العدد 5230 - السبت 31 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1438هـ

نادر كاظم مدشناً كتابه الباحث عن وحش الهوية في العيش مع المثيل (خارج) الجماعة... (داخل) النسيج المتنوع في المجتمع البحريني

في حفل توقيع كتابه: «(خارج) الجماعة: عن الفرد والدولة والتعددية الثقافية»، بدا (داخل) النسيج البحريني متنوعاً حضوراً وتفاعلاً مع المؤلف والأكاديمي نادر كاظم، فأطياف متعددة الاتجاهات حرصت على الحضور لاقتناء نسخة من كتاب تعددت أسئلته: «هل التعددية الثقافية مذنبة؟ وهل هي بدعة ليبرالية؟ وأين تكمن معضلة الاعتراف في التعددية الثقافية؟ وهل البحرين دولة متعددة الثقافات؟ متى يظهر ضد التطابق مع الآخرين؟ وكيف هو شكل وحش الهوية في العيش مع المثيل بأي ثمن؟».

ووفق حدود (التوقيع) وازدحام المقبلين، لم تكن الفرصة متاحة لأحاديث ونقاشات بين المؤلف والحضور، لكن ثمة علامة بارزة سبقت تدشين الكتاب الصادر عن (دار سؤال - لبنان) وهي ما قرأه الجمهور في الصحافة عن الكتاب ومضمونه، محلياً وعربياً، وأبرز ما شملته بضع أخبار وتقارير ولقاءات صحافية وإعلامية مع المؤلف هو المنطلق الإشكالي لانتماء الفرد وهو واحد من الإشكاليات المؤثرة والرئيسة في التعددية الثقافية تتضاعف إلحاحاً من باب متطلبات الانتماء بالنسبة لكيان دولة أو مطالب جماعات، طوائف، تيارات، وغيرها، وأبلغ وصف تناوله الصحافة العربية ما تحويه عبارة: «لمقاومة ضرب عنيد من ضروب الاختزال كما يذهب الكتاب، وهو اختزال الإنسان في انتمائه الجماعي وهويته الثقافية التي يجرى تصويرها على أنها قدر المرء الحتمي ومصيره الذي لا مهرب له منه».

ولعل الكاتب انطلق مباشرة في مقدمته حين ساق بضع أمثلة: «أن يفكر شخص نباتي في الانضمام إلى ناد مخصص للنباتيين فقط، فهذا شأن خاص لا يثير أي جدل عام، والحال هو هو حين يقرر شخص سمين الانضمام إلى ناد يضم في عضويته البدناء فقط، أو حين يقرر شخص مدافع عن البيئة أو عن حقوق الحيوان الانضمام إلى جمعية بيئية أو جمعية للرفق بالحيوان، إلا أن الوضع مختلف تماماً حين يقرر شخص شيعي الانضمام إلى جمعية خيرية شيعية، أو حين ينضم شخص سني إلى عضوية ناد خاص بالسنة، وكذا الحال حين ينضم مسيحي أو يهودي إلى جمعية مسيحية أو يهودية... لماذا لا تثير العضوية الأولى جدلاً عاماً، في حين قد تثور ثائرة كثير من الحداثيين، عندنا، من قوميين ويساريين وليبراليين على العضوية الثانية؟».

ويجيب المؤلف: «ليس من العسير معرفة مسببات هذا النفور لدى القوميين ولدى اليسار، فالقوميون يتعاملون مع الانتماءات المذهبية أو الدينية على أنها انتماءات فرعية وضيقة، وهي بمثابة وصفات جاهزة وخبيثة لتمزيق الأمة، وتقسيم المجتمع، وتشجيع التعصب والتخندق الطائفي، والخروج على الإجماع القومي، ولا يختلف اليسار عن القوميين كثيراً في هذا التحليل، إذ أن التركيز لدى اليسار يتجاوز الانتماء القومي ليصب على الانتماء الطبقي وهو انتماء ينبغي أن يكون أممياً متجاوزاً للحدود القومية والدينية».

ولم يغفل الكاتب عن مشهد قائم وعتيد، أسماه «الجماعية القمعية»، بما تحمله من أسس لتعميق ارتباط وانتماء واتصال الفرد إلى جماعة بعينها... جماعته تحديداً، وهي واحدة من قبضات هيمنة الجماعات على المنتسبين إليها وكأنهم ممتلكات خاصة بالجماعة، وبهذا يقعون تحت طائلة الالتزام الواجب للجماعة، سمعاً وطاعةً، دون حرية الخيار والقرار.

وقد يتناغم التوافق مع الكاتب حيناً، وينشأ عدم التوافق حيناً آخر وفقاً للقارئ، لكن القيمة الأساسية ذات البينونة الكبرى في كتاب (خارج الجماعة) هي تعميق قيمة الانتماء وحق الناس في الخيار والقرار وفي فهم التعددية الثقافية والعيش مع المؤتلف والمختلف تحت سقف مجتمع واحد.

المؤلف والأكاديمي نادر كاظم خلال التوقيع على كتاب خارج الجماعة
المؤلف والأكاديمي نادر كاظم خلال التوقيع على كتاب خارج الجماعة

العدد 5230 - السبت 31 ديسمبر 2016م الموافق 02 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:18 ص

      الحمدلله ان الاسلام يجمعنا لا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى والتفرقه من الشيطان

اقرأ ايضاً