العدد 5243 - الجمعة 13 يناير 2017م الموافق 15 ربيع الثاني 1438هـ

بالفيديو ... البحر يغدر بعميده 3 مرات: كرمني الوزير حميدان... وخرجت من المولد بلا حمص

الحاج يوسف الكاسور... 87 عاماً دون تقاعد وتعويض ووحدة سكنية

الحاج يوسف علي عبدالله متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير : محمد المخرق
الحاج يوسف علي عبدالله متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير : محمد المخرق

87 عاماً، قضى عميد بحارة المحافظة الشمالية الحاج يوسف علي عبدالله، جلها في بحره، لينتهي به المطاف إلى حال عبر عنه هو بالقول: «غدر بي البحر 3 مرات، وخرجت من المولد بلا حمص».

تفصيلاً لذلك، أوضح الحاج يوسف والملقب في قريته الديه بـ(الكاسور)، «صحوت بعد كل هذه السنين على واقع مر، حصيلته بقائي بلا تأمين ولا تقاعد، ولا تعويض مالي (المخصص للبحارة المحترفين مقابل أعمال الدفان والبالغ 28 ألف دينار)، إلى جانب عدم منحي وحدة سكنية موعودة لي منذ العام 2010 من قبل المسئولين في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية».

ونظراً لتسجيله كبحار محترف، لم يتم إدراج اسم الحاج يوسف (ومعه ابنه محمد ذو الـ 55 عاماً)، ضمن طلبات وزارة الإسكان، في ظل عدم وجود وظيفة تستقطع منها اشتراكات التأمين الشهرية، ليعلق الكاسور على ذلك بالقول «خفقنا من الصوبين»، معولاً في هذا الصدد على توجيهات رئيس الهيئة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة.

وإلى جانب ذلك، كان الكاسور يشير إلى عدم إنشاء الصندوق الخاص بدعم البحارة المحترفين، والذي بموجبه يتم صرف رواتب شهرية من قبل الدولة، كتكريم حقيقي للبحارة المحترفين.

أحلام لم تتحقق بعد، حدت بالكاسور للتأوه وهو يعلق على ما ناله من البحر: «خسرت ما استفدت، فحياتي كلها في البحر، واليوم أنا بلا تعويض ولا بيت. عيوني راحت (بسبب إصابتها بسيخ حديد في البحر)، وقاعد (ما ميش)».

ونال الحاج يوسف تكريماً من قبل وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، في الحفل الذي جاء تحت رعاية عاهل البلاد وخصص لتكريم العمال المجدين والمتفوقين والمنشآت المتميزة بالقطاع الأهلي.

تكريم علق عليه الحاج يوسف لحظة لقائه مع «الوسط»، بالقول: «أشكر الوزير على هذه اللفتة الكريمة، والتي تأتي في إطار تقديره لعطاءات مختلف الفئات في مملكة البحرين، لكن ليسمح لي الوزير العزيز ببث معاناتي مع البحر، ومع بقاء حقي معلقاً».

وأضاف «منحت في التكريم مبلغاً وقدره 300 دينار، وزعتها على أحفادي لحظة استقبالهم لي عند الباب. هو مبلغ تشكر عليه الوزارة لكن من حقي السؤال عن التعويض المالي الذي لم أنله بعد، وما آمله من الوزير أن يسهم بجهوده المشكورة في إعادة حقي الضائع».

وتعود بداية حكاية «الكاسور» وأحلامه إلى العام 2010، حين عقدت الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية اجتماعاً مع البحارة المحترفين، لتقدم لهم الوعود التي خرج منها الحاج يوسف خالي الوفاض، من بين ذلك «الحصول على وحدة سكنية في المدينة الشمالية»، كما يقول الحاج يوسف.

معاناة وألم، لم يدفعان (الكاسور) للكفر بالبحر الذي لايزال يخوض غماره كل يوم، وهو يقول لحظة استراحته فوق كبينته الموجودة في ساحل كرباباد، متحدثاً والبحر من خلفه «أخذ عمري كله وما منحني شيئاً، لكني ما قطعته وكل يوم أدش، وإذا أقطعه ما أقدر أمشي».

تحدث الكاسور عن البحر وأفاض. هو سر حياته الذي لا يطيق فراقه، وعنه كانت شكوى نتائج الدفان و(الغزول) على الثروة السمكية، حتى قال: «في السابق كنت أعود من البحر بثلاث ثلاجات، واليوم بالكاد أصطاد عبر 6 حظور ثلاجة واحدة كل يوم (تحمل الثلاجة الواحدة 40 كيلوغراماً من الأسماك)».

وبعد أن كان البحر يلاطم بأمواجه بيوت الديهيين، وعلى زرقته كان محمد ابن الحاج يوسف يتمدد على جذع نخلة في موقع مجمع السيف حالياً، تقلصت اليوم أعداد بحارة الديه بشكل كبير، وليطلق (الكاسور) نبوءته «البحر ينتهي، فبعد تدمير مواطن تكاثر الأسماك (بيوتها)، أعدادها اليوم تتقلص أكثر وأكثر».

واستشهد (الكاسور) على ذلك بمثال سمك الميد، وهو يقول «في السابق نصطاده بـ(البادية)، أما اليوم فقد تقلصت أعداده كثيراً وارتفع سعر الكيلو منه إلى 5 دنانير، ولم يعد لـ(الميدة) الأصلية وجود»، أما ابنه محمد فيعلق بلهجته الديهية الصرفة «الأول، (الياهل) بس يحط (البادية) على السيف يصيد 10 كيلوغرامات من الميد، وإذا قلنا إن الكيلو الواحد منه يباع اليوم بـ 5 دنانير، فهذا يعني أن ما كان يصطاده (الياهل) في تلك الأيام يصل بقيمته إلى50 ديناراً».

ولا يختلف مصير محمد عن مصير أبيه كثيراً، فالابن والبحار المحترف لم يتمم بعد 55 عاماً نصف دينه، «عاف الزواج، وظل (يباري) أباه وأمه»، يختتم الحديث أخوه حسين، والأمل لم ينقطع في استجابة رسمية لنداءات (العميد) وأحلامه.

العدد 5243 - الجمعة 13 يناير 2017م الموافق 15 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 11:23 ص

      لماذا لا يوجد دعم لهذه المهن مع العلم ان هذه المهنة تساهم في التنمية الغذائية للمواطنين و الوافدين

    • زائر 27 | 11:22 ص

      نعم الرجل مستحق
      احس فية ظلم بعدم تعويضة
      على العموم الوزير ما بقصر

    • زائر 26 | 10:27 ص

      ما أظن يصيد ثلاجه في اليوم
      اصلا لحضور ما صيد شيء هذه الأيام يمكن يقصد قبل عشرين سنه

    • زائر 22 | 2:55 ص

      عنه مسكين لو بس يعطيه ابويت مو بيت مايقدر اساعد المسكين

    • زائر 21 | 2:07 ص

      التكريم ٣٠٠ دينار حق حجي يوسف ، والبيت والتقاعد والتعويض حق الاجنبي وما لك إلا الريش يا المواطن لا يعرفون ٩٠ لو ٢٠٠ سنة تشتغل في هالديرة ! لكن الاجنبي من يوصل البلد حصل بيت ووظيفة وكل الخير مال بلدنا ليهم ، الله كريم يا حجي

    • زائر 20 | 1:40 ص

      سؤال إلى المسئولين بالمملكة :
      تعويض دفان البحر مبلغ كبير جداً ويصل إلى ٢٨ الف دينار لكل بحار محترف وقد حصل عليه البعض فقط بمساعدة نواب وشخصيات كبيرة ، وخسر منه البعض الأخر ! هل سقطت اسماءهم سهواً ؟

    • زائر 19 | 1:32 ص

      نشكر صحيفة الوسط والصحفي محمد العلوي على هذه المقابلة المميزة مع عميد البحر الحاج / يوسف بن علي ، ونذكر بأن هذا الرجل هو من رجال قرية الديه وله تاريخ عريق جداً ونحن نفخر به ونتمنى ان يتم يحصل على التقدير المناسب وان يتم تقديره من اعلى المسئولين بالدولة
      العنيسي

    • زائر 18 | 1:26 ص

      ااحمد ربك

      في الشهر 900 على قولتك هاي شغل بحر مو لعبه ولين انتا عطالي روح البحر اترزق الله

    • زائر 17 | 1:06 ص

      البحار غدار ، غدر بي
      ما اجل هذا الكلام من الحاج يوسف بن علي ، لقد دمعة عيني على حال هذا الرجل ، نطالب المسئولين بالدولة ايجاد حل لهذه المهن واصحابها

    • زائر 15 | 12:36 ص

      زائر 12
      صدق للين قالو محسود الفقير على موت يوم الجمعة

    • زائر 14 | 12:36 ص

      خاف ربك حاسد هالفقير

    • زائر 13 | 12:30 ص

      كل يوم ثلاجة !! البحر ناشف ، لكن قالوها قبل الحاسد في الارض والرازق في السما ، حجي يوسف تاج على الراس ويجب ان يخلد ويكتب في تاريخ صفحات الماضي والحاضر ، لم يحصل على وحدة سكنية ولا تأمين ولا تعويض الدفان وغيره آكلها بارزه

    • زائر 12 | 12:08 ص

      كل يوم ثلاجه يعني على الاقل 30 دينار .. شهريا 900 دينار .. قول الحمد لله غيرك عاطل

    • زائر 23 زائر 12 | 3:20 ص

      يا أخي خلها (50) في اليوم بمجموع( 1500) دينار ناقص مصاريف يومية لمعدات ولوازم الصيد والبترول والزيت والزوادة والصيانة ومصاريف البيت وأجرة الكهرباء والماء والهاتف و أجر عاملين وسكنهما بما مقداره (-63) بمجموع -1890دينار يوميا يعني لازم تسلم إنت للحجي 13 دينار كل يوم .

    • زائر 24 زائر 23 | 3:48 ص

      وردت كلمة يوميا بعد مجموع المصاريف اليومية والصحيح القصد ( - 1890) دينار شهريا .

    • زائر 11 | 11:57 م

      والله عجب المواطن يصير شايب ومدقدق ويوصل فوق 80 سنة وللحين ينتظر بيت في الإسكان وليش الدولة
      \nما أنصفته وخلته في المقدمة وعطته قبل الاجنبي خصوصا من اسكان اللوزي وغير اللوزي نفس الي وزعتهم
      \nعلى مال النيل الأبيض محافظ ا.............. الي ما صار له بعضهم في البحرين حتى 5
      \nإلى 10 سنوات حتى المذيع يوم سأل بعضهم ردو عليه وقالو له للحين محافظين على اللهجة والتقاليد السودانية

    • زائر 10 | 11:22 م

      إن شاء الله مايصير الا خاطركم طيب .. تستاهلون ويستاهل حجّي يوسف.

    • زائر 9 | 11:16 م

      المواطن الاصلي ولد البلد محروم من جميع خير بلده والمواطن الجديد اول ما يوصل يعطونه خير البلد ويسلمونه زمام الامور

    • زائر 16 زائر 9 | 12:38 ص

      الخير الي الأجنبي والمواطن حاله الا البجئ الي الله نشتكي .وين زمانه القديم ناكل من خيرات البحر وخيرات مزارع البلد @@!! الله يعينك يا كاسور الوطن

    • زائر 8 | 11:14 م

      نشكر الوسط وهذا اللقاء المنيز ونطالبها بالكشف عن مصير المبلغ المالي للدفان والذي استفاد منه البعض من البحارة المحترفين وليس الكل !!

    • زائر 7 | 10:45 م

      عمره يقارب ال ٩٠ سنة والتكريم ٣٠٠ دينار !! وين المسئولين بالدولة عن حفظ المهن التراثية ؟ ٣٠٠ دينار لو تعطيها شاب خلصها في ١٠ دقائق مو تعطيها جد وصاحب عائلة يگد على عياله ، خيرش ل غيري يا ديرتي

    • زائر 6 | 10:41 م

      حجي يوسف الكاسور رجل كريم ويستاهل التكريم الذي يليق به ، معروف من رجال قرية الديه وصاحب مجلس يستقبل الناس وابتسامة دائمة ، حفظ الله الحاج يوسف ويستاهل الاهتمام به من قبل الدولة

    • زائر 5 | 10:37 م

      من الملاحظ ان الدولة لا تهتم بأصحاب المهن وتعطيهم المكانة الاجتماعية المرموقة رغم انها تتغنى على اطلال هذه المهن لكن الواقع يحكي شيء اخر وهو دفن هذا التاريخ بدلاً من ابرازه ل يطلع عليه جيل المستقبل

    • زائر 4 | 10:28 م

      البحر منتهي خلاص ، والمحترفين لا حول ولا قوة ، يا ريت يتم ادراجنا ضمن صندوق التقاعد لنترك البحر ونفتك من الهلاك والموت البطيء ، شكراً صحيفة الوسط وشكرا لعميد البحارة على هذا الموضوع المتميز

    • زائر 3 | 10:24 م

      بس ٣٠٠ دينار تكريم ل عميد البحارة ؟....

    • زائر 2 | 10:17 م

      صحيح كلامه ، نحن بحارة محترفين لنا تعويض من دفان البحر ، لكن للأسف فإن التعويض المالي لم يشمل إلا دفعة اولى فقط والبقية لم يحصلوا على شيء رغم المراجعة ، نشكر صحيفة الوسط والحاج يوسف على طرح هذه القضية واتمنى ان يتم تعويضنا عن هذا المبلغ قريبا

    • زائر 1 | 9:57 م

      عجبني كلام حجي يوسف ، الإنسان اذا يجلس بالبيت يتكسر وما يقدر يقوم وما شاء الله عليه سبع البحر ٩ عقود من الزمن وبدون تكريم حقيقي ، الله يحفظه وتستجيد الدولة ل مطالب هذا الشيخ الكبير عميد البحاره

    • زائر 25 زائر 1 | 7:32 ص

      الله ارزاق يرزقك من بره وبحره

شاهد أيضا