العدد 5258 - السبت 28 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ

بالصور... فوضى وغضب بعد قرار ترامب منع بعض المهاجرين المسلمين

أثار الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنع المسافرين من سبع دول غالبية سكانها من المسلمين من دخول الولايات المتحدة ارتباكا وغضبا بعدما منع المهاجرون واللاجئون أمس السبت (28 يناير/ كانون الثاني 2017) من اللحاق بطائراتهم وتقطعت بهم السبل في المطارات.

وفي أشد قرارات ترامب تأثيرا منذ توليه المنصب قبل أسبوع وقع ترامب أمرا تنفيذيا يمنع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر ومنع أيضا المسافرين من سورية وست دول إسلامية أخرى من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوما.

وأثار القرار غضب جماعات الحقوق المدنية والدينية ونشطاء وساسة ديمقراطيين تعهدوا بالطعن على الأمر.

وفي ختام يوم من الارتباك والاحتجاجات في عدد من المطارات في أنحاء الولايات المتحدة أصدرت قاضية اتحادية في بروكلين بنيويورك يوم السبت حكما بإرجاء تنفيذ الأمر بصفة مؤقتة. ونجح الاتحاد الأميركي للحريات المدنية في إقرار الإقامة المؤقتة للمسافرين المحتجزين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة.

وقوبل قرار المحكمة بالترحاب من مؤيدي المهاجرين خارج قاعة المحكمة وفي احتجاجات بمطارات في دالاس وشيكاجو ونيويورك وغيرها لكن معركة أكبر تلوح في الأفق.

ولم يوقف قرار المحكمة تنفيذ الأمر الذي أصدره ترامب ولاقى انتقادات من أقرب حلفاء الولايات المتحدة.

وتعهد ترامب -الذي نجح خلال حملته الانتخابية في كسب تأييد الأميركيين بالتركيز على مخاوفهم من وقوع هجمات إرهابية- بما وصفه "بالفحص المشدد" للمهاجرين واللاجئين في محاولة لمنع وقوع هجمات إرهابية.

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في وقت سابق يوم السبت إن الأمر التنفيذي "ليس حظرا على المسلمين" وقال إن هذه الإجراءات كان يجب أن تتخذ قبل ذلك.

وأضاف ترامب "أنه يعمل بشكل جيد جدا. تراه في المطارات وتراه في كل مكان."

وإلى جانب سورية يشمل الحظر المسافرين من حملة جوازات السفر الصادرة من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن نحو 375 مسافرا تأثروا بالقرار وإن 109 ركاب كانوا في الترانزيت في انتظار السفر ومنعوا من دخول الولايات المتحدة. ومنعت شركات الطيران 173 راكبا من الصعود إلى الطائرات قبل سفرهم.

وأضافت الوزارة في بيان أن الأمر "يؤثر على قطاع صغير من المسافرين الدوليين" مشيرة إلى أن الإجراءات "أزعجت" أقل من واحد في المئة من المسافرين.

ولم تراع القواعد الجديدة المسافرين في الترانزيت أو العائلات التي كانت بانتظار ذويها وأحدثت حالة من الفوضى للشركات التي يحمل موظفون بها جوازات سفر من الدول المستهدفة وللجامعات التي يدرس بها طلاب من تلك الدول.

ووقفت بيجا رحماني (25 عاما) في مطار دوليس الدولي في واشنطن لعدة ساعات انتظارا لجدها وجدتها وهما إيرانيان يحملان البطاقة الخضراء. وقالت "لم يعاملوهما معاملة كريمة."

وجد رحماني يبلغ من العمر 88 عاما وهو كفيف أما جدتها فتبلغ من العمر 83 عاما وتعرضت في الآونة الأخيرة للإصابة بجلطة. ولدى إطلاق سراحهما ترددت صيحات التهليل.

رأس الرمح

قال حكام ديمقراطيون إنهم يبحثون ما إذا كان بإمكانهم رفع طعون قضائية على الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في حين أن عددا من الجماعات تبحث تقديم طعون على أسس دستورية استنادا إلى التمييز الديني.

وقال ديفيد ليوبولد المحامي المختص في شؤون الهجرة من كليفلاند "هذا رأس الرمح وسيرفع مزيد من الدعاوى."

ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن تطبيق الأمر التنفيذي سيستمر.

وأضافت في بيان أنه "ليس للأجنبي الذي لا علاقة له بالولايات المتحدة أي حق في المطالبة بدخول الولايات المتحدة."

ووصف مارك كريكوريان مدير مركز دراسات الهجرة المحافظ دعاوى الطعن على الأمر التنفيذي بأنها "آخر محاولة" يمكن تطبيقها على عدد قليل من الأفراد مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب كسب قضية أوسع نطاقا على أساس مخالفة الدستور.

وقال "إن التعديل الأول لا ينطبق على الأجانب الذين يعيشون خارج البلاد. والقانون يقول صراحة إن بإمكان الرئيس إبعاد أي شخص أو فئة من الناس يرغب في إبعادها."

وأصدرت كبرى الشركات العاملة في مجال الصناعات التكنولوجية في الولايات المتحدة -التي تعتمد بدرجة كبيرة على العمالة الأجنبية- تحذيرات لموظفيها من هذا القرار واصفة إياه بأنه غير أخلاقي وغير أمريكي.

وقال ترافيس كالانيك الرئيس التنفيذي لشركة أوبر تكنولوجيز "إن الحظر سيضر بكثير من الناس الأبرياء" مضيفا أنه سيثير الأمر خلال اجتماع له في البيت الأبيض يوم الجمعة.

ووصف مسافرون عرب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأمر التنفيذي بأنه مهين وينطوي على تمييز. وتعهدت إيران بالرد بالمثل.

ووصف السودان الأمر الذي شمل مواطنيه بأنه "مؤسف حقا" خاصة وأنه جاء بعد مرور أسابيع قليلة من قرار لرفع الحظر الأميركي على السودان بسبب تعاون الخرطوم فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. كما وصف مسؤول يمني القرار بأنه "مفزع".

وقال السفير العراقي السابق إلى الولايات المتحدة لقمان الفيلي لرويترز إن الحظر غير عادل بالنسبة لدولة عانت من الإرهاب مشيرا إلى أن القرار ربما تكون له نتائج عكسية.

وانتقد القرار حلفاء في بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ونشر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو صورة له على تويتر ورحب في تعليق عليها باللاجئين السوريين.

ارتباك بسبب البطاقة الخضراء

وساد القلق في المطارات حيث بذل مسؤولو الهجرة والجمارك جهودا لتفسير القواعد الجديدة. وعندما صدر قرار ترامب كان بعض الركاب ممن يحملون إقامات قانونية في الولايات المتحدة في رحلاتهم الجوية. وتم احتجازهم فور وصولهم إلى المطارات.

وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إنه كان سيكون من قبيل "التهور" الإعلان عن تفاصيل الحظر قبل إصداره.

وقال مسؤولون آخرون إن حملة البطاقات الخضراء من الدول السبع التي شملها الحظر في حاجة لمزيد من الفحص وسيتم بحث حالاتهم كل على حدة.

وفوجئت شركات الطيران بالأمر التنفيذي وبمنع أطقم الطائرات من الدول المشمولة بالحظر من دخول الولايات المتحدة.

وتم التعامل مع المسافرين بأساليب مختلفة عند نقاط الدخول. وقال مانا يجاني المحامي المتخصص في شؤون الهجرة من هيوستون إن المحامين نصحوا زبائنهم بتغيير محطات وصولهم إلى مطارات أكثر تساهلا في تطبيق القرار.

وفي مطار أوهير الدولي في شيكاجو وقف الشقيقان بارديا وأيدن نوهي لأربع ساعات انتظارا لوالدهما كاسرا نوهي الذي يحمل جواز سفر إيرانيا ولديه بطاقة خضراء.

لديهما علم بأن ترامب تعهد باتخاذ إجراءات أكثر حسما لكنهما لم يتوقعا مثل هذه المشكلات. وقال بارديا نوهي (32 عاما) "لم أتوقع أن يفعل ذلك.. فكثير من الساسة يتحدث فقط."

وتقطعت السبل بآلاف اللاجئين الذين كانوا يسعون لدخول الولايات المتحدة. وقالت ميلاني نيزير التي تعمل لصالح جمعية مساعدة المهاجرين العبرية إن لديها علما بأن نحو ألفي شخص حجزوا تذاكر للسفر إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.

ويمنع الحظر اللاجئين السوريين من القدوم إلى الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى. وفي مقابلة تلفزيونية قال ترامب إنه سيسعى لأن تكون هناك أولوية للاجئين المسيحيين الفارين من سورية.

وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم نشر أسمائهم إنه لم تتم استشارتهم في القرار وفي بعض الحالات سمعوا عن التفاصيل بعد نشرها.

وفي وزارة الخارجية الأميركية قال مسؤول كبير إن محامين يعكفون على تفسير الأمر التنفيذي الذي يسمح بدخول الأشخاص المضارين من الأمر إذا تطلبت "المصلحة الوطنية" ذلك.

غير أن أحد مسؤولي إنفاذ القانون الاتحاديين قال إنه "ليس من الواضح عند هذه النقطة (تحديدا أين تبدأ) المصلحة الوطنية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:10 ص

      تحية للشعب العراقي الذي وقف مع وطنه وتصدى للارهاب بدمه وليس كسوريا الذين باعوا بلدهم للارهابيين

    • زائر 2 | 8:07 ص

      ههههه. صدق انك ما انت بعاقل . الحين واقف ايا الامريكان ضد العرب اللي هم منك و فيك ؟؟؟!!

    • زائر 1 | 7:23 ص

      هذه البكائيات ما تمشي مع السيد دونالد ترامب، حكومة العراق قبل سنة تقريبا سمحت بمسيرة لشرطة البصرة تدوس فيها على العلم الأمريكي، هل هذه دولة تحترم نفسها؟ يعني تبون تدخلون أمريكا و تسبونها، لا يا حبيبي هذا الإبتزاز العاطفي ما راح يفيدكم، ترامب راح يعطيكم شيء من الشدة التي تتعامل به روسيا مع خصومها و راح تحترمونه مع الوقت.

اقرأ ايضاً