العدد 5230 - السبت 31 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1438هـ

السفير الفلسطيني لـ «الوسط»: لم نُفاجأ بردّة فعل البحرينيين المقاوم للتطبيع... وتحيّة لكل الأطياف والطوائف

فلسطين تضيء شعلة ثورتها الـ 52: قرار مجلس الأمن «نصر دبلوماسي»

فخرو متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير عقيل الفردان
فخرو متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير عقيل الفردان

علق السفير الفلسطيني طه محمد عبدالقادر على سؤال لـ«الوسط»، بشأن موجة البيانات البحرينية الممانعة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فقال، «لم تفاجئنا ردة الفعل هذه، فالشعب البحريني كله بدون استثناء توحد حول فلسطين».

وبعد أن وجه السفير التحية إلى البحرينيين من الأطياف والفئات كافة، قال: «إن اختلف الشعب البحريني على قضية هنا وقضية هناك إلا أن كل فئاته بقيادته، وعلى رأسهم جلالة الملك مع القضية الفلسطينية».

وأضاف «نحن على ثقة بأن الشعب البحريني بكل طوائفه وأحزابه مع القضية الفلسطينية، ولم يكن في يوم من الأيام غير ذلك، فمنذ أكثر من 70 عاماً والشعب البحريني يقف بجانب الشعب الفلسطيني، وقيادة البحرين، ممثلة في جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء لم تتأخر يوماً عن دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة أن العاهل يؤكد دائماً مركزية القضية الفلسطينية للأمتين العربية والإسلامية».

جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقامتها سفارة دولة فلسطين مساء أمس السبت (31 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، بمناسبة «إضاءة شعلة الانطلاقة 52 للثورة الفلسطينية».

وخلال الاحتفالية التي احتضنها مقر السفارة في أم الحصم، رقص الحضور من الفلسطينين والسفراء الحاضرين الدبكة الفلسطينية على وقع الأناشيد الثورية، فيما وقف السفير الفلسطيني في باحة المبنى ليلقي ومن حوله سفراء السلك الدبلوماسي في البحرين وممثل وزارة الخارجية ظافر العمران، كلمته.

يقول السفير: «في الذكرى 52 لانطلاقة الثورة التي انطلقت العام 1965 وفي مثل هذه الليلة تحركت القوات من كل بلدان الطوق لتنطلق المجموعات الفدائية، وفي مثل هذه الليلة كانت الصرخة للعالم بأن شعب فلسطين شعب مناضل، ولا يمكن أن يبقى باسم اللاجئين الفلسطينيين وليتحول إلى ثورة، راسماً الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين».

وأضاف «وها نحن بعد 52 عاماً استطعنا أن نوجد اسم فلسطين الذي قالت عنه رئيسة وزراء إسرائيل سابقا غولدا مائير (لا يوجد شعب فلسطين)، لكننا اليوم وبعد تضحيات الشهداء أصبحنا على الخارطة وفلسطين موجودة باعتراف العالم أجمع».

ووجه السفير الفلسطيني التحية إلى «شهداء النضال الفلسطيني وشهداء الأمة العربية، وإلى الأسرى البواسل وعددهم يتجاوز 8 آلاف أسير يعانون نير الاحتلال، وهم من يضيء لنا الطريق ويؤكد حتمية وصولنا إلى الحرية».

كما قال: «في هذا اليوم أتوجه بالتحية إلى كل من ماليزيا، نيوزيلندا، السنغال، وفنزويلا، نظير دعمهم قرار مجلس الأمن بإيقاف الاستيطان، فانتصرت الدبلوماسية الفلسطينية بفضل ذلك والتي يقودها الرئيس محمود عباس، وبدعم 134 دولة تعترف بدولة فلسطين، فشكرا للدول الأربع والتي أسميها ملاطفة بدول الـ (منسف)».

وأردف «بجانب ذلك، من المهم وحيث المحاولات المسيئة هنا وهناك، أن نتوجه بالشكر إلى الشقيقة مصر التي كانت ومازالت وستبقى بجانب فلسطين، حيث تواصل القيادة والرئاسة والخارجية الفلسطينية مع الأشقاء في مختلف الدول ومن بينها مصر، السعودية، المغرب، قطر، ولا أنسى الجزائر التي كانت ولاتزال من أكبر الداعمين لفلسطين، ولم تتأخر شهرا واحدا عن تقديم دعمها».

وفي الحديث عن قرار مجلس الأمن الخاص بإيقاف المستوطنات، قال: «نحن أمام انتصار دبلوماسي، ومن يريد أن يعرف معنى ذلك فليراقب نتيناهو وحكومته اليمينية»، مضيفا «خلال أيام سينعقد مؤتمر باريس، ونأمل أن يشكل أرضية حقيقية للسياسة الأميركية القادمة، بما يسهم في إحقاق الحق للشعب الفلسطيني».

وتابع «أسمينا العام 2017 بعام الوحدة والاستقلال، ودحر الاحتلال، ونأمل الانتقال باعتراف بفلسطين كدولة مستقلة في الأمم المتحدة بدل أن تكون عضواً مراقباً، وواثقون أننا سنصل إلى هدفنا، ممثلا في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، شاء من شاء وأبى من أبى».

«الخارجية»: موقفنا ثابت

وفي كلمة لممثل وزارة الخارجية ظافر العمران، قال إن موقف مملكة البحرين من أجل نصرة القضية الفلسطينية ومساعدة شعبها الشقيق للتخلص من معاناته ثابت وراسخ، ويؤكده عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في جميع المحافل المحلية والعالمية. وعقب «من الضروري العمل الجاد من أجل الوصول إلى حل عادل ودائم وشامل، وذلك عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وأضاف العمران «لانزال ندعو المجتمع الدولي إلى مؤازرة ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، كما أنه ليسعدنا موافقة مجلس الأمن بأغلبية ساحقة على قرار يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يؤكد القرار عدم شرعية انشاء إسرائيل للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ليعد انشاء المستوطنات انتهاكا صارخا بموجب القانون الدولي».

فخرو: قلق إزاء التطبيع

بدوره، قال المفكر العروبي علي فخرو في تصريح لـ «الوسط»: «نحن هنا لنحتفل بتلك الثورة العظيمة التي حين تفجرت كانت المدخل الحقيقي لكثير من الأجيال العربية للدخول في صراع وجودي مع الكيان الصهيوني، والآن وبعد مضي كل تلك السنين يجب أن نعترف بأن الشعب العربي الذي كان يحارب حربا واحدة وهي حرب محاولة دحر الصهيونية، هو اليوم يخوض حربين، حرباً ضد الصهاينة المتجذرين الآن في أرض فلسطين وحرباً أخرى ضد المطبعين بكل أشكالها وأنواعها التي نراها يوميا».

وبشأن ما أظهره الشعب العربي، وتحديدا البحريني حيال ذلك، قال: «الشعب العربي بغالبيته الساحقة ضد هذا التطبيع، غير أن الشيء المؤلم والموجع أن العديد من الأنظمة العربية التي لا تحتاج أن تطبع، تطبع، والسبب يعود إلى الضغوط عليها من الخارج».

وعبر فخرو عن قلقه البالغ حيال محاولات التطبيع هنا وهناك، وعقب «هؤلاء المطبعون سيكسرون أهم حاجز في وجه الوجود الصهيوني، فاليوم عندما تصبح هذه الأرض المدمرة الضعيفة ساحة تلعب فيها المؤسسات الصهيونية، فإن الأحزان القادمة من داخل فلسطين المحتلة ستكون كبيرة جدا».

الجودر: لا للفرز

أما الشيخ صلاح الجودر، فبين أن القضية الفلسطينية وبعد 52 عاماً على انطلاقة ثورتها لا تزال حية وموجودة في قلب كل عربي، وأكثر من ذلك فقد أضحت القضية أكثر إصراراً مع القرار الأممي 2334 والذي جاء ليؤيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف».

وتعليقا على هواجس التطبيع، قال الجودر: «لا خوف على فلسطين فالقضية أصبحت واضحة الآن وأكثر مما كانت عليه سابقاً، مدعوماً ذلك بتأكيد الشعوب العربية على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وفي عودة شعبهم إلى أرضهم».

ونوه إلى وجود كيان يحاول عبر عنوان «التطبيع» شق الصف بالنسبة لشعوب الوحدة العربية المتمسكة بالقضية الفلسطينية.

وبشأن موجة البيانات البحرينية الرافضة للتطبيع، قال: «هذا حق للشعب البحريني؛ للتعبير عن موقفه الرافض للتطبيع، وبالنسبة إلى الحادثة الأخيرة فقد كان لصاحب المجلس توضيح بين فيه استغفاله، لكن مع الأسف الشديد هناك من يحاول الدخول في الموضوع ببيانات وفرز للمجتمع بين مطبع وغير مطبع وهي محاولات ستبوء بالفشل على اعتبار أن المجتمع البحريني متماسك».

السفير الفلسطيني يلقي كلمته في الحفل
السفير الفلسطيني يلقي كلمته في الحفل
السفير الفلسطيني مصرحاً إلى «الوسط»
السفير الفلسطيني مصرحاً إلى «الوسط»

العدد 5230 - السبت 31 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً