العدد 5256 - الخميس 26 يناير 2017م الموافق 28 ربيع الثاني 1438هـ

محطات دراجات هوائية في مدن لبنانية لتخفيف الازدحام والتلوث الجوي

اقيمت في وسط بيروت محطة نموذجية للدراجات الهوائية المتاحة للعموم يريد اصحابها تعزيز ثقافة النقل النظيف ودفع السلطات الى اتخاذ القرارات اللازمة لانجاح المشروع على نطاق واسع، على أمل التخفيف من الازدحام الخانق والتلوث الجوي الذي يلف العاصمة اللبنانية.
وستكون هذه المحطة "عينة اولية" على ان تتوزع في بيروت 25 محطة مشابهة مع حلول شهر مايو/آيار 2017، بحسب ما يأمل القيمون على المشروع.
ويقول مدير شركة "بايك فور أول" القائمة على المشروع جواد سبيتي "الدراجات الهوائية للعموم امر مهم جدا لتقليل الازدحام المروري والتلوث الجوي" في العاصمة التي تسير في شوارعها نصف مليون سيارة يوميا وفقا لخبراء، والتي تعاني في ساعات الذروة من اختناق مروري حاد.
وفي الوقت الذي تطالب فيه هيئات المجتمع المدني بتحسين الحال المتردي للنقل المشترك وتشجيع وسائل النقل النظيفة من دون ان تظهر هذه المطالب ضمن اولويات السلطات المحلية، قرر القيمون على المشروع المبادرة في هذا المشروع بحيث لا يبقى على السلطات الا "الموافقة والمساعدة"، على ما اكد سبيتي.
وتتلخص المساعدة المطلوبة من السلطات باصدار التشريعات اللازمة للسماح باقامة محطات للدراجات في المساحات العامة، وحماية مسارات الدراجات.
ويبدو ان المشروع نجح في اثارة حماسة المسؤولين المحليين في العاصمة.
وتقول مساعدة رئيس بلدية بيروت جويل يحشوشي "انه مشروع مهم جدا، قد يحتاج الأمر إلى بعض الوقت بسبب الاجراءات الادارية، لكننا باشرنا به وسنعمل على تذليل العقبات".
ويؤيدها مستشار محافظ المدينة عصام قصقص قائلا "انه مشروع بيئي واجتماعي وثقافي وصحي وسياحي يجب ان يتم، الدراجة هي احدى وسائل النقل المتاحة والتي كنا غافلين عنها".

شبكة دراجات ساحلية

لكن التأخير لانتظار تحديد اماكن المحطات في بيروت وصدور التشريعات اللازمة قد يؤدي الى انطلاق المشروع في مدن ساحلية اخرى قبل العاصمة.
ويقول جواد سبيتي "التجربة الأولى الكاملة ستكون في مدينة جبيل (شمال بيروت)، بدأنا بست محطات، وسيدخل المشروع هناك حيز التنفيذ بعد اسبوعين".
ويضيف "لدينا حتى الآن موافقات من بلديات طرابلس وجبيل والبترون وصيدا وصور، ونأمل ان ينجز المشروع بحلول العام 2020" بحيث ترتبط مناطق الساحل اللبناني كله بشبكة من محطات الدراجات الهوائية.
وستكون الدراجات مركونة في محطات ثابتة، ويمكن استخدامها في مقابل خمسة الاف ليرة للساعة الواحدة (ثلاثة دولارات) او مقابل اشتراك شهري مخفض، ويمكن ان تركن في محطة اخرى، ثم يتولى فريق من العمال اعادة توزيع الدراجات على المحطات.

مسارات آمنة

 يشاهد في بيروت عدد قليل نسبياً من سائقي الدراجات الهوائية، يقودون مركباتهم الخفيفة هذه بين امواج من السيارات المتوقفة في الازدحام، او المتسابقة بسرعات جنونية.
وكثيرا ما تصدر السلطات اللبنانية تشريعات لضبط مخالفات المرور وتأمين قدر أعلى من السلامة، من احترام قواعد المرور وتثبيت حزام الامان وعدم استخدام الهاتف، لكن هذه القواعد تخرق على نطاق واسع.
ويقول محمد شبلاق وهو مدرب على قيادة الدراجات الهوائية وناشط في مجال الترويج لوسيلة النقل هذه "جيد ان نرى مشروعا مماثلا في لبنان، لكن السلطات وقبل ان تدعو مواطنيها الى ركوب الدراجات، ينبغي ان تقوم بواجبها في حماية مواطنيها من مخالفات المرور".
ويوضح هذا الشاب الذي قرر منذ عامين التخلي عن سيارته وابدالها بدراجة هوائية "الدراجة تخفف عناء الازدحام، لكننا نقود في ما يشبه الغابة"، حيث قوانين السير تخرق باستمرار.
يدرك القيمون على المشروع هذه المخاطر، ويقول جواد سبيتي "نعمل على انشاء مسارات آمنة للدراجات، والخرائط اصبحت مع البلدية".
لكن شبلاق يتخوف من انتهاك هذه الممرات كما هو الحال مع تشريعات مرورية اساسية مثل الحزام والسرعة والهاتف النقال، في ظل عدم تطبيق قوانين السير بصرامة.
ويقول "جزء اساسي من احترام الناس في الغرب للدراجين سببه القوانين التي لا تتساهل مع احد".

تغيير في الثقافة

هل يمكن ان يكتب النجاح لهذا المشروع في لبنان؟
يجيب عصام قصقص "علينا ان نبدأ من مكان ما، ويجب ان نتعاون جميعا لانجاح هذا المشروع..نحتاج الى حملات توعية في المدارس والجامعات ومع السائقين وقوى الامن".
ويرى جواد سبيتي ان "الامر يتعلق بالثقافة، الاقبال على استخدام الدراجات الهوائية يتزايد، نحتاج الى ان يتحول هذا المشروع من فكرة لدى مجموعة صغيرة الى فكرة يتبناها المجتمع".
يصر محمد شبلاق على استخدام الدراجة الهوائية للتنقل اليومي، رغم "ان حفرة في الارض أو بقعة زيت تسربت من سيارة غير صالحة للسير قد تودي بحياتك"، ولكن "في ظل تردي وسائل النقل العام والازدحام المروري الخانق، لن استخدم سوى الدراجة الهوائية في شوارع بيروت".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً