوفاق»، والتحفظ على جميع حساباتها وأموالها الثابتة والمنقولة وتعليق نشاطها، وبتعيين مكتب الجمعيات السياسية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف حارساً قضائياً عليها، حتى تم حلها رسمياً لاحقاً. بعد 6 أيام فقط من غلق جمعية الوفاق (20 يونيو/ حزيران2016)، أعلنت وزارة الداخلية عن إسقاط الجنسية البحرينية عن الشيخ عيسى أحمد قاسم، ليقدم للمحاكمة بعد ذلك بتهمة جمع الأموال.

تلك الحوادث السياسية السريعة فرضت منذ ذلك اليوم حتى هذا اليوم ما عرف بـ»حصار الدراز»، ليكون ذلك المشهد شاهداً على أزمة سياسية صعبة، لم يعرف أي طرف بعد كيف يخرج منها!

كل الحوادث السياسية التي أعقبت كل ذلك، كانت نتاج ذينك الحدثين الأبرزين في العام 2016، وهما إغلاق «الوفاق»، وإسقاط جنسية الشيخ عيسى قاسم.

إرهاصات العام 2016 المتأزمة، سياسياً واقتصاديا، انتقلت للعام الجديد 2017، فالدراز مازالت «محاصرة» منذ 190 يوماً، والجمعية السياسية الوحيدة فعلياً التي يمكن التحاور معها بشأن إنهاء الأزمة السياسية المختنقة منذ فبراير/ شباط2011، قد حلت وأغلقت، والوضع الاقتصادي في البلاد «سيئ» والدين العام يرتفع لأوضاع مأساوية، وسياسة التقشف الرسمي تركت آثارها على المواطنين الذين باتوا يختنقون فعلاً من سوء الأوضاع المالية.

أمنياتنا أن تتغير الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في العام 2017، وأن يحدث ما لا يتوقعه أحد ليغير المشهد في بلادي لما هو أفضل للجميع.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 5229 - الجمعة 30 ديسمبر 2016م الموافق 01 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 48 | 7:19 ص

      كل عام وانتم بخير

      اللهم يامحول الحول واﻷحوال حول حالنا وحال المؤمنين الى احسن حال بجاه نبيك محمد واﻵل صلواتك وسلامك عليهم اجمعين يالله بالفرج القريب

    • زائر 46 | 7:05 ص

      عاما جديدا نبدأه ب بسم الله ومن الله وإلى الله
      عملنا هو حصادنا لزاد الآخرة
      عاما نبدأه بقلب صفحة ملئها الكثير من الآهات من حد وصوب
      أمهات ثكالى
      معتقلين وتضيق و كساد التجارة ونرجو من الله الخير الكثير
      ان على كل شيء قدير

    • زائر 52 زائر 46 | 1:52 م

      إي صح خوي الله يصلح أحوال الشعب السوري المظلوم وينتقم من قتلته عليهم من الله ما يستحقون هم ومن ساندهم وساعدهم ودعا لهم وفرح بمصيبتهم آمين

    • زائر 45 | 6:53 ص

      باي باي 2016 سنه سوداء..الله يعوضنا خير في سنه 2017

    • زائر 49 زائر 45 | 8:51 ص

      لاترجوا خيراً من السنة القادمة فلن تكون أحسن من اللي قبلها كل السنوات مثل بعض كلها بالنسبة لكم هي سنوات ظلماء سوداء كحلاء كنمط تفكيركم وهي مرآة لقلوبكم .
      " لن يُغييّر الله ما بقومٍ حتي يُغَيّروا ما بقلوبهم "

    • زائر 39 | 4:47 ص

      الى زائر 22 . ماذا فعلوا فى 2011 غير مطالبة الحكومه بحقوق المواطن؟

    • زائر 36 | 3:38 ص

      هابي نيو يير يا وسط يااحلى صحيفة اموااح

    • زائر 32 | 2:39 ص

      سلمت اناملك أستاذ هاني على هذا المقال الرائع . ولكن لدي تصحيح لمعلومة وللتوصيف الدقيق فإن جمعية الوفاق مع ما نالها من ظلم واستهداف وكذلك الجماعات التي ادعت انها ستقدم مبادرات مصالحة ليسوا الجهات الوحيده لإنهاء الأزمة . فهناك تيارات سياسيه هي التي لازالت على تحريك الشارع وكذلك الناس الذين لايتبعون الجمعيات السياسيه والظلم والانتهاك وقع عليهم وعلى عوائلهم سوف لن يقبلوا بأي حلول ترقيعية .

    • زائر 31 | 2:37 ص

      نتمنى تحقيق العدالة والمساواة واعتماد المواطنة فقط في جميع الوزارات وتكون الكفاءة هي وحدها المعيار ونتمنى كذلك من جمعياتنا الدينية السنية والشيعة كذلك اعتماد المواطنة وفى ضم أعضاءها حتى تكون جميعها مطالبها تكون من جميع مكونات الشعب وتذهب للحوار متحدين لا فريقين متضادين

    • زائر 30 | 2:35 ص

      إن شاء الله ياأستاذ هاني وفي نفس هذا اليوم من عام 2017 يكون عنوان موضوعك( عام خير على الجميع) اتمنى من الجميع العمل من أجل السلام والخير .. نعم الخير لكل الناس بعيدآ عن الطائفية وإلا نتقام والتشفي..ف الخيرين من هذا البلد ينظرون الى التصالح والخروج من المأزق..فهل من مجيب؟؟

    • زائر 41 زائر 30 | 6:20 ص

      اللذين أوقعوا أنفسهم في المأزق لايريدون الخروج منه فهم يريدون إستجلاب عطف الناس عليهم .

    • زائر 27 | 1:55 ص

      الذي يريد الخير لكل البحرين ليس طائفيا والذي يتكلم عن الفساد والتجنيس هو من يريد الخير لكل البحرين وليس لطائفة معينة ولكنا تعودنا على أناس تستفيد من الظلم وخلط الأوراق .

    • زائر 26 | 1:52 ص

      والله شاهد على كل ما حدث اذا أحد يبي يزور الحقائق مو على رب العباد الله سوف يحاسب حتى الكذاب الذي يقلب الحق باطل والباطل حق ، ولكن صبر جميل .

    • زائر 25 | 1:49 ص

      يا حجي 22 شنهو الي سووه الناس في 2011 طلبو العدالة وخرجو الناس من أجل تصحيح الواقع الي وصلنا إلى اسوئه يعني شسوت الناس ما سوت منكر ؟!

    • زائر 24 | 1:41 ص

      الخطاب العاطفي لا يجدي نفعا،، أغلب التعليقات عاطفية ....

    • زائر 23 | 1:14 ص

      إذلال علني مبطن منذ زمان بعيد تحول لإذلال ظاهر وجلي ومتقصد منذ ٢٠١١ حتى هذا اللحظة.رحمتك يارب بهذا الوطن والشعب الاصيل هم بعينك التي لا تنام

    • زائر 21 | 1:00 ص

      قال الله تعالى وعنده مفاتيح الغيب ولا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى تفإولوا بالخير تجدوه

    • زائر 20 | 12:57 ص

      اذا انتهت الازمة في اليمن ستنتهي ازمتنا

    • زائر 19 | 12:52 ص

      اخ هاني قال المتنبي متي يبلغ البنيان يوما تمام اذا كنت تبني وغيرك يهدم ان شاالله كلامي مفهوم

    • زائر 42 زائر 19 | 6:22 ص

      مافهمنا ولاشي

    • زائر 18 | 12:29 ص

      هذا وعد الله والله لا يخلف وعده

    • زائر 17 | 12:23 ص

      نتمنى في 2017 حل المشكلة السياسية التى تعصف بالبلاد والافراج عن السجناء السياسيين وعودة المنفين والجلوس على طولة الحوار مع جميع افراد الشعب ورفع المستوى المعيشي للمواطن ووقف سياسة التجنيس وتوظيف جميع المواطنين الاصليين وطرد المستوطنين الجدد وسحب جنسيات الحاصلين على الجنسية بدون وجه حق ..

    • زائر 16 | 12:22 ص

      الاماني والاحلام ببلاش

    • زائر 15 | 12:21 ص

      رغم الضبابية الا أن لا بد للظلم أن ينجلي ويأتي بالشمس المشرقة, قال جل حلاله : ( وأشرقت الارض بنور ربها ..)

    • زائر 14 | 12:02 ص

      سنة 2016 سنة سوداء كئيبة والسبب البلاء الذي حل بالشعوب من ظلم ا...

    • زائر 13 | 11:59 م

      هناك أمنيات كثيرة تجول في خاطر الناس بداية كل عام جديد على الصعيد السياسي أتمنى أن تجلس الحكومة مع الشعب من موالين ومعارضين وتضع النقاط على الحروف لنخرج البلاد من الأختناق السياسي.
      وعلى الصعيد الاقتصادي أتمنى من الحكومة أن تزيد الرواتب وتسقط القروض عن المواطنين.
      آمال وأمنيات كثيرة وكبيرة يتمناها المواطنين كل عام أسأل الله أن يجعلها سنة خير وسلام على أمة محمد صلى الله علي وآله وسلم وأن يجمعنا ويوحد كلمتنا لما فيه خير للبلاد والعباد.

    • زائر 44 زائر 13 | 6:25 ص

      ياريت الاحلام تجي حسب الطلب

    • زائر 12 | 11:58 م

      الوطن هم الشعب الاصيل ..

    • زائر 11 | 11:50 م

      الجميع فشل ف الحل ...

    • زائر 10 | 11:45 م

      انت أولاً أيها الوطن

      غداً اليوم الاول في٢٠١٧ ، يجعله الله سبحانه عام خير وامان على البحرين واهلها ، ومحق كل الشرور المحيطة وأبعدها عنك ياوطن مايقرب وما بعد ؛ عام سعيد على الجميع

    • زائر 9 | 11:23 م

      أتفق مع الزائر رقم 5 الكراهية ليست من صفات أهل البحرين وفي اللآخر كل خاسر يعني مافي رابح

    • زائر 8 | 11:04 م

      اللهم احفظ البحرين وشعب البحرين وملك البحرين

    • زائر 7 | 10:34 م

      شكرا الى زائر 5 وإليكم جميعا والى الوسط وابن الفردان

    • زائر 6 | 10:33 م

      مجرد رقم بيتغير والأحداث تسير بقبيحها وجميلها... نسأل الله أن يغير سوء حالنا إلى احسن من هذا الحال.

    • زائر 5 | 10:23 م

      بكلمة أو بخطاب من جلالة الملك تحل أزمة البحرين السياسية ويتبعها انفراج اقتصادي ، بوقف التجنيس العشوائي ووقف خطاب الكراهية من على منابر المساجد تنفرج أسارير الناس وينتشر الفرح بينهم. الحقد والكراهية ليستا من صفات أهل البحرين وإنما ضيق الحال وراتب لا يصمد لأربعة أيام وديون وقروض متراكمة على المواطنين نظرا لسوء توزيع الثروة هو من أثقل كاهل المواطنين، لذلك تراهم شاحبين وعيونهم شاخصة وكأنهم في ارذل العمر وهم عمر الشباب. نتمنى عاما جديدا تحل فيه مشاكل المواطنين وتعود المياه إلى مجاريها. قولوا آمين

    • زائر 22 زائر 5 | 1:11 ص

      في دول افقر من البحرين ماسوو الي سويتوه في 2011 خلك منطقي

    • زائر 29 زائر 22 | 2:34 ص

      البحرين مب فقيرة.. الفساد هو المشكلة.. لا تخلط المواضيع

    • زائر 4 | 10:07 م

      عام 2017 كان سيصعب أكثر لولا التفات النواب إلى سعر صلصة الطماطم و مطالذتهم بدعمها. كان سيصعب أكثر لولا تقنين النواب لتكبيل الشعب أكثر من خلال المطالبات بسجن من ينبس ببنت شفة مطالبا بتعديل وضع سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي او حقوقي..
      كان سيصعب أكثر لولا سفرات النواب الإستجمامية المدافعة عن الباطل. كان سيصعب أكثر لولا رقصات الصهاينة في ...... كان سيصعب أكثر لولا احتفالات الآسيويين و رقصهم في اعياد البهرين الوطنية.

    • زائر 3 | 9:48 م

      يارب في 2017 ان تنعم علينا بنعمة الامن والامان والاستقرار اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبه وترضاه وأعنهم لما فيه خير وصلاح واحفظ أوطاننا وسائر بلاد المسلمين

    • زائر 1 | 8:54 م

      ,

      نتمنى أن يكون العام المقبل عاما مبشرا لنا بالخير وأن تحل جميع الأزمات، وأن يفرج عن كل سجين وأن يعطى كل ذي حق حقه... كذلك نتمنى أن ينتهي خطاب الكراهية وأن يعالج الفساد المستفحل... كل عام وأنتم بخير

اقرأ ايضاً